قال الدكتور ألبرت فوس، أستاذ الدراسات الشرقية والإسلامية بجامعة «كولن» الألماني: أعتقد أن ألمانيا لن تستقبل مزيدًا من اللاجئين؛ لأنها ترى أنه على المجتمع الدولي والدول الأوروبية تحمل مسئولياتها تجاه اللاجئين، لاسيما أن ألمانيا استقبلت خلال العامين الماضيين حوالي ٦٠٠ ألف لاجئ، جزء كبير منهم عاطل عن العمل، ما جعل ميركل تؤكد أنها لن تستقبل لاجئين جددًا، إلى جانب حرصها بشكل كبير على حل الأزمة السورية، حتى يتسنى لهؤلاء اللاجئين العودة إلى بلدهم.
وأضاف فوس لـ"البوابة نيوز": صورة الإسلام في أوروبا سلبية جدًا، وهي صورة لعبت وسائل الإعلام دورًا في ترسيخها، إلا أن تلك الصورة ليست وليدة اليوم، لكن لها أصول تاريخية، تمتد من القرن ١٤ وحتى القرن ١٨، مع التوسع العثماني في أوروبا، واحتلالهم لأراض فيها، إذن كانت هناك صورة سلبية موجودة في العقل الأوروبي، ربما بدأت تتغير نوعًا بعد الحرب العالمية الثانية، مع تزايد أعداد المهاجرين القادمين من الدول الإسلامية إلى ألمانيا وأوروبا، إلى جانب نظرة أوروبا المتعالية للعالم العربي، بسبب التقدم والرخاء الاقتصادي الذي حققته، فيما الدول العربية تعاني الفقر والجهل والتخلف.
وتابع: "هناك عوامل ساهمت في رسم صورة سلبية عن العرب متأصلة في العقل الأوروبي، إلا أن هناك متغيرات حدثت، كما قلت، بدأت تغير تلك الصورة، فالمساجد منذ أعوام بدأت تفتح أبوابها كمزارات أمام المواطنين الألمان من غير المسلمين، خاصة لطلبة المدارس والجامعات؛ حيث يوضح لهم المسئول عن المسجد، أن الإسلام ليس لديه مشكلة في التعايش مع الأديان الأخرى، وأن المجتمع يتسع للتعايش السلمي بين كل الطوائف، ومع ذلك أعتقد أن صورة الإسلام لكي تتغير تحتاج إلى بعض الوقت، خاصة أن معظم الألمان لا يزال لديهم تلك الصورة السلبية عن الإسلام، خاصة فيما يتعلق بقضايا المرأة والحريات".
