الأربعاء 01 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

شعب سوريا العظيم

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

سوريا على خط النار.. فماذا نحن فاعلون يا عرب يا مسلمين؟ الإجابة غير واضحة وربما غير مرئية، ولكنها تتضح من قول الشاعر «نعيب زماننا والعيب فينا وما لزماننا عيب سوانا»! حيث تعرضت منطقة دوما بغوطة دمشق الشرقية إلى قصف عنيف بأبشع الأسلحة التى ربما تكون كيمائية ومحرمة دوليًا ما أسفر عنه مقتل العشرات من المدنيين وإصابة المئات من القاطنين فى آخر معاقل المعارضة السورية، وهذا حدث خلال الذكرى السنوية الأولى للقصف الكيماوى على خان شيخون السورية، الذى أعقبته ضربة أمريكية لمطار الشعيرات شرقى حمص! فقد هددت أمريكا فى الأيام التالية للغارة على دوما بتوجيه ضربة إلى سوريا، ما يعيد إلى الإذهان الضربة التى وجهتها البحرية الأمريكية قبل عام، حينما أطلقت ٥٩ صاروخًا من طراز «توماهوك» على مطار الشعيرات، ردًا على استهداف خان شيخون بريف إدلب بالكيماوى!


فالرئيس الأمريكى المثير للجدل «ترامب» هدد بضرب سوريا بصواريخ جديدة ومواد كيمائية، وهو بذلك يناقض ما قاله من قبل ونشره الإعلام على لسانه بعدم نيته ضرب سوريا فقد نشر الرئيس الأمريكى خلال ٢٠١٤-٢٠١٥ على الأقل ١٨ مرة على صفحته «تويتر»، حول عدم جواز ضرب سوريا من قبل الولايات المتحدة وحث أمريكا على عدم التدخل فى الأزمة فى هذا البلد.. وربما سيفعل وهو الذى جعل القدس عاصمة لاسرائيل ووافق على نقل السفارة الأمريكية إلى القدس التى اعتبرها عاصمة لإسرائيل فى تحدٍ سافر للمواثيق الدولية والأعراف واتفاقيات العرب مع الكيان الأمريكى.. ربما ليس غريبًا على دولة، مثل أمريكا التى خلقت تنظيم إرهابى اسمه «داعش» أن تساند الإرهابيين فى الغوطة وترعى فبركاتهم وأكاذيبهم لاستخدامها كذريعة لاستهداف سوريا تحت مزاعم محاربة الارهاب الذى صنعوه هم بأيديهم ومحاربة جيش الأسد فى سوريا واستخدام الأسلحة المحرمة دوليًا ضد الأطفال السوريين والنساء والرجال دون مراعاة لأى مواثيق حقوقية للإنسان!

وربما أراد ترامب بعد المجزرة أن يثبت أنه ليس كالرئيس السابق أوباما، الذى وضع للأسد خطوطًا حمراء لم يلتزم بها، فقد أثبت ترامب أى قوة تتمتع بها أمريكا وأن استمرار المقتلة السورية كان من الممكن أن يتوقف منذ سنوات لو أرادت، وقد ظن كثيرون أن الهجوم الأمريكى على مطار الشعيرات، وهو الشيء الوحيد الصحيح الذى فعلته أمريكا فى سوريا خلال سبع سنوات هو بداية تحول فى الموقف الأمريكى فى سوريا، ولكن هذه الآمال ذهبت أدراج الرياح!


وما يجب الإقرار به هو أن الدول الغربية أدركت أهمية الإعلام وخطورته منذ أوقات باكرة تاريخيّا، فى حين تجاهلت الدول النامية أو معظمها، أهمية الإعلام فى توجيه الرأى العام وكسبه لمصلحة قضاياها، أو فشلت فى القيام بذلك. وجعل ذلك من شعوب الدول النامية التى ننتمى إليها نهبًا للأفكار، التى تطرحها أجهزة الإعلام الغربية، وهو ما يحدث فى تغطية أحداث الحروب العالمية والقلائل فى المنطقة العربية، وربما وعت وسائل الإعلام الغربية منذ عقود طويلة الأمر الذى يجعلها تستمرأ تصدير الأوضاع غير السليمة فى بلادنا إعلاميًا من أجل مصالحها أولًا وأخيرًا، وهو ما فعلته أمريكا خلال أزمتها مع سوريا من خلال تغطية إعلامية كاذبة وغير صادقة تمامًا.

على أى حال فإن السوريين وحدهم هم من يقررون مستقبل دولتهم سوريا، بالرغم من أنهم أصبحوا - للأسف - ضيوفًا دائمين على مائدة العالم، وربما يبحثون عن وطن جديد لهم، بعد أن فشلت الحياة الطبيعية على وطنهم الأصلى فقرروا يجوبون العالم العربى والغربى شرقًا وغربًا لكى يتعايشوا ويهربوا من المرارات، بينما ينوب عنهم الآخرون فى رسم مستقبلهم وأوضاعهم الحالية وحتى النظام ذاته الذى هب العالم جله للدفاع عن بقائه، وهو نظام الأسد، بات هامشيا يترقب ما سيصدر من قرارات دولية تحدد مستقبله ومصيره وينتظر أوامر وتوصيات روسيا، وربما إيران عن نتائج مفاوضاتهم مع المعارضة المسلحة فى العديد من الجبهات الساخنة، ويكتفى النظام بالتعبير عن الفخر والاعتزاز بانتصارات الروس والفرس على شعبه، ويزعم أنه هو المنتصر.. لك الله وحده يا شعب سوريا العظيم!