لم تكن "صبحية. م"، ربة المنزل، صاحبة الخمسين ربيعًا، تعلم أن هناك مصيرًا مجهولًا ينتظرها داخل أحد المستشفيات الكائنة بمنطقة إمبابة، فهي دائمًا لا تؤمن بالقدر السيء، ولكن شاء حظها العثر أن تتعرض لواقعة إهمال طبي، أفقدتها بصرها، وعندما حاولت معرفة الأسباب، لم يهتم أحد.
تفاصيل الواقعة كشفتها التحقيقات التي أجرها محمد الحسيني،
وكيل نيابة إمبابة، والتي أثبتت أن المجني عليها أصيبت ببعض التعب بالعين اليسرى منذ
فترة، لذلك قررت الذهاب لإجراء الفحوصات الطبيبة، وفور الانتهاء من الكشف، أخبرها الطبيب
بأنها مصابة بمياه بيضاء على عينها، والأمر يتطلب إجراء جراحة سريعًا، حتى لا تدهور
حالتها.
وتابعت التحقيقات أن المجني عليها خرجت من العيادة، وهي تفكر
فيما أصاب عينها، واعتقدت أن الأمر طبيعي، وأن الطبيب يرغب في إخافتها فقط، ومع مرور
الوقت ازداد تعب العين، ما جعلها تقرر الذهاب لمستشفى الرمد بإمبابة، لإجراء العميلة
المطلوبة.
وأضافت التحقيقات أنها ذهبت إلى المستشفى، وتم تحديد ميعاد
الجراحة، وفي الوقت المحدد، وبعدما انتهت من إجراء الفحوصات اللازمة، خضعت للعملية.
وأثناء ذلك، أعطاها "م. خ.ا"، طبيب التخدير، حقنة،
ومن ثم أجرى طبيب العيون "أ .ع .ال .م"، العميلة، دون أن يدرك بأن حقنة التخدير
تسببت لها في مشكلة داخل شبكية العين، وبعدما انتهى الطبيب من الجراحة، واعتقدت المريضة
بأن العميلة نجحت، وبإزالة "الشاش" من على عينيها، لم تتمكن من الرؤية، وأصيبت
بالعمى.
بعدها توجهت للطبيب لمعرفة السبب، فأخبرها بأن الأمر طبيعي،
وبعد فترة ستتحسن، إلا أن شيئًا لم يحدث، لذلك توجهت إلى قسم الشرطة، وحررت محضرًا
حمل رقم 1519 لسنة 2017، وتم توقيع الكشف الطبي عليها، وتبين أن العميلة والحقنة تسببوا
لها في اتشاح بقرنية العين اليسرى، مع وجود انفصال بالشبكية، تسبب لها في عتابة بالعين،
وبناءً على ذلك تم استدعاء الأطباء المسئولين لسؤالهم.
