"وروحك؟ أين تظنين أنها ذهبت؟.. لابد أنها تهيم على الأرض مثل أرواح كثيرة أخرى، تبحث عن أحياء ليصلوا من أجلها، ربما إنها تكرهني للمعاملة السيئة التي عاملتها بها، ولكن هذا لايقلقني، لقد استرحت من عادتها الذميمة بالتأنيب".
هذا الاقتباس من رواية "بيدرو بارام" 1955، والتي أسس فيها خوان رولفو، للواقعية السحرية بالمزج بين الواقع والخيال حيث قدم في أعماله أحداثا لها علاقة بمجتمعه، بجانب شخصيات تقدم وتعكس نمطية المكان والمشاكل الاجتماعية والثقافية، وذلك بعد مزجها بالعالم الخيالي.
خوان رولفو الذي تحل ذكرى ميلاده اليوم الأربعاء 16 من مايو، كاتب المكسيك الأشهر والأب الروحي للواقعية السحرية في أدب أمريكا اللاتينية، ولد في سايولا (المكسيك) في 16 مايو 1917. وتوفي في مدينة مكسيكو في 8 يناير 1986.
كانت روايته "السهل يحترق" (1953) هي التي حققت له شهرة عالمية بعدما ترجمت إلى العديد من اللغات، وشارك خوان رولفو بكتاباته في العديد من المجلات الأدبية الأمريكية والمكسيكية، وقد قامت السينما المكسيكية بتحويل بعض أعماله القصصية إلى أفلام سينمائية وشارك رولفو في ذلك في بعض الأحيان، خاصة في قصته المعروفة «الديك الذهبي» التي كتبها خصيصا للسينما.
كما أن أشهر رواية كتبها رولفو، التي تعتبر درة وذروة أعماله الإبداعية «بيدرو بارامو»، قد نقلت إلى السينما بواسطة المخرج المكسيكي كارلوس فيلو، بعد أن أعدها كل من الروائي المكسيكي كارلوس فوينتيس، والروائي الكولومبي غابرييل غارسيا ماركيز. كما أخرج هذا العمل مخرج مكسيكي آخر هو خوسيه بولانيوس، إلا أن التجربة السينمائية الأخيرة لم ترق إلى مستوى العمل الأول.
ومن الأعمال الأدبية، التي أخرجتها السينما كذلك لرولفو «الوصْفة السرية» وهو فيلم متوسط الطول أنجز عام 1965 للمخرج رروبين غاميث الذي أحرز بهذا الفيلم جائزة سينمائية مهمة على مستوى بلدان أمريكا اللاتينية، والفيلم القصير بعنوان «الغنيمة» للمخرج أنطونيو رينو، فضلا عن فيلم جامعي أكاديمي للمخرج منيث فاليس، يتضمن قصتين معروفتين لرولفو وهما: "قل لهم ألا يقتلوني" و"تاليا".
