الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

خلال حوار "الأزهر" و"الفرنسيسكان".. صالح عباس: كافة الأديان تشهد صحوة عقلانية.. "عفيفي": التعايش السلمي ضرورة.. والأب مايكل بري: "وثيقة الإنسانية" دعوة للتآخي والمحبة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
نظمت الرابطة العالمية لخريجي الأزهر، أمس لقاءً حواريًا جمع بين علماء الأزهر والرهبان الفرنسيسكان، بقاعة مؤتمرات الأزهر، تحت عنوان «حوار السلام والطمأنينة سفراء الأزهر والرهبان الفرنسيسكان».



صحوة العقلاء
شهد الحوار حديث القائم بأعمال وكيل الأزهر الشيخ صالح عباس، أكد خلالها أن العصر الحديث يشهد صحوة بين جميع العقلاء من كافة الأديان، مشيرًا إلى أنه ليس هناك أدل على ذلك وثيقة الأخوة الإنسانية التى وقعها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، وبابا الفاتيكان البابا فرانسيس خلال تواجدهما بالعاصمة الإماراتية أبو ظبي، مشددًا هذا هو واجب العقلاء.
وقال عباس، إن رسول الإسلام حينما استقر بالمدينة المنورة أسس نظامًا عامًا أساسه المواطنة والتعايش السلمى، فلقد اعتمد الرسول منهاجًا هو السلام وبدء دعوته بالحكمة والموعظة الحسنة ولم يتخل عن الرفق واللين، ومن أهم الأسس التى بناها الرسول واعتمد عليها العدالة والبر وحسن العشرة والمعاملة.



التعايش السلمي ضرورة
بينما قال الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محيي الدين عفيفي إن التعايشَ السلمي ضرورةٌ حياتيةٌ لا يستغني عنها الناس في أي زمان ومكان، فقد شاء الله تعالى أن تكون التعدديةُ من السنن الثابتة، وقد أراد الله تعالى أن تتعدد الأديان وأن يتعايش الناس في سلام، كما أن الإسلام تميز برفضه فلسفة (الصراع)؛ لأن الصراع ينهي التنوع والتعدد والتمايز والاختلاف الذي هو سُنَة من سنن الله في سائر المخلوقات، وأحل محلها فلسفة (التدافع) الذي هو حَراك يعدلُ المواقفَ، ويُعيدُ التوازنَ والعدلَ، مع بقاء التعددية والتعايش والحوار والتفاعل بين مختلف الفرقاء.
وأضاف عفيفي، أن معيار الإسلام في السلم والسلام أو الحرب ليس (الإيمان) أو (الكفر) ولا (الاتفاق) أو (الاختلاف) وإنما هو التعايش السلمي بين الآخرين وبين المسلمين، واحترام إنسانية الإنسان؛ لأن اللهَ تعالى هو الذي خلقه وأرسل الرسل لهدايته وبيانِ دورهِ في إعمار الكون ودعمِ السلامِ والاستقرارِ والرحمة والمحبةِ، ولقد طبق المسلمون هذا المعيار في العلاقات مع المخالفين، موضحًا أن الإسلام قرر الحرية الدينية التي تحترم إنسانية الإنسان وعقله الذي ميزه الله به، ولم يكن الهدف أو المغزى للفتوحاتِ العربية نشر الدين الإسلامي، وإنما بسط سلطان الله في أرضه، فكان للنصراني أن يظل نصرانيًا ولليهودي أن يظل يهوديًا، كما كانوا من قبل، ولم يمنعهم أحدٌ أن يؤدوا شعائر دينهم، وما كان الإسلامُ يبيحُ لأحد أن يفعل ذلك، ولم يكن أحدٌ ليُنزِل أذى أو ضــررًا بأحبارهــم أو قساوســتهم ومراجعــهم، وبِيِعهم وصوامعهم وكنائسهم. 
كما أشار عفيفي إلى أن السنة النبوية أيضا أكدت على حرمة دماء غير المسلمين وكان النبي ﷺ يحضُر ولائمَ أهل الكتاب، ويغشى مجاَلَسهم ويواسيهم في مصائبهم، ويعاملهم بكل أنواع المعاملات التي يتبادلها المجتمعون في مجتمع، فقد كان يقترض منهم نقودًا ويرهنهم متاعًا، ولم يكن ذلك عجزًا من أصحابه عن إقراضه. فإن بعضهم كان ثريًا، وكلهم يتلهف على أن يقرض رسول الله، بل كان يفعل ذلك تعليمًا للأمة، وتثبيتًا عمليًا لما يدعو إليه من سلام ووئام، لافتًا إلي أن الإسلام بتعاليمه السمحة يُرسِّخُ لثقافة التعايش السلمي في ظل التعددية الدينية، فلقد اتسع المجتمع الإسلامي على عهد رسول الله ﷺ ومن بعده على مر العصور الإسلامية لجميع الأديان، وكفل عمليًا حرية الإنسان غير المسلم في ممارسة شعائر دينه، وليس ذلك فحسب، بل عمَّق الصلات الاجتماعية والثقافية والفكرية وغير ذلك بين المسلمين وأهل الكتاب من النصارى واليهود وأرباب الملل الأخرى ليتعايش الناس في سلام وأمان. 
وأكد الأمين العام أن تحقيق السلام في عالمنا المعاصر يحتاج إلى معالجة واقعية وعملية لمشاكل الشعوب الفقيرة وإلى مواجهة حقيقية للإرهاب وجماعاته التي تمارس الإرهاب والقتل باسم الدين وتستهدف أمن واستقرار المجتمعات من خلال رعاية دول تُسخِّر أموالها وأنظمتها لتمويل العمليات الإرهابية. وهذا يؤكد أهمية التعاون بين القادة الدينيين لدعم قيم التسامح والسلام بين الشعوب المختلفة.



