الجمعة 26 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تقارير وتحقيقات

"اسطبل عنتر" منتجع الفقراء في الزهراء.. يعيشون بلا مرافق بدون خدمات.. عشة صفيح مترين × تلاتة لكل فرد.. ودورة مياه عمومي "بلدي" للجميع.. وحنفية مياه شرب واحدة لأكثر من 2000 شخص

صوره ارشيفيه
صوره ارشيفيه
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الحياة شبه متوقفة في منطقة اسطبل عنتر، سكان الاسطبل ينتظرون كارثة مروعة قد تفاجئهم، صخرة أعلى جبل الزهراء ترقد بالقرب من منازلهم ترعبهم، تخطف نومهم، تقتلهم كل لحظة وأخرى، يتوقعون زيارة عزرائيل مع أول هزة أرضية قادمة تحرك الصخرة وتسقطها على رءوسهم، الصورة شبيهة جدًا للدويقة، والسيناريو وراد تكراره، في الاسطبل لا مرافق، لا خدمات، الصورة العامة عشة صفيح مترين × تلاتة لكل فرد، ودورة مياه عمومي " بلدي" للجميع، وحنفية مياه شرب واحدة لأكثر من 2000 فرد. 



يقع اسطبل عنتر على صخرة الزهراء وهي جزء من جبل المقطم بالقاهرة، أقيمت مبانيها على تل صخري يرتفع نحو 30 مترًا، وقد نسب أهالي المنطقة اسم "اسطبل عنتر" إلى عنترة بن شداد، اعتقادًا منهم أنه أنشأ اسطبلًا لخيوله في المنطقة وهو ما نفاه جميع المؤرخين، وتسمى المنطقة كذلك بـ"الجبخانة" لأن صلاح الدين بحسب ما يشاع، كان يضع مدافعه وذخيرته في هذه المنطقة، وتردد أنها كانت مصنعًا للبارود في عهد محمد علي، فيما الثابت تعد أثرًا إسلاميًا مهمًا، وسميت أيضا بعزبة "الهجانة" نسبة إلى عساكر سكنوا المنطقة.
وترجع نشأة المنطقة بهذه الصورة العشوائية إلى مئات السنين عندما وضع بعض الأفراد أيديهم على أرض المنطقة التي تضم اسطبلا يعود تاريخه إلى مئات السنين وأقاموا على بعضها الأكواخ والبيوت وباعوا البعض الآخر من الأراضي بأثمان زهيدة للباحثين عن مسكن رخيص مع ارتفاع إيجارات المساكن وأسعارها في منتصف السبعينيات من القرن الماضي.
وتشتهر المنطقة، بالطرق الضيقة غير الممهدة والمرصوفة وغياب شبكة صرف صحي.. الأغرب، أنه لا يوجد بالاسطبل بيت واحد مرخص لكن ضغط السكان على الحكومة جعلها توافق منذ سنوات على مد الكهرباء ومياه الشرب لهم، ومع مرور الوقت تسربت مياه الصرف الصحي إلى مسام الحجر الجيري الذي تتكون منه صخور المنطقة وأصابتها بالشقوق والتصدعات، وصارت تشكل خطرًا.
في الاسطبل هناك آلاف الأسر يعيشون أفرادها فى حجرة واحدة صغيرة بدورة مياه مشتركة، وبالتالى فهم غير قادرين على دفع إيجار جديد فى شقة صغيرة بمنطقة عشوائية أخرى وأرغموا على انتظار الموت فى أماكنهم، فيما سبق لمحافظة القاهرة أن وعدتهم بوحدات سكنية بديلة فى مدينة النهضة، ولم يتحقق شيء.



شعبان إبراهيم – جزمجى – من سكان المنطقة، أقسم بأن حادث الدويقة سيتكرر من جديد فى اسطبل عنتر، وتابع كل يوم يمر عليهم يشعرون أنه كُتب لهم عمر جديد، وتابع: جميع المنازل التي يعيشون فيها آيلة للسقوط وجميع الجدران بها تشققات أما السقف فهو مسنود بألواح الخشب حتى لا يقع عليهم وكلما نظروا للجبل أمامهم شاهدوا صخرة ضخمة تزن آلاف الأطنان مسنودة بصخرة صغيرة جدًا وتكاد تقع فوق رءوسهم فى أى لحظة وتقتل كل من يقف بطريقها.
عبدالله عبدالآخر – 67 عامًا - أرزقى - يقع منزله أمام كوبرى الدائرى وبجواره الجبل مباشرة عانى هو وأسرته وجيرانه الأمرين في حياة خالية من المتعة قال: "زهقنا من الشكوى" وتابع نعيش عيشة تحت الصفر. 
نورا محمد – طالبة بالمرحلة الإعدادية – تحدثت عن معاناتهم اليومية فى الحصول على رغيف العيش وقالت، لا يوجد فرن واحد بالمنطقة ولا بد من ركوبهم التوك توك حتى يصلون لأقرب فرن، وهناك الكثيرون منهم لا يملكون دفع أجرته فيضطرون إلي السير على أقدامهم مئات الأمتار كل صباح للحصول على الخبز.
وتابعت كوثر محمد "ربة منزل"، لا توجد وحدة صحية أو مستشفى أو صيدلية ومياه الشرب تقطع لساعات طويلة وكذلك الحال بالنسبة للكهرباء أما الصرف الصحي فهو كارثة، الشوارع ممتلئة بمياهه ورائحته الكريهة.
وحكى ناجي عبده "موظف"، في الاسطبل توجد ثلاث مدارس للمرحلة الابتدائية والاعدادية ومعظم الطلبة الذين تخرجوا منها لا يجيدون القراءة أو الكتابة لاهتمام المدرسين بما يحصدونه من أولياء الأمور فى الدروس الخصوصية دون الاهتمام بمستوى الطلبة التعليمى. 



"زبيدة مصطفى" أشارت للجبل الذى تحول لمقلب قمامة بجوارها، قائلة: "لا يدخل اسطبل عنتر عامل نظافة واحد ليجمع القمامة ومع ذلك فهم مجبرون على دفع رسوم النظافة فى فاتورة الكهرباء كل شهر".
وتابعت: وبتراكم القمامة تزداد الرائحة الكريهة والحشرات الضارة التى تتغذى منه والثعابين والعقارب التى اتخذته وكرًا لها ولا تخرج منه إلا لاصطياد ضحاياها تلدغهم وتودى بحياتهم، الأغرب بحسب زبيدة، أنه حتى يتمكن الأهالي من القضاء على القمامة يضرون لإحراقها مما يصيبهم بأمراض صدرية وتنفسية بالغة الأثر.
فيما أكدت "أم ياسر" أن معظم الرجال والشباب باسطبل عنتر "عاطلون" وأن النساء هن العائل الوحيد لأسرهن ويعملن فى مهن قد تكون مهينة كجمع القمامة وفرزها أو بيع المناديل أو حتى التسول.