الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لماذا نتحدث بأيدينا؟

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الشعوب العربية من أكثر الشعوب التى تتحدث بأيديها حتى إنك بمجرد غلق الصوت فى أى فيلم عربى من الممكن أن تعرف سياق الحوار من خلال الإشارات والإيماءات.. الحقيقة أن هذه اللغة يطلق عليها «لغة الجسد» وهى فى غاية الأهمية ونحن نجيدها لأننا شعب عاطفى عندما يتحدث بصدق.. تحرك مشاعرنا جسدنا بطريقة معبرة جدا قد تهتز الرأس أحيانا..الكتف.. الجسد بأكمله.. اليد فقط.. وللحقيقة كل هذا له معان ودلالات يتم التدريب عليها عالميا لكى تكون مؤثرة للغاية وخاصة مع القادة والسياسيين.
فالقدرة على استخدام لغة الجسد بصدق وتمكن تجعل الشخص نفسه شخصية كاريزمية كونها تتمتع بحماس زائد يتوهج فى الأعين نفسها التى لها لغة معينة فى الحديث تجذبك له.. إذا كان صادقا ومن القلب.. ومن خلال العاطفة والطبيعة القيادية مثل: مارتن لوثر كينج.. رونالد ريجان.. وجون كيندى.. وبناظير بوتو.. وهناك بعض القادة الشعبيين مثل أوبرا وينفرى، فهم قادة ذوو شخصيات نشطة لا ينتمون إلى الفئة التى تتصف بالرتابة. 
إذًا المذيع ومقدم البرامج نفسه يجذب الانتباه إليه من خلال لغة الجسد «body language» التى تقربه إلى الجمهور بصورة كبيرة كونها تشعرهم بأنه واحد منهم من جهة ويخرجهم من الرتابة التى تصيب بعض مقدمى البرامج الذين يتمتعون بأسلوب هادئ كلاسيكى وإن كان له محبوه بلا شك ولكن الغلبة لمن يستخدمون لغة الجسد كونهم أكثر تأثيرا للمشاهد وبالتالى يحققون نسبة مشاهدة أكبر وأقرب من الجماهير.
ولعل من أبرز أساليب التواصل هى «الإيماءات والإشارات» التى تعمل على نقل الحماس إلى المتلقى بسهولة ويسر وسرعة فى التأثير خاصة عندما تتناغم مع التغييرات فى نبرة الصوت وبذلك تبث الروح داخل الكلمات وتضفى بعدا قيما للملاحظات وأبرز الزعماء الذين أتقنوا هذا النوع من لغة الجسد هو «باراك أوباما» الذى استطاع فى فترة من الفترات توظيف هذه الإيماءات والإشارات بطريقة تجعل المتلقى يشعر كأنه يتحدث وجها لوجه مع المتحدث وكما لو كان المتحدث يجلس إلى جواره ويحدثه، فسواء كانت الإيماءة عبارة عن بسط الأيدى إلى المستمعين أم تحريك الأصابع بطريقة معينة فى الأوقات المناسبة كأن ترفع إحدى اليدين.. فإن إيماءات كهذه تحول الخطبة والأحاديث إلى حوارات ثنائية وتشعرك بأنك تجلس إلى جوار المتحدث مستمتعا بإجراء حوار حى معه.
من الممكن أيضا أن تعمل استخدام مثل هذه الإيماءات على خلق شعور بأن المتحدث منهمك فى الحديث عن موضوع معين وأنه صادق فى رغبته فى أن يلاحظ الآخرون بعض نقاطه المهمة.. على سبيل المثال وضع اليد على القلب بصدق ينم عن عاطفة جياشة.. جعل الأصابع على شكل «c».. تحريك إصبع السبابة كما لو كنت تشير بإصبع الاتهام إلى شخص ما.. تحريك الأصابع تجاه المتحدث فى إشارة إلى شخص ما يجلس بالقرب منك.. وحركة اليد التى تدل على الاستنكار والاستهجان فى إشارة لترويع أحد ما.. وقبضة اليد المغلقة وراحة اليد التى توجه للجمهور علامة على التوقف.. فجميع هذه الإيماءات يمكن أن تعزز المحتوى الوصفى للخطابة وتعمل على تأكيد الأفكار المهمة والرئيسية كما تعمل على زيادة فاعلية وتأثير الكلمات التى يتناولها المتحدث.. وفى النهاية تبقى كلمة نحن كمجتمع عربى إذا تأملنا ذاتنا نجد أننا نملك الكثير التى تتناقلها منا الدول الأخرى فقط نحتاج إلى توظيف ما نملك توظيفا صحيحا يليق بإمكانياتنا من الممكن أن تجعلنا أقوى الشعوب على مستوى العالم.