عقب الانتهاء من العطلة البرلمانية، يعود مجلس النواب اليوم الإثنين للانعقاد مرة أخرى في دور الانعقاد الثالث، لممارسة مهامه الصعبة، حيث ينتظره حزمة تشريعات وقضايا وأزمات وأمور كثيرة مصيرية، كما ينظر في تقرير اداء الحكومة وما انجزته في الفترة الأخيرة.
ومع ثقل الخبرة البرلمانية لأعضاء مجلس النواب، والتشبع في العمل النيابي، ينتظر المجلس الانتهاء من مناقشة وإقرار تشريعات ذات أهمية كبيرة يترقبها المواطن الذى يرى أن المجلس بمثابة طوق نجاه له لينصره في عدة تشريعات عفا عليه الزمن وتحتاج إلى تعديل، بجانب التشريعات المصيرية مثل التأمين الصحي وقانون الإيجار القديم، وقانون المرور، وقانون الإدارة المحلية، وغيرها من القوانين التي طال انتظارها، بجانب الدور الرقابي للمجلس والذى حظى بتقدير واستحسان الشارع للمجلس حينما قام بتشكل لجان تقصى حقائق لكشف المخالفات المالية والإدراي والفساد المستشري في العديد من الهيئات الحكومة والشركات، لذلك يسعى المجلس لتشكيل عدد من لجان تقصى حقائق لكشف الفساد، بالإضافة إلى استخدام النواب لا دواتهم الرقابية بشكل مكثف عن الانعقاد الأول والثاني لمحاسبة الحكومة على أي تقصير يحدث أو يتسبب في إلحاق ضرر بالمواطن، بجانب مناقشة الشكاوي التي يستغيث الأهالي بها من الحكومة إلى ممثليهم في مجلس النواب.
ومع تشكيل اللجان النوعية في الانعقاد الثالث، تضع كل لجنة مجموعة من القوانين والقضايا والأفكار الخاصة بتخصصها من أجل المناقشة والاستماع الى الخبراء وعقد جلسات حوار مجتمعى حولها لكى تخرج التشريعات إلى النور وسط توافق مجتمعي عليها، ولكى يمارس البرلمان الديمقراطية الحقيقة وليست الشكلية عند الانتهاء من أي تشريع.
ونرصد الملفات الموضوعة على طاولة البرلمان..
الجلسة الافتتاحية بحضور كافة أعضاء المجلس
تنطلق أعمال دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعى الأول لمجلس النوب برئاسة الدكتور على عبد العال، اليوم الاثنين، وذلك وفقا للمادة "274" من اللائحة الداخلية لمجلس النواب، التي تنص على "يدعو رئيس الجمهورية مجلس النواب للانعقاد للدور العادى السنوى قبل يوم الخميس الأول من شهر أكتوبر، فإذا لم تتم الدعوة، يجتمع المجلس بحكم الدستور فى اليوم المذكور.
ويستمر دور الانعقاد العادي لمدة تسعة أشهر على الأقل، ما لم يكن المجلس قد بدأ عمله فى تاريخ لا يسمح بانقضاء هذه المدة.
ويفض رئيس الجمهورية دور الانعقاد بعد موافقة المجلس، ولا يجوز ذلك للمجلس قبل اعتماد الموازنة العامة للدولة.
وقبل انطلاق اعمال الجلسة الافتتاحية للبرلمان بساعات علمت "البوابة" إن هيئة مكتب المجلس برئاسة الدكتور عبد العال، اصدرت قرارا يحذر رؤساء اللجان النوعية بعد اجراء الانتخابات الداخلية للجان النوعية المكونة 25 لجنة من عقد أي من الاجتماعات قبل أعمال الجلسات العامة أو أثناء سير الجلسة العامة على ان تقعد اجتماعات اللجان بعد الانتهاء من الجلسة العامة، حتي يلتزم النواب بالحضور وعدم تأخير عقد الجلسة العامة، وذلك لتفادى ما حدث من تأخير الجلسة في الانعقاد الأول والثاني.
كما أنه من المقرر أن يستلم البرلمان تقرير مفصل عما انجزته حكومة المهندس شريف إسماعيل، خلال الفترات الماضية في الملفات "الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، لعرضه على المجلس، مع بداية دور الانعقاد الثالث، حيث لم تتسلم الأمانة العامة وهيئة مكتب مجلس النواب التقرير حتى الآن، ومن المقرر
أن يستعرض المهندس شريف اسماعيل رئيس الوزراء بيان الحكومة خلال الأسبوع الثاني من بداية دور الانعقاد الثالث من الفصل التشريعي الأول للبرلمان.
