الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ملفات خاصة

"البوابة نيوز" ترصد مطالب قلعة الكتان

صورة ارشيفية
صورة ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هنا عاش الفراعنة منذ آلاف السنين يزرعون ويصنعون الكتان.. وما زال أحفادهم في نفس البقعة يمارسون طقوس الأجداد في غزل الكتان.. هنا في قرية شبراملس، التابعة لمركز زفتى بمحافظة الغربية، قرية الذهب الأخضر، أو قلعة الكتان، كما تعني كلمة «شبراملس» بالفرعونية القديمة. محصول شتوي تتم زراعته داخل القرية في مساحات واسعة، ومع موسم الحصاد تستعد الأجران لاستقبال الضيف الكريم، ليتم «نشره» تحت أشعة الشمس الحارقة، استعدادًا لدرسه في الماكينات، بعد تعطينه في أحواض المياه العطنة.
جميع مراحل الصناعة تقوم بها القرية، التي يشتهر أهلها بالثراء والطيبة، يطلقون عليه الماس، يحصل العامل على ٣٠٠ جنيه يوميًا في فترة الحصاد والصناعة، التي تستمر شهورا، فيعم الخير على الكبير والصغير والغني والفقير.
بين العرب والفراعنة
يرجع تسمية «شبراملس» بهذا الاسم إلى قولين، الأول: أحد المحققين لمذهب الإمام الشافعي، يدعى الإمام شبراملس، قيل في بعض الروايات إن القرية سميت على اسمه، لتواجده فيها للذكر والعبادة، فأصبحت شبراملس، نسبة إلى الشيخ الشبراملسي.
والثانى: يرجع إلى الفراعنة، لأن الاسم في التركيب اللغوي ممنوع من الصرف لعلة العالمية والعجمية، وهذا يعني أن الاسم ليس عربيًا، وشبرا تعني قلعة، وملس تعني «كتان»، فشبراملس قرية الكتان، وهذا الأرجح.
خطوات التصنيع
قامت «البوابة» بجولة في قرية شبراملس، التقت خلالها بـ «محمد مسلم»، مزارع للكتان، قال إن القرية تزرع الكتان منذ أكثر من ٧٠ عامًا، ولكن يرجع زراعته بمصر للفراعنة، حيث كان الكتان يستخدم في التحنيط.
وأضاف، زراعة الكتان موجودة بقريتنا فقط على مستوى الجمهورية، فيقوم الفلاحون بزراعة الكتان وحصاده ويبدأ العمل والدراسة بالجرارات، وتخليص بذرة الكتان، ووضع الكتان في المعطنة ٨ أيام، ثم ينشر في المنشر ٧ أيام، ويتحول للون الأسود ويرجع أبيض، ويتم نقله للمصنع عن طريق المقطورات، لكى تخرج منه المواد الخام (الشعر والقطاع والساس) والساس ينقل لمصانع الخشب، أما الشعر فينقل للمصانع المكملة ومكن تسريح ويقوم الصنايعية بعمله قرايص وماشنتوه، وننتهي من مراحله بإنتاج زيت الحار وزيت البويا والخشب الحبيبي، ويدخل الكتان في الغزل والعملة الورقية وبذر الكتان، ومستخلص علف للمواشي ومستحضرات التجميل والمواد الطبية، وتتمتع القرية بوجود ١٠٠ ألف عامل يعملون بالزراعة والصناعة ونستعين بعمال من خارج القرية ونصدر للصين وبلجيكا وفرنسا وإيطاليا، ولكن لدينا مشكلة واحدة فقط نتعرض للحريق، فلا يوجد مطافي في القرية إلا واحدة، وبنكسب ملايين ونخسر ملايين إذا حدث حريق.