إخوّة حتمية
في حين أكد الأب مايكل برى الرئيس العام للرهبنة الفرنسيسكانية، أن وثيقة الأخوة الإنسانية التي شهدتها العاصمة الإماراتية أبو ظبي ووقعها الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر والبابا فرنسـيـس الثاني بابا الفاتيكان، تؤكد أن كل من كانوا أعداء يجب أن يصيروا يومًا مع بعض، ويحتم على أتباع الديانتين أن يكونوا إخوة.
وقال بري، إننا نقرأ فى الحديث الشريف فى صحيح مسلم أن النبى صلى الله عليه وسلم قال "ما نقصت صدقة من مال، وما تواضع عبد إلا رفعه الله"، مشددًا وثيقة الأخوة الإنسانية تحمل في طياتها تعاليم النبى محمد صلى الله عليه وسلم لأتباعه وتذكر جميع المؤمنين بالسير بتواضع أمام البشر، مشيرًا إلى أن احتفالية اليوم بمصر تمثل دعوة لاتخاذ نفس القوة لأن نمضي بتواضع بقوة، رغبة في السلام والعدل والحقيقة والمحبة، ليحل عليكم سلام الله وبركاته ونعمة الله الواحد ليتعرف كل منا يوم الدين لأننا نشجع ثقافة السلام والقبول والعيش بين أبناء الوطن الواحد.



حقوق أبدية
في حين أكد الدكتور محمد أبوزيد الأمير، نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه البحرى، أن حقوق غير المسلمين في الإسلام أبدية لا تقبل الحذف أو التعديل، وليس لبشر أن يتعارض عليها، وهي التعاون المشترك ويدهم واحدة ضد أعدائهم، في مجتمع لا يعرف للبغضاء سبيلًا، وأن المواطنة هى المساواة بين أبناء الوطن الواحد فى الحقوق والواجبات، فحب الإنسان لوطنه أمر فطرى فهو المكان الذى ولد فيه، والإسلام كفل الحريات الشخصية بما لا يخل بآداب المجتمع، أن الإسلام كفل لغير المسلمين حقوقا تشريعيَّةٍ مثل حفظ النفس والدين وقرر القرآن الكريم هذه الحقيقة فى قوله تعالى "يأيها الناس إنا خلقناكم من ذكر وأنثى وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا إن أكرمكم عند الله أتقاكم.
وشدد نائب الوجه البحري، أن المواطنة التي دعت لها شريعة الإسلام تتجلى في الحرية الفكرية والعقدية ووحدة الأرض، وحرصت مصر على الاهتمام بتعزيز قيم المواطنة دون النظر إلى الدين أو العرق، بقيادة الرئيس عبدالفتاح السيسي الذي حرص على ذلك ورسخ له، مؤكدًا الرئيس ضرب أروع الأمثلة في ترسيخ مفهوم الوطنية حينما افتَتح مسجد الفتاح العليم وكنيسة السيد المسيح بالعاصمة الإدارية الجديدة، وهو تأكيد على أن مصر نسيج واحد.