ومن المقرر أيضا إعلان المجلس خلو مقعد نائب جرجا هرقل وفقي الذى توفى في يوليو الماضي، لأجراء انتخابات تكملية على المقعد.
برلمانيون يتحدثون عن مهام الانعقاد الثالث
لم يكترث أعضاء مجلس النواب لأى هجوم أو انتقاد هدام يسعى لعرقلة عمله، لذلك داب على الانشغال بأمور أكثر أهمية، فبالرغم من ضيق وقت المجلس إلا أنه سارع في انجاز القرارات بقوانين التى صدرت في غيابه، بجانب إقراره لقوانين هامة مثل قانون الخدمة المدينة وغيرها، ومع اكتساب النواب للخبرة البرلمانية والعمل النيابى على مدار أكثر من عام تحت القبة، يتحدثون لـ"البوابة" عن أهمية الانعقاد الثالث والمكتسبات التى تعود بالنفع على المواطن جراء ما يقومون به من دور تشريعي ورقابي وخدمي يصب في مصلحة المواطن، لاسيما الطبقة الفقيرة التى تعانى من أزمات كثيرة.
كانت الفتة الأولى من أعمال المجلس، خاصة بداية دور الانعقاد الثالث بمثابة تحدى من قبل النواب، وتمثل أصعب فترة للمجلس الذى استطاع التغلب على كافة الصعاب، لذلك فالنواب اعتدوا على المهام الصحب وتحدى أي عقبات، هكذا قالت النائبة كارولين ماهر، عضو لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب، مؤكدة أن كل مرحلة يقوم بها المجلس بمثابة مرحلة صعبة لها متطلباتها والمجلس قادر على تجاوز كافة الصعاب.
وأضافت ماهر:" اذا كان هناك دور انعقاد أصعب فكان دور الانعقاد الاول لانه أول برلمان جاء بعد ثورتين وأيضا كان معظم النواب لا يمتلكون الخبرة السياسية والبرلمانية التي تؤهله لهذا الدور وايضا التحديات الصعبة التي واجهتنا في البداية كانت كبيرة، وتغلبنا عليها".
النائب عبد الحميد كمال، عضو لجنة الادارة المحلية بمجلس النواب، يرى إن لدي المجلس العديد من التحديات مع بدء دور الانعقاد الثالث، مشيرًا إلي أن أهمهم الاستفادة من الأخطاء والمواقف السابقة التي وقع فيها المجلس في دور الانعقاد الأول والثاني.
وأوضح كمال، أن بعض الأخطاء وقعت في بعض الإجراءات التي اتخذها المجلس خلال الفترة الماضية، مضيفًا أن المجلس سيتعرض لبعض القضايا الشائكة، وأهمها غلاء الأسعار، والأعباء الاقتصادية الأخرى التي يعاني منها المواطن المصري في ظل الحكومة الحالية.
وأشار عضو مجلس النواب، إلي أن الشعب غير راضي عن أداء الحكومة في ظل سياساتها الحالية، الأمر الذى يتطلب منها إعادة النظر في أمور كثيرة.
وتابع:"المجلس يقع عليه عبء كبير مع بداية دور الانعقاد المقبل، والشعب المصري يأمل بأن يتخذ المجلس بعض الإجراءات لتحسين ظروف المعيشة والأحوال الاقتصادية التي يعاني منها المواطن المصري".
كما ترى النائبة مارجريت عازر، عضو مجلس النواب، إن أهمية الانعقاد الثالث تتمثل في زخم التشريعات المطروحة أمام المجلس، والتي
تخص الحياة اليومية للمواطن بشكل مباشر منها قانون التامين الصحي وقانون الاجراءات الجنائية.
ومن جانبه قال النائب محمد بدراوي، عضو لجنة الصناعة بمجلس النواب، ان البرلمان يقع على عاتقه جهد كبير في مواجهة التحديات والأزمات الحالية الموجودة في الفترة الحالية.
وأضاف بدراوي، إن دور الانعقاد الثالث يواكب مرحلة صعبة تشمل تحديات كثيرة على الصعيد السياسى والاقتصادي والاجتماعي.
ومن جانبه، أكد النائب أمين مسعود، عضو لجنة الإسكان والمرافق العامة بمجلس النواب، أن البرلمان قدم العديد من التشريعات التى تصب فى صالح المواطن، كما ساهم فى حل أزمات وقضايا كثيرة منذ انطلاق أعمال المجلس فى يناير من العام الماضي. وأضاف عضو مجلس النواب: «إن من يقوم بتوجيه انتقادات للبرلمان ليس على علم بما قدمه المجلس من إنجازات، ومن لا يشعر بأداء المجلس شخص لا يري»
وأشار مسعود إلى أن دور البرلمان فعال بشكل كبير، حيث أقر عدة قوانين جديدة تخدم المواطن والمجتمع.
وأوضح مسعود إن هناك العديد من المهام التى يعمل المجلس على الانتهاء منها في الانعقاد المقبل، ويعمل على تذليل العقبات التي تواجه المواطن البسيط والعمل على حل كافة المشكلات التي يتعرض لها.
بينما أكدت النائبة انجى مراد، أنن المجلس ناقش العديد من القوانين، وتم استجواب أكثر من وزير وعمل مناقشات وتكتلات داخل اللجان بغرض إقرار القوانين التى تخدم المواطن والمجتمع».
وشددت على ضرورة بث وإذاعة اجتماعات البرلمان بثًا مباشرًا داخل القاعة واللجان حتى يستطيع المواطن العادى التعرف على أداء وإنجازات البرلمان.
كما قالت النائبة شادية خضير، عضو لجنة الشئون العربية بمجلس النواب، إن هناك مهام كثيرة تنتظر البرلمان في الانعقاد المقبل من تشريعات وملفات شائكة يسعى المجلس على مناقشتها، مشيرة إلى أن من المجلس سيناقش تقرير الحكومة بعد تقديمه للمجلس، لافتة إلى أن اداء الحكومة الحالية مقبول، في ظل ماتعانيه الدولة من مرحلة اقتصادية صعبة وأن اداء بعض الوزارات جيد والباقى خارج نطاق الخدمة.
وأشارت الجملإلي أن الدكتورة سحر نصر وزيرة الاستثمار والتعاون الدولي، من أفضل الوزراء في الحكومة، لافتة إلى أن بعض الوزراء يعملون جاهدين لخدمة الدولة والمواطن المصري، والبعض الآخر أداؤه أقل من الضعيف.
بينما لفتت النائبة اليزابيث شاكر، عضو لجنة الشئون الصحية بمجلس النواب، إن هناك قضايا كثيرة لها أهمية بالغة تمس المواطن، من بينها تشكيل لجان تقصى حقائق في مجالات مختلفة، مثل تقصى حقائق الأدوية، لافتة إلى أنه لم يتم الرد من المجلس الدكتور، بخصوص الموافقة على تشكيل لجنة تقصى حقائق الدواء.
وأضافت شاكر أن اللجنة ستتفرغ فى بداية دور الانعقاد المقبل، لملف الدواء والعمل على ايجاد حلول للأزمات المتعلقة به، مؤكدة أن مشكلة بيع الأدوية بسعر مختلف عن أسعار الوزارة ليست مسئولية الصيدليات أو منافذ بيع الأدوية وانما تقع المسئولية على الأخطاء والقرارات المتضاربة وغير المدروسة من قبل وزارة الصحة.
وأشارت إلى أن وزارة الصحة تتعامل بشكل خاطئ وغير مدروس مع ملف الدواء وتسعيرته فى السوق.
من جانبه يرى النائب عثمان المنتصر، أمين سر لجنة الزراعة والري بمجلس النواب، إن الفترة المقبلة من أعمال مجلس النواب تتطلب تشكيل لجان تقصى حقائق لدورها الكبير في الكشف عن الفساد المستشري في بعض الهيئات والجهات الحكومة، لافتًا إلى إنه من المحتمل تشكيل لجنة تقصي حقائق حول الالتزام بتوريد القمح إلى الصوامع المميكنة، بعد تجميعه في الشون الترابية.
وأضاف النائب، أن عدم رصف وزارة الزراعة للشون الترابية حتى الآن هو إهمال وتقصير لا يجب تمريره، حتى لا يتكرر الأمر خلال موسم توريد القمح العام المقبل.
فيما أشار فتحي ندا، عضو لجنة الشباب والرياضة بمجلس النواب، إلى أن البرلمان استطاع إنجاز العديد من المهام والأمور التي كانت ضمن أولويات المجلس والتي تصب في مصلحة المواطن.
وأضاف عضو مجلس النواب، إلى أن هناك قضايا مهمة ينبغى التطرق إليها تحت القبة منها عودة الجماهير للمدرجات والتي يجب أن تتم بشكل تدريجي، مؤكدًا أن الشغب ظاهرة عالمية وظاهرة سيئة يجب التخلص منها، وأن الشغب تباعياته سيئة على السياحة والاقتصاد المصري، ويجب التصدي له وللمسئول عنه، موضحًا أن كرة القدم رياضة عالمية لها متابعيها على مستوى العالم وليس على المستوى الإقليمي أو الإفريقي فقط.