شغل أجدادي
وأضاف فريد حجاج، مزارع، زراعة الكتان شغلي وشغل أجدادي من٥٠ سنة، فهي زراعة مهمة ومفيدة ومنتجة، وبها خير كثير ووفير، فهي صنعة، والقرية اشتهرت بهذه الزراعة من قديم الأزل، ويعمل بها كل أهالي القرية كبير وصغير، غنى وفقير، كبار وأطفال، ونقوم فى آخر مرحلة بتخزين الصنعة أي الكتان، ويزيد سعره ونكسب وننعش الاقتصاد والحمد لله لا نشعر بالغلاء، ومن الممكن أن نقوم باستثمار أموال لأهالي القرية في صناعة الكتان وتجارته ونكسب الضعف، فهي تجارة مربحة جدًا ويعمل بها أطفال القرية والطلبة بالإنتاج ويحصلون على حوالي ٣٠٠ جنيه يوميًا. 
وقال محمد الدغيدي، صاحب مصنع كتان بقرية شبراملس، المصنع بيدخل فيه الكتان وبه مكن متصل ببعضه خاص بالشفاط الدق يخرج منه قطاع موصل بنظام الشفاط، وينتج الساس الذي يدخل في الخشب الحبيبي، وتوجد ماكينة أخرى بها تروس تفرد الكتان وتسرحه وتخرجه صافيا بطبيعته المعروفة، وشكله كالشعر ويشتغل الصنايعية المهرة والفريزة إلى آخر مرحلة حتى التصدير للخارج. 
وقال محمد أحمد، طالب ثانوي وعامل بالمصنع، شغال في المصنع على السير، أقوم بتسوية الصنعة من على ماكينة السكينة وأسويها وأعملها أربطة، وابعتها للفريزة للفرز في المصنع، شغال باليومية بـ٨٠ جنيهًا، وفي ناس شغالة بالإنتاج، وبتتعلم من الصنايعية الكبار المهرة.
وأضاف محمد جمال، فريز، بعمل بآخر مرحلة بالمصنع، وهي الفرز بمعنى إني بشوف الكتانة الدرجة الأولى من الثانية من الثالثة، بعمل بالفرز منذ أكثر من ٣٠ سنة. 
مساندة الدولة
ومن جانبه، قال توفيق منتصر، تاجر الكتان، نطلب من الدولة أن تساند التجار الصغار أمام حيتان الكتان، فشركة الكتان بطنطا اتخصخصت، والناس بتمص دمنا، حيتان السوق بيكسبوا ملايين، وإحنا بنكسب القليل، وأناشد وزير التجارة بتفعيل الأسعار، لأن قفل الشركة أو خصخصتها خسارة لينا، كنا بنعتمد عليها في التصدير، ولو رجعت تكسب ملايين وتنعش اقتصاد الدولة، فالكتان ماس، ونصدر لجميع الدول مثل فرنسا وإيطاليا والصين وبلجيكا وغيرها بالعملة الصعبة، وعلى فكرة الصين دولة ذكية ومنتجة وبتفكر، أرسلت وفدا صينيا لقرية شبراملس وأقاموا أكثر من سنتين بها واتعلموا من المزارعين والصنايعية ونفذوا مصانع عندهم وتفوقوا علينا أصحاب المهنة. 
وأضاف أحمد أبوسلام، نعمل على نهج أجدادنا وليس لنا عمل آخر، أو تجارة أخرى غير صناعة الكتان، ومن قبل شهرين حدث حريق كبير بسبب العوامل الجوية والريح والكتان حامص، وخسر صاحبه حوالى ٣ ملايين جنيه وأشار إلى وجود تجار يتحكمون في السعر، بعد الشركة الشرقية بالرأس السودة، وطنطا للكتان، بعد تعاقد الشركات معنا للبيع، فقدنا التعاقد والمكسب بعد قفل هذه الشركات، بدأ التجار يتحكمون، مثلا العام الماضى كان الطن الكتان بـ٣٥ ألف جنيه، هذا العام بـ ٢٨ ألفا، والقطاع أو البذر بـ٥ آلاف، فنحن نعانى فالإيجار وصل إلى ٧ آلاف جنيه في السنة.
وقال أحمد خالد، طالب بكلية الشريعة والقانون، ويعمل رئيس العمال بالمصنع قرية شبراملس، يعمل بصناعة الكتان حوالى ١٠٠ ألف عامل، ما بين درس وقطاع وساس وإنتاج زيوت وبذر كتان والكتان نفسه الذى يخزن بطريقة معينة ويربط بفن، فالعمال بالقرية على أعلى مستوى.