الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

قصة أسد سيناء.. ابن بني سويف البطل تصدى لسيارة محملة بالمتفجرات بمفرده.. وكلماته الأخيرة: "ماتوا ولا لسه"

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

تظل قصص الأبطال الذين ضحوا بأرواحهم ودمائهم الذكية فداءا للوطن هي الدروس والعبر التي يستفيد منها المصريون في صنع الحاضر والمستقبل ومن ضمن هؤلاء الابطال ابن بني سويف الشهيد النقيب "محمد جابر قصلة" الضابط بالقوات المسلحة والذي أستشهد في سبتمبر 2015 اثر انفجار عبوة ناسفة في منطقة المهدية بشمال سيناء.

"البوابة نيوز " التقت بأسرة الشهيد البطل، حيث يقول جابر قصلة والد الشهيد: ولد نجلي محمد عام 1991 والتحق بالكلية الحربية في عام 2009 بعد حصوله علي الثانوية من المدرسة الثانوية العسكرية بمدينة بني سويف وعقب تخرجه تم تعيينه قائدا لفصيلة دبابات وخلال عمله شارك في عدة مناورات وعمليات حربية ثم انتقل الي سيناء بناءا علي رغبته كقائد سرية دبابات برفح للثأر لاصدقائه الشهداء، وقد اشترك خلالها في عدة عمليات حربية في سيناء واستطاع فيها قنص العشرات من التكفيريين.

ويضيف والد الشهيد: تعود قصة استشهاد نجلي الي يوم 12 سبتمبر عام 2015 عندما تم ابلاغ قائد الكتيبة بأن هناك سيارة محملة بالمتفجرات تسير بسرعة كبيرة وسط المنازل تارة وتختفي تارة أخري فطالب القائد من الوحدات التصدي لها خاصة وأن هدفها الوحيد هو التفجير داخل التمركزات الأمنية فاستقل الشهيد البطل دبابته وتحرك مسرعا في محاولة لقطع الطريق علي تلك السيارة إلا انه لم يستطع اللحاق بها فخرج من دبابته وقام بقنص مستقلي السيارة بواسطة بندقيته فانفجرت العربة بالقرب من دباباته فهرع قائد الكتيبة برفقة الجنود الي موقع الانفجار وقاموا بسرعة إخراج الشهيد محمد جابر من دبابته والذي سرعان ما قفز من الدبابة متسائلا "ماتوا ولا لسه " فطمأنه القائد بأنهم ماتوا جميعا فهدأ إلا أن الشظايا الناجمة من الانفجار كانت قد استقرت في مناطق متفرقة في جسده فأحدثت نزيف داخلي بالرئة فتم استدعاء سيارات الاسعاف لنقله الي المستشفي فرفض ان يحملوه علي سرير وأصر علي الذهاب علي قدميه لسيارة الاسعاف وبالفعل استقل السيارة وقبل أن يترك زملائه أوصاهم بالثبات قائلا "ماتخافوش منهم واثبتوا وخلوا بالكم من نفسكم وكلها شوية وراجع تاني" الا أن القدر لم يمهله فقد لفظ أنفاسه الأخيرة قبل وصوله الي المستشفي لترتقي روحه الطاهرة الي بارئها ولم يبلغ عمره الـ 24 عاما ويتم تشييع جثمانه في جنازة عسكرية الي مثواه الاخير.

وبعيون تملؤها الدموع تقول عزيزة مصطفي "مدرسة " "والدة الشهيد" محمد: ابني كان انسان طيب وبارا بأسرته واهله وكان محبوب من كل الناس اللى يعرفهم.. بدعي له في كل وقت وصورته لا تفارقني وانا عارفه انه في الجنه بس الفراق صعب يابني.

اما احمد جابر شقيق الشهيد "اخصائى اجتماعى فقد قال: " محمد كان صديقي وأخي وسندي في الحياة.. كان دمث الخلق يداوم علي الصلاة في أوقاتها ونحتسبه عند الله شهيدًا.

وعن تقدير الدولة لأسم الشهيد يقول شقيقه: حصل علي نوط الواجب العسكري وكرمته المحافظة باطلاق اسمه علي مدرسة الثانوية بنات اقدم واعرق مدارس بني سويف نظرا لما قدمه في سبيل الوطن.