الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

مدينة رشيد.. درّة العمارة الإسلامية

مدينة رشيد
مدينة رشيد
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تضم مدينة رشيد عددًا كبيرًا من البيوت والمساجد الآثرية ذات القيمة التاريخية الهامة، والتي تفقدها الدكتور جمال مصطفى، رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية بوزارة الآثار، يوم أمس الثلاثاء، وذلك للوقوف على سير العمل بمشروع ترميم وتطوير المدينة وتحويلها إلى متحف مفتوح للآثار الإسلامية.
وأوضح "مصطفى" أن الوزارة تعمل على قدم وساق لاتخاذ جميع الإجراءات التنفيذية، وذلك بالتعاون مع كل الجهات المعنية لتنفيذ مشروع تطوير "رشيد"، كما أن الوزارة أيضًا بصدد إعداد ملف خاص عن المدينة التاريخية لتقديمه الي منظمة اليونسكو لوضعها على قائمة التراث العالمي، حيث إنها على القائمة التمهيدية للمنظمة منذ عام ٢٠٠٣.
وتتمتع المدينة بمجموعة متميزة من المباني التراثية والتاريخية ذات الطابع المعماري الفريد والتي يأتي على رأسها مسجد المحلي، درة العمارة الإسلامية بمدينة رشيد، يتميز عن غيره من المساجد الأثرية بأروقته وصحنه، وسـقفه الخشبي المسطح والمحمول على 99 عمودًا مختلفة الأشكال من مستویین، المستوي العلـوي ذو صفة بنائیة عالية لتحمـل البنـاء، ویتكون من كتل خشبیة ضخمة، أما المستوى الـسفلي به زخارف موشاة بالذهب.
يطل المسجد على واجهتين في الشرق والجنوب، حيث تضم الواجهة الشرقية ثلاثة مداخل وشباك السبيل وتبدأ هذه الواجهة في الطرف الشمالي بالكتاب وحجرة الإمام، أما شباك السبيل فهو من النحاس تحيط به أشرطة من الرخام وتعلوه مظلة يعلوها شباك مزدوج مكون من قسمين معقودين بينهما عمود رخامي.
وتضم حجرة السبيل حوضًا رخاميًا أما المداخل الثلاثة بهذه الواجهة فكل منها بارز، يتوجه صف من الشرفات المدرجة وتتوسطه حنية يعلوها عقد ثلاثي ذى خوصات وتزينها زخارف الطوب المنجور، أما الواجهة الجنوبية فتضم مدخلًا يشبه مداخل الواجهة الشرقية، ويُعد المسجد من الآثار الفريدة المميزة وسط مئات الآثار والكنوز التي تمتلئ بها رشيد.
منزل "الأمصيلي" ثاني أبرز الآثار الإسلامية، بمدينة رشيد ويرجع تاريخه إلى 1223هـ/1808م، على يد عثمان أغا الأمصيلي، والذى كان جنديًا بالجيش العثماني، والذي ينتسب إلى مدينة أماسيا بتركيا، ويتكون المنزل من ثلاثة أدوار، الأرضى وله واجهتان رئيسيتان تطلان على الشارع الوجهة اليسرى ملاصقة لمنزل "حسيبة غزال" الأثرى، والذى بُنى هو الآخر في نفس العام، ملحق بمنزل الأمصيلي جناحًا مخصصًا للخدم، ويتكون من ثلاثة أدوار، الأرضى وبه مخزن وحجرة الصهريج، يحتوي على حجرة الاستقبال، وبها قواطع من الخشب تتخللها أعمدة رخامية، وكما يوجد بالدور الأرضي المخزن والحظيرة المخصصة لركوب "الأغا"، والصهريج الذي تخزن به المياه ودورات المياه، أما الدور الأول فتوجد به حجرات للرجال ودواليب حائطية مطعمة بالعاج والصدف مكونة أشكالًا نجمية فضلًا عن المشربيات من الخرط الدقيق ويعلوها مناور.
وعلى رأس تلك الأثار المنفردة بها رشيد تجد متحف رشيد القومي يُعرف بإسم منزل "عرب كلّي"، والذي يرجع تاريخه إلى القرن 12 هـ، ويعرض ملامح عن تاريخ رشيد الوطنى ويتكون من 4 طوابق، الأرضي مخصص كبيت للهدايا، والطابقان الثاني والثالث مخصصان للعرض المتحفي وبهما نحو 334 قطعة أثرية أبرزها القطع الرخامية وحامل الإناء والأزيار لتنقية المياه، وشواهد القبور التي تعود الى العصر العباسي، ومجموعة من التماثيل التي تحكي بسالة أهل رشيد في الدفاع عن مدينتهم، كما يضم نموذج لقلعة رشيد وتماثيل ولوحات لشخصيات مهمة ومجموعة من البنادق والسيوف، مجموعة من الآثار الإسلامية المكتشفة بمدينة رشيد منها أوان فخارية وعملات إسلامية.
وتعتبر مدينة رشيد من المدن القليلة التى لاقت شهرة عالمية بين المدن المصرية مدينة فريدة في موقعها بين النهر والبحر، ذات طبيعة مميزة، غزيرة بآثارها المتنوعة كمتحف مفتوح للعمارة الإسلامية بكل عناصرها، متفردة بطابعها وتراثها المعماري الذي يؤرخ لحقبة مهمة منذ القِدم وحتى عصرنا الحديث.