الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الناس والبرلمان

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
منذ بداية عمله قبل ثلاث سنوات.. يتحدث نوابه عن إنجازات، ويتحدث الناس عن إخفاقات، يفخر بعض النواب بأنه البرلمان الأقوى فى تاريخ الحياة النيابية فى مصر، وأنه حقق فى وقت قياسى ما لم تحققه البرلمانات السابقة، ولم يتوقف البعض عن وصفه بأنه برلمان بلا أنياب، بعد أن غابت عنه أهم أدواته، فلم يضبط متلبسا بمناقشة استجواب.
هل يعمل البرلمان المصرى فى ظروف استثنائية جعلته يضع المصلحة الوطنية نصب عينيه غير مبال بالقيل والقال؟ وهل يرى نوابه ما لا يراه الشعب فلم يأبهوا بما يوجه لهم من انتقادات؟ أم أن عليهم الاستجابة لمن منحوهم الثقة فيغيروا من طريقة أدائهم لتحقيق ما يصبو إليه الشعب من طموحات؟
الثقة بين البرلمان والشعب متأرجحة فى كل العصور، فتارة مفقودة وأخرى موجودة، والبرلمان الحالى ليس استثناء، وهو ما جعلنا نطرح السؤال: كيف تقيم أداء النواب، وهل الثقة بينهم وأبناء دوائرهم ما زالت قائمة؟ السؤال طرحته على (فيسبوك) فى محاولتى الثانية للأسبوع الثانى على التوالى للمزج بين العالم الافتراضى والواقع المتمثل فى هذه الزاوية.
معلوم أن التعميم فى فقدان الثقة مرفوض، فهناك من النواب من يبذلون فى دوائرهم من الجهد والمال الخاص ما جعلهم موضع ثقة من أبناء الدائرة، ومعلوم أيضا أن مهمة النائب الرئيسية هى التشريع لا الخدمات الفردية، لكن ثمة ثقة مفقودة فى العديد من النواب الذين أعطوا ظهورهم لدوائرهم فلم يعد لهم وجود حتى فى الأفراح أو سرادقات العزاء، وهو ما يتنافى مع وعودهم أثناء الانتخابات.
تباينت الإجابات عن السؤال، لكن الغالبية رأت أن الثقة فى نواب كثيرين تراجعت، الدكتور محمد فرا، وهو أحد النشيطين على مواقع التواصل الإجتماعي.. يلتمس العذر للنواب، فيؤكد أن الأوضاع الحالية الناتجة عن أحداث يناير أدت إلى تراجع السياسة، وبالتالى تراجعت أدوار الأحزاب والنواب، ولا مانع فى هذه الحالة التى لا تتحمل جدلا سياسيا أن يتراجع دور النائب لحين استعادة مصر عافيتها الاقتصادية، ولا مانع أيضا من أن يكون الملف السياسى فى مؤخرة الأولويات.
لكن لبيب عبدالرحمن يرفض هذا الطرح، ويدلل على فقدان البرلمان لبوصلته بعدم وجود استجواب واحد، فمن غير المعقول أن كل شىء يسير على ما يرام. ورغم التماسه العذر للنواب برضوخهم لخطط التنمية الملموسة، والتى لا تتحمل جدلا برلمانيا إلا أن السيد عبدالعظيم خليل يرى أن تواصل بعض النواب مع دوائرهم اقتصر على ذوى القربى والمحيطين بهم، وتشيد ثناء محمد بالآداء المتميز لبعض النواب فى دوائرهم، لكنها لا تنفى تقاعس البعض الآخر عن آداء واجبه واكتفائه بحضور الجلسات للتربص بأحد الوزراء، أما نائب دائرتها فلا وجود له. أما اهتزاز الثقة بين النواب ودوائرهم، فيؤكدها محمد خلف أمين، الذى يقيم آداء البرلمان بالضعيف، ويتفق معه أحمد أبو صالح الذى ربط بين ظهور النواب فى دوائرهم وفترة الانتخابات، وهو ما جعل المواطن يستشعر أن البرلمان لا يعبر عنه.
هذه نماذج لإجابات من تفاعلوا مع سؤالنا حول أداء النواب وعلاقتهم بدوائرهم، لم يكن الهدف هو تقييم دور البرلمان وإن كان هذا هو الظاهر، لكننا أردنا البرهنة على أن العديد من النواب ليسوا مؤهلين للتحاور مع دوائرهم فى أى ملف يوكل إليهم، ولو اتخذنا من ملف التعديلات الدستورية نموذجا.. فعلى من يوكل الأمر إلى النواب أن يتريث، فبعضهم لا يمتلك ملكة الحوار، والبعض خاصم دوائره بعد حصوله على أصوات الناخبين، ففقد دلالة عليهم، ولم يعد صوته مسموعا، بل إن حديثه معهم فى أى قضية سيكون مردوده سلبيا.
أقول ذلك لأننى رصدت مؤخرا تحركات لبعض النواب فى دوائرهم، قيل إن الغرض منها هو تحفيز الناس على المشاركة فى الاستفتاء المزمع إجراؤه، لذلك وجبت الإشارة إلى أن المشاركة لن تكون فاعلة إذا كان التعويل على النواب هو الأساس، فهناك فى الدوائر من ليسوا نوابا لكنهم أكثر فاعلية ومصداقية.