الجمعة 10 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

جمال الدين الأفغاني.. رائد النهضة الفكرية

جمال الدين الأفغاني
جمال الدين الأفغاني
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تحل اليوم السبت، التاسع من مارس، ذكرى وفاة جمال الدين الأفغاني، أحد الأعلام البارزين في النهضة المصرية المولود في عام 1839م بأفغانستان، وتلقى علوم الدين والفلسفة والمنطق والتاريخ فنضج فكره واتسعت مداركه.
ويميل الأفغاني إلى الرحلات فسافر إلى الهند والآستانة ومصر، الى أن مكث بمصر وتعلم من خلال سفره العلوم الحديثة على الطريقة الأوربية كما تعلم اللغة الإنجليزية.
جاء الأفغاني إلى مصر لأول مرة عام 1871م ولم يقصد الإقامة بها وإنما جاء لمصر ليسافر إلى بلاد الحجاز وعند زيارته للأزهر الشريف، توجه اليه طلبة أهل العلم ليتلقوا على يده بعض العلوم الرياضية والفلسفية والكلامية وقرأ لهم "شرح الإظهار" في البيت الذي نزل به في خان الخليلي.
توجه الافغاني بعد رحلته الى الحجاز الى بلاد الآستانة فلقى هناك ترحيبا كبير وحفاوة ورغبت الحكومة وقتها أن تستفيد من علمه فجعلته عضوًا في مجلس المعارف فعمل على إصلاح التعليم والنهوض به بتطوير مناهجه الا أن لم يلق تأييدا من زملائه.
وكُلف بإلقاء خطاب بدار الفنون للحث على الصناعات وعندما ألقى الخطاب، وسط حضور حاشد من ذوى العلم والمكانة بالآستانة فنال إعجاب الجميع إلا أن خلافا وقع بينه وبين شيخ الإسلام أدي به الى الرحيل من ألآستانة متوجها الى مصر حتى تهدأ الاضطرابات.
عندما عاد الأفغاني إلى مصر بعد رحيله من الآستانة، لم يكن يود الإقامة بها وإنما للاستمتاع بمشاهدة مناظرها واستطلاع أحوالها إلا أن رياض باشا وزير الخديوي إسماعيل باشا وقتها رغبه في الإقامة فعرضت عليه الحكومة العمل في مقابل راتب شهري قدره ألف قرش فقرأ الأفغاني على أهل العلم الكتب العالية في فنون الكلام وعلوم الفلك والتصوف وأصول الفقه وكانت مدرسته هي بيته فبث روح الحكمة والفلسفة في نفوس تلاميذه كما وجه أذهانهم الى الأدب والخطابة وكتابة المقالات الأدبية والسياسية والاجتماعية فظهرت على يده نهضة العلوم والأفكار ولم تقتصر حلقات دروسه ومجالسه على طلبة العلم بل كان يحضرها كثير من الموظفين والأعيان كما كان وراء إصدار الصحف الناطقة باسم حركة التجديد والإصلاح مثل "مرآة الشرق" وعمل للديمقراطية السياسية، والتحرر من استبداد الحكم الفردي والنفوذ الأجنبي. 
جرت له أبحاث كثيرة مع الفيلسوف الفرنسي إرنست رينان ومدح رينان عبقريته وسعة علمه وقوة حجته.
بعد إخفاق الثورة العرابية واحتلال الإنجليز لمصر سمحوا له بالذهاب الى اي بلد فاختار أوروبا وكانت لندن هي اول مدينة يذهب اليها ولم يمكث بها الا أياما قليلة وتوجه بعدها الى باريس وهناك أصدر جريدة "العروة الوثقى" وقد سميت باسم الجمعية التي أنشأتها، وهي جمعية تألفت لدعوة الأمم الإسلامية إلى الاتحاد والتضامن والأخذ بأسباب الحياة والنهضة، ومجاهدة الاستعمار، وتحرير مصر والسودان من الاحتلال، وكانت تضم جماعة من أقطاب العالم الإسلامي وكبرائه وهي التي عهدت إلى الأفغاني بإصدار الجريدة لتكون لسان حالها.
وكانت وفاته صباح الثلاثاء 9 مارس سنة 1897م، وما أن بلغ الحكومة العثمانية نعيه حتى أمرت بضبط أوراقه وكل ما كان باقيًا عنده، وأمرت بدفنه من غير رعاية أو احتفال في مقبرة المشايخ بالقرب من نشان طاش فدفن كما يدفن أقل الناس شأنا في تركيا وتحت مراقبة الدولة، ونقل جثمانه من تركيا الى بلده أفغانستان في موكب مهيب حيث دفن في كابل.