الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الشباب في قلب السيسي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كعادته.. وضع الرئيس عبدالفتاح السيسى يديه على الجروح الحقيقية للأمة العربية، حتى يتسنى لنا تشخيص العلاج المناسب له. فخلال لقائه بوزراء الشباب والرياضة العرب ورؤساء مجالس الشباب والرياضة بالدول العربية، الذى انعقد منذ أيام، وتحديدًا يوم الاثنين ١٦ مايو، شدد السيسى على أهمية سد جميع الثغرات لعدم ترك المجال لملء الفراغ لدى الشباب بأفكار هدامة أو مغلوطة، مشيدًا فى هذا السياق بالحملة التى أطلقها وزراء الشباب العرب أمس تحت عنوان «لا للعنف، لا للتطرف، لا للإرهاب». وحسنًا فعل الرئيس السيسى حين أشار إلى أهمية الارتقاء بجودة التعليم وارتباط ذلك باستثمار طاقات الشباب العربى فى مختلف المجالات، مشيرًا إلى ما يسهم به التعليم فى الوصول إلى وعى وإدراك حقيقى لدى الشباب يُمكّنه من مواجهة الأفكار والمفاهيم المغلوطة. كما تطرق الرئيس، خلال اللقاء، للحديث عن الدور الخطير الذى يلعبه الإعلام بوصفه أداة مؤثرة على الشباب، حيث أكد ضرورة الاهتمام بالرسالة الإعلامية وتجديدها بهدف مواكبة العصر وزيادة وعى الشباب بالموضوعات المختلفة. وعلى هذا النحو خرج لقاء الأشقاء العرب المجتمعين على «أرض الكنانة» ليقدم خارطة طريق لاستثمار طاقة الشباب وتوجيهها إلى الطريق السليم، نحو تعظيم الاستفادة من دور هذه الشريحة الحيوية التى تعتبر بمثابة حجر الزاوية، ورأسمال أى مجتمع يسعى للنهضة وتحقيق التنمية. ولنا أن نفخر بأننا كنا سابقين فى جميع كتاباتنا للتنبيه إلى ضرورة الالتفات لدور الشباب وفتح حوار مباشر معهم للتعرف على مشاكلهم وأفكارهم وآمالهم وطموحاتهم، وإشراكهم فى جميع المشروعات القومية لقطع كافة الطرق الساعية لاستقطابهم بعيدًا عن أحضان الوطن، والدفع بهم فى هوة التطرف والمخدرات والإرهاب. فمنذ قديم الأزل يواجه الشباب فى وطننا العربى عدة تحديات مزمنة يمكن إجمالها فى الفقر والبطالة وارتفاع معدلات العنوسة بين الجنسين والإدمان وانعدام الرؤية المستقبلية، وكلها تؤدى إلى نتيجة واحدة عنوانها اليأس والإحباط والانعزال وفقد الوازع الوطنى والانتماء، وجميعها بمثابة عوامل هدم خطيرة لأجيال كاملة. وبفضل انتشار تقنيات الاتصال الحديثة طفا على السطح اسم جديد للتحديات التى تواجه الشباب العربى عنوانه «التهميش»، حيث نجحت مواقع التواصل الاجتماعى فى اجتذاب الملايين من هذه الفئة كبديل للمشاركة الحقيقية للشباب، وراحوا يعبرون عن الأزمات التى يمرون بها وتشير كل التقارير إلى أنهم يقعون فريسة للتجاهل الاجتماعى والوظيفى. حيث إنهم لا تتاح لهم أى فرصة فى الإبداع أو المناصب القيادية أو حتى إبداء الرأي.. والحجة جاهزة «نقص الخبرة وعدم الدراية»، وكأن من يتولون هذه المناصب ولدوا عباقرة وقياديين، ونسى هؤلاء أو تناسوا أن عمر الوزير فى دولة متقدمة مثل النمسا يبدأ من ٢٧ عامًا. ويرتبط هذا بحقيقة مفادها أن الشباب يمثلون أكثر من ٥٠ فى المائة من المواطنين فى كل المجتمعات العربية، وبالتالى فهم من يضخون كل عام أعدادًا جديدة إلى سوق العمل ويتوقعون وظائف وأعمالًا تلبى طموحاتهم وتطلعاتهم، كما أنهم بالمقابل هم من أكثر فئات المجتمع معاناةً من الآثار الاقتصادية والاجتماعية الوخيمة للبطالة، سواء بعد انتهاء فترات دراستهم أو تدريبهم أو من خلال الانتقال لاحقًا من سوق العمل إلى البطالة. كلمة أخيرة؛ إن الشباب هم مصدر ازدهار الأوطان وتقدّمها، حيث إنّ الموارد الطبيعية والإمكانيات المادية دون توفر الموارد البشرية لا يمكنها تحقيق أى نهضة منشودة بدون سواعد الشباب، لأنّ الموارد البشرية وخاصةً فئة الشباب هى من تقوم بعملية التخطيط والإدارة والسعى لتنمية كافة القطاعات وتطويرها، مثل التنمية الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والدينية، والمساعدة فى المحافظة على استدامة الموارد الطبيعية إلى الأجيال القادمة. وكلّما كانت فئة الشباب أكثر نضجًا وتعليمًا كانت المجتمعات أكثر نهوضًا، ولا نعنى بالشباب فئة الذكور فقط، بل الإناث أيضًا، اللاتى لا يقلّ دورهن أهميةً عن دور الذكور، فهى من تربى الأجيال وهى نصف المجتمع. وهناك دور كبير يقع على عاتق الأسرة وهو القيام على تربية الأبناء أخلاقيًا، واجتماعيًا، ودينيًا لينشأ جيل من الشباب الواعى الذى يشكّل المجتمع وبالتالى الدولