الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

آراء حرة

"30 يونيو".. ثورة شعب وإصرار رئيس

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سيظل ٣٠ يونيو علامة فارقة فى حياة المصريين ويومًا تاريخيًا نادرًا والجيل الحالى وأنا منهم محظوظ، لأننا عشنا أحداثًا تاريخية بالطبع ستصل للأحفاد ملونة بألوان كاتبها، ولأننى شاهدت وشاركت فى ٣٠ يونيو وبذاكرتى تفاصيل كثيرة بدءًا بأحداث الثورة، وتفاصيل بشأن سلوك السياسيين وخطط الإرهابيين والحشود الغاضبة من حكم الإخوان، كنت أسأل نفسى وأنا أقف وسط مظاهرات الغضب أمام الاتحادية: تفتكر الشعب ممكن ينتصر على حكم الميليشيات الدموية؟ تفتكر الشرطة ممكن تترك الجماهير تعبر عن نفسها وتحميها من ميليشيات الإخوان؟ ويا ترى ما رد فعل التشكيلات المتضامنة مع الإخوان فى مقاومة الجماهير؟ 
كنت أرى أثناء المظاهرات أمام الاتحادية حيث أقيم عددًا من السياسيين وهم يسيرون دون أى اهتمام جماهيرى، وكأنهم وحدهم، وهو ما أكد لى أن الغضب الجماهيرى ضد الإخوان تلقائى وشخصى بعد تهديدات من الجماعة بقتل وسجن المعارضين قضاة وصحفيين وسياسيين وعمالًا. 
فى يونيو توحد الشعب وانتصر على حكم الإخوان أثناء المظاهرات كان اللافت وجود الأسرة بكامل عددها بالميدان الأب والأم والأطفال، وهو تعبير عن الحالة التى وحدت الناس، نجح الشعب فى يونيو وأبهر العالم بأعداده التى خرجت للشارع واحتلت الميادين، وهو مشهد مختلف عن يناير تمامًا من حيث الأعداد وأيضا وتيرة الغضب ودرجته والأهداف، وكان واضحًا التفاف الجماهير حول مطلب واحد وهو سقوط حكم الإخوان. 
جماهير يونيو لم تخف إعلامًا منقسمًا بين الإخوان وضدهم ولا وزراء يحكمون ويتبعون الجماعة، ولا رئيسًا منهم بالقصر. المخاطر فى يونيو كانت قوية ومختلفة ومتنوعة، وفى المقابل لم يكن هناك خوف وكان تحدى الشعب للإخوان ظاهرًا وواضحًا فى يونيو، وعلى سور قصر الاتحادية بمصر الجديدة سجل الشعب غضبه وترجمه بصورة أو عبارة أو رسمة لدرجة أن السور أصبح من كثرة الألوان والرسوم أشبه بورشة فنون وجنون على مساحة شاسعة، والملاحظ أن أبطال هذه الجدارية أعمار مختلفة وثقافات مختلفة وموهوبون وبسطاء لا يعرفون الكتابة، يونيو وسام على صدور أبطالها ممن عملوها، ومن قام بحمايتها فى الميادين. كان القاتل معروفًا وصانع المولوتوف أيضًا والمؤجر والمستأجر والقاتل. 
٣٠ يونيو ثورة سلمية ناصعة البياض، لم يتخلف عنها أحد مسلمًا أو مسيحيًا، الشعب قام بثورته هزم من خلالها كل دوائر صناعة القرار فى العالم وأسقط خطط أمريكا التى قامت ووضعت على أساس أن حكم الإخوان لمصر يمتد إلى ٥٠٠ عام، يونيو ثورة أحرقت شبحًا كان يهدد مستقبل البلد والأجيال، أحرقت أفكارًا وقوالب كانت معدة لقتل نصف الشعب وتمزيقه على أساس مَن بالجماعة ومن خارجها.
لاحظ أنه عقب يناير ظهر على السطح شرائح مؤيدة لحكم الإخوان ومع بدء تنفيذ خطط الأخونة بالطبع خلال عامين كانوا سيطروا على مفاصل الدولة، يونيو لم يسقط حكم ضلال الطريق، مدعيًا أنه المتحدث باسم الإسلام فقط، بل كسر الطوق الذى ضربوه حول المصريين لأسرهم وكما كانت يونيو ثورة نقية شفافة أهدافها كتبها الشعب قبل أن يسجلها المثقفون كانت نقطة انطلاق لبناء الدولة، بعد أن أطلق السيسى خطط تنمية غير مسبوقة من حيث العدد والتأثير والتنوع، تنمية تضرب ربوع كل مصر وفى كل المجالات تقوم القوات المسلحة بدورها فى حماية البلد والمواطن وأيضًا فى التعمير وتنفيذ البرنامج الاقتصادى الضخم الذى يطبق الآن. 
السيسى دخل فى تحدٍ ضد ظروف البلد المعاكسة لأى عمل، وهو يدرك أن معركة التعمير أصعب من معركة التغيير، لأن الأولى مسئولية وقرار وعمل شاق وأموال ضخمة مطلوبة، وشعب يراقب عمل فرد أو حكومة ويستعجل النتائج، وغير مهتم بأى تبرير فى التأخير، بالطبع معركة التعمير التى يقودها الرئيس نجاحها له ألف أب وغير ذلك هى مسئولية رئيس ونظام، بالطبع مصر مقبلة على مرحلة اقتصادية تحدد مسارها، حركة البناء وتجهيز البنية الجاذبة للاستثمار، وإعادة ترتيب البيت كما يقال أمر فى غاية الصعوبة وأعتقد أن الثمن المدفوع منا هو الأقل فيما لو نظرنا حولنا وقارنا حالنا والدول الأخرى، علينا أن نفتخر بما واجهناه وما نعيشه، وما انتصرنا فيه، مصر الآن دولة مستقرة وقوية ومؤثرة، وينتظرها مستقبل اقتصادى يتيح لنا العيش والعمل وتأمين المستقبل، أنا شخصيا أفضل العيش فى بلد قوى، ومازلت أتحمل نصيبى برضا كامل، يونيو الثورة وهى شرارة لأكبر عملية اقتصادية وتنموية فى تاريخنا الحديث لبناء الدولة.