الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

ذكريات الأسطوات.. فريد: أول "سكينة" سنتها كانت عشان أحارب إسرائيل

أسطوانة سن السكاكين
أسطوانة سن السكاكين
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
على حجر كبير دوّار، داخل محل صغير بشارع الجيوشى، قضى «فريد» حياته بأيامها الجميلة وأيامها المؤلمة، فمن اللحظة الأولى كانت صورة والده وهو يعمل على هذا الحجر لسن سكاكين أهالى الحى هى أول مشاهد الحياة، كما شهد والده جده على هذا الحجر، مهنة مليئة بالمخاطر وأقل لحظة سهو قد تعرض حياته للخطر، فالحجر لا يتوقف والسكاكين لا ترحم من يتهاون معها، إلا أن حبه للمهنة ورائحة عرق والده التى يشمها فى كل صباح يفتح فيه ورشته الصغيرة، جعلته يتحمل مشاق المهنة بل جعلته يجد متعته فيها. 
بداية المهنة مع فريد لها مناسبتها الخاصة التى لا يمكن أن تمحوها الأيام، وتحديدًا فى شهر أكتوبر قبل ٤٤ عامًا، كان فريد فى الثالثة عشرة من عمره عندما سمع خبر اندلاع حرب ٧٣، كانت تلك هى أول لحظة له مع مهنة سن السكاكين، فعندها قرر الطفل النزول إلى الورشة ليسن أول سكين له على الحجر الكبير، ثم يخرج يجرى فى الشارع يريد الذهاب للحرب، قبل أن يستوقفه والده والجيران محاولين منعه، شارحين له أن الحرب بعيدة عنهم، ولا يوجد إسرائيليون إلا فى سيناء يتذكر فريد قصته، وأمام إصراره قال له والده سأجعلك تتطوع فى الجيش، فى اليوم التالى خرج معه والده وذهبا من أجل تطوعه لكن صغر سنه، حال دون ذلك مما تسبب فى صدمة لفريد. 
ويتابع فريد: «وقتها والدى أخبرنى أن العمل شيء مشرف مثل الحرب، لتبدأ وقتها حياتى مع المهنة».
ويختتم: «مهنة سن السكاكين، رغم قدمها فهى لن تنقرض أبدًا، فلا يمكن أن يتوقف الناس عن استعمالها، ففى المنزل ومحلات الجزارة لا يستغنى هؤلاء عن سن السكاكين».