الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

حد يفهمنا.. النساء والنبوة

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على مدى التاريخ الذى لم يصل منه إلينا إلا القليل نساء ادعت النبوة منهم من هم فى العصر القديم سجاح بنت الحارث أول من ادعت النبوة بعد وفاة النبى عليه أفضل الصلاة والسلام ومنهم فى العصر الحديث زهرة التونسية ومنال مناع المصرية.. وغيرهن.. ولم تذكر فى الكتب السماوية لفظ نبية من النساء (لفظ صريح وواضح).. حد يفهمنا هل من المؤكد أن الله لم يختر من أنبيائه أو رسله نساء؟؟! أو بمعنى آخر أين النساء من النبوة؟
هل لأن قدرات النساء على مواجهة الرجال والصعاب وتحمل المشقة فى نشر الرسالة أو الدعوة إلى الله لا تتحملها المرأة بحسب تكوينها العاطفى كما جاءت بعض الآراء للعلماء وسوف نسردها ونحللها محاولة منا للإجابة عن هذا السؤال الذى اختلف فيه العلماء والباحثون.. حد يفهمنا هل فعلا قدرات المرأة أقل من قدرات الرجل وكيف ذلك؟؟؟ والمرأة هى التى تحمل وتلد بعد تسعة أشهر وتربى أجيالا من العباقرة فى جميع المجالات وتدرس وتعمل وتكفل أسرتها وتشارك زوجها فى أعباء الحياة وغير ذلك فكيف ذلك؟؟؟ وهناك من نجده يدلل على وجهة النظر هذه بكلام الله عز وجل وتفسيره حسب ما يتراءى لنفسه ففى قوله عز وجل (الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ)، ولذلك لا نجد من النساء حسب آرائهم نبية أو رسولة أو حاكمة، وهنا الخطأ حيث كانت هناك حاكمات على مر العصور وزعماء من النساء ففى العصر القديم نجد حتشبسوت المصرية التى عملت على تحسين الأحوال الاقتصادية للدولة وبناء المعابد والطرق، وأيضًا ماريا تيريزا التى أصبحت حاكمة للنمسا وقضت على الفوضى، والعصر الحديث أيضا منهن الين جونسون رئيسة ليبيريا.... وجويس باندا رئيسة ملاوى وأنجيلا ميركل رئيسة وزراء ألمانيا (مستشارة ألمانيا)، وبنظير بوتو رئيسة وزراء باكستان التى تم اغتيالها وكريستينا فرناناديز رئيسة الأرجنتين وغيرهن من النساء اللاتى اتصفن بالحكمة والعقل فى الإدارة وهذا رد منى على عدم مشاركتها الرجال للحكم على مر التاريخ.
أما القوامة طبقا لوجهة بعض العلماء هنا بمعنى أن الله فضل جنس الرجال على جنس المرأه بما فضل بعضهم عن بعض حيث إن عقل المرأة أقل من عقل الرجل فى تدبيرها وحكمتها والدليل الأولاد تنسب للرجل وليس المرأه والطلاق فى أيدى الرجل والميراث وللرجل ضعف نصيب المرأة، وهكذا أم السبب الآخر للقوامة وهو الإنفاق إنفاق الرجل الأموال عليها وعلى أسرته ونجد هنا بعض الآراء المخالفة لهذا الرأى منهم الدكتورة آمنة نصير والدكتور شومان الذى أكد أن القوامة فى هذه الآية ليس معناه أفضلية الرجال على النساء أو رفع منزلة الرجال وخفض منزلة النساء وليس معناها تسلط الرجل على المرأة وتأكيده على أن عقله وحكمته لا تتصف بها المرأة وتتحمله فإنما القوامة معناها هنا قيادة الأسرة وتوفير الأمن لها وحماية زوجته ومودتها وتأمينها وهذا تكريم للمرأة وليس إخفاقا فى قدرتها ومنزلتها هذا هو معنى القوامة والدليل على ذلك قوله (بما فضل الله بعضهم على بعض) فالقوامة صالحة للطرفين وليس الرجال فقط كل واحد حسب واجباته وطبيعة حياته فالنساء لهن القوامة كما ذكرت فى البداية فى تربية الأولاد وتكوين شخصياتهم وغرز الأخلاق والمباديء الإسلامية والإنسانية فى أجيال كاملة ففى العصر الحديث أصبحت المرأة هى القائمة على متطلبات المنزل فى حالة مرض زوجها أو ضيق اليد وغيرها من ظروف الحياة الصعبة فإذا كان الله عز وجل يقصد تفضيل الرجال على النساء فكان من الممكن القول إن (بما فضلهم على النساء أو بما فضل الرجال على النساء) ونعود مرة أخرى بعد توضيحى بعض النقط المهمة فى إذا كانت النساء من الأنبياء أم لا؟؟؟؟ واختلاف العلماء فى ذلك! وفى التحديد فى جزئية النبوة.
صحيح أن جمهور العلماء قد ذهب إلى عدم وقوع النبوة فى المرأة، مستدلًا بقوله تعالى فى سورة يوسف: «وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ إِلَّا رِجَالًا نُوحِي إِلَيْهِمْ مِنْ أَهْلِ الْقُرَى أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِى الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ) وقد ذهب إلى ذلك كل من أبى الحسن الأشعرى والقرطبى وابن حزم.. وهم يردون على من يحتج فى مواجهتهم بالآيتين السابقتين اللتين تحصران الرسالة فى الرجال دون النساء، قائلين: نحن لا نخالف فى ذلك، فالرسالة للرجال، أما النبوة فلا يشملها النص القرآني.. وهم يرون أنه ليس فى نبوة النساء مخاوف أو محاذير من تلك المعتبرة فيما لو كان من النساء رسولًا، لأن النبوة قد تكون قاصرة على صاحبها، يعمل بها، ولا يحتاج إلى أن يبلغها إلى الآخرين، وهناك أيضا تفسير لكلمة رجالا من الدكتور والكاتب الصحفى الكبير محمد عيسى داوود أن رجالًا هنا غير مقصود بها الذكور وقد فسرها بقول الله عز وجل عن الحج (وَأَذِّن فِى النَّاسِ بِالْحَجِّ يَأْتُوكَ رِجَالًا وَعَلَىٰ كُلِّ ضَامِرٍ يَأْتِينَ مِن كُلِّ فَجٍّ عَمِيقٍ) هل هنا مقصود بالرجال فقط من هم كتب عليهم الحج إذن لماذا تحج النساء إلى بيت الله المعمور؟ وهذا التفسير تفسير واضح وعميق لكلمة رجالا اقتبستها من أستاذنا الدكتور محمد عيسى للرد على وجهة النظر أن الرسالة كانت للرجال فقط حد يفهمنا، وهل نحن نعلم جميع المرسلين والأنبياء وعددهم وهذه أيضا وجهة نظر بعض العلماء؟فمن يتفقون على نبوة النساء متفقون على نبوة مريم، ومنهم من ينسب النبوة إلى غيرها من النساء مثل: حواء وسارة وأم موسى وهاجر وآسية.. فاهمين ولا محتاجين لحد يفهمنا؟