فى عام 1998، قدم المخرج مجدى أبو عميرة، عملا دراميا كُتب له النجاح لعدة سنوات طويلة، فاختار قصة جديدة دارت حولها أحداث مسلسل «الضوء الشارد»، والذي ما زالت الموسيقى التصويرية له فى تتر البداية والنهاية، والتى وضعها الموسيقار الكبير ياسر عبدالرحمن عالقة بأذهان الجمهور حتى الآن، بل وعلامة مميزة للمسلسل.
ودارت أحداث المسلسل فى إطار اجتماعي بلهجة صعيدية، فتناول مشكلة الصراع الطبقى بين الإقطاعيين القدامى متمثلة فى عائلة العزايزة العريقة وطبقة الملاك الجدد متمثلة فى عائلة السوالم، الذين كانوا أجراء فيما مضى، كما لجأ السوالم لطرق غير شرعية للحصول على المال لمنافسة العزايزة على السلطة، والتى كانت حكرا على العزايزة، بطرق مختلفة.
واعتمد المسلسل على عدة شخصيات رئيسية، وهى: الحاجة ونيسة وولديها رفيع بك العزايزى وفارس بك العزايزى، وكل من وهبى السوالمى وابنته نفيسة، وزوجته العالمة رئيسة، ووالدتها، وعم غزال وابنته فرحة، والدكتور فيصل ووالده، ونجاة وعائلتها، وشهدت أحداث المسلسل العديد من الصراع بين أبطال العمل.
وأبدعت الفنانة الكبيرة سميحة أيوب فى تجسيد دور المرأة الصعيدية التى لديها حسم وصلابة وصاحبة الكلمة الأولى والأخيرة فى السرايا التى تسكن بها، ولديها ولدان متناقضان فى حياتهما، فالأول هو رفيع بك العزايزى «ممدوح عبدالعليم» والذى ورث العمادة عن والده، والثانى هو فارس بك العزايزى «محمد رياض» شاب أراد أن يعيش الحياة بطريقة مختلفة عن شقيقه، حيث تلقى تعليما عاليا ولديه ثقافة منفتحة عن شقيقه، وشاء له القدر أن يتقابل مع فرحة «منى زكى» بنت عم غزال «جمال إسماعيل» ليطلب الزواج منها، غير أن شقيقه رفيع بك العزايزى يقف فى وجه تلك الزيجة ويحاربها بكل الطرق، لاختلاف مستوى الطبقات بين العائلتين، كما أنه كان من المفترض أن يتزوج فارس من نفيسة «رانيا فريد شوقى» ابنة وهبى السوالمى «يوسف شعبان» للحفاظ على هيبة العائلة، وهو الأمر الذى رفضه فارس بشدة ولجأ إلى والدته التى تحنو عليه دوما للوقوف بجانبه لإتمام زواجه من فرحة، وهو ما تسانده فيه وتساعده على إتمامه رغم غضب شقيقه.
وبعد أيام قليلة من زواج فارس وفرحة، يتعرض الأول لحادث طريق بشع يفقد على أثره حياته، لتعيش بعدها فرحة فى حالة حزن شديدة إلى أن تعلم أنها حامل منه، وهو ما تبلغه لأهل فارس بعد وضعها، فتذهب هى ووالدها إليهم فى الصعيد، غير أن رفيع يستقبل الأمر بشىء من القلق، لكن الحاجة ونيسة تستقبل الطفل فارس بفرحة عارمة ولا تتركه ثانية واحدة.
كما يضطر رفيع العزايزى إلى الزواج من نفيسة السوالمى حتى لا تشتعل حرب بين العائلتين، وتشعر نفيسة بحالة حزن شديدة بسبب زواجها من رفيع، لكنها تحاول أن تقربه منها طوال الوقت، فتخبره بأنها حامل على خلاف الحقيقة، إلا أن الأمور تزداد سوءا فيما بينهما.
وتعانى فرحة طوال الوقت سوء وقسوة معاملة رفيع العزايزى لها، إلا أن أخلاقها وصفاتها الحسنة الخلوقة تجعله يتقرب منها، وخلال ذلك تشعر نفيسة زوجته بشىء كبير من الغيرة، وهو ما يجعلها تترك منزلها.
كما تتصاعد الأحداث الدرامية بعدما يعلم رفيع العزايزى أن الدكتور فيصل يريد الزواج من أرملة شقيقه «فرحة»، ويرفض هذا الأمر بقوة ويحول دون وقوعه، بسبب حبه الدفين لفرحة.
وكان المسلسل نقطة انطلاقة حقيقية للعديد من فريق العمل منهم الفنانة سمية الخشاب، والفنان إيهاب فهمى، والفنانة منى زكى، وشيرين عادل المخرجة الكبيرة؛ حيث كانت مساعد مخرج فى المسلسل وقت إنتاجه.
