الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

حواديت صنايعية.. عم ربيع: فين أيام ما كنا بنعمل من جريد النخل فوانيس!!

عم ربيع
عم ربيع
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«يا جريد النخل العالى ميل وارمى السلام»، مهنة مر عليها آلاف السنين، فمنذ العصر الفرعونى، حتى اليوم، لم تتغير أدواتها.. لكنها بدأت تتلاشى.. فصناعة الجريد التى ارتبطت ارتباطا وثيقا بالريف باتت كغريب حاصرته الأبنية، وكعادة المدينة تأكل كل شىء.. وتبحث عن المنتج السريع.. وكان البلاستيك بديلا للجريد.
ربيع عبدالله فى عقده الخامس، أتى من جنوب مصر ليضع رحاله فى أرض اللواء، معه فى رحاله أدوات مهنة توارثها عن أجداده، ظنا منه أن القاهرة ستحتضن مهنته، كعادة الناس أقدموا على الكراسى الجريد بحكم أنها أمر جديد، لكن فرح الناس لم يدم طويلا وحولوا قبلتهم إلى الكراسى البلاستيك.
يقول عم ربيع: «٥٠ سنة وأنا فى الصنعة دى، عمرى ما اشتكيت ولا مليت، شفت فيها الصعب والحلو، دقت معاها العسل، وأكلت الشهد، وأيام كانت بتخلينى أنام نص بطن من الجوع، ورغم كل دا بقيت جزء من حياتى.. أكلم جريد النخل وأنا مضايق، وأشرح له حالى وأنا مبسوط، الدنيا مبتديش كل حاجة، بس جريد النخل إدانى، بشتغل فيها من وأنا عندى ١٠ سنين بعد ماجيت من قبلي، كنا فاكرين إن الحياة شهد هنا فى القاهرة، ولكن عيشنا رزق يوم بيوم، زمان كنت بعمل الفوانيس من جريد النخل قبل ما يظهر لنا الفانوس الصينى، وكان ابن البيه وابن البواب يجوا يشتروا منى والاتنين يبقوا ماسكين نفس الفانوس متعرفش تفرق بينهم، الدنيا اتغيرت وبقيت ترفض صناعة الجريد، كانت زمان من ٥٠ سنة الناس فى الزمالك يبعتولى يطلبوا منى أقفاص جريد، كانت أرض اللواء وقتها مليانة بالخير والبركة، كان الشارع كله حرف وصناعات الوقت اتغير».
ويتابع: «كنت بعمل أطباق من جريد النخل وكان بيبقى شكله جميل، حتى السراير كنت بعملها من الجريد وكانت القعدة عليه مريحة هو وكرسى الجريد». ويواصل حديثه: «عندى ٣ أولاد بيشتغلوا بعيد عن المهنة دى، وقلت لهم لا تشتغلوا فيها ولا تستنوا وظيفة الحكومة. ومن يومها ربنا فاتح عليهم وبيرزقهم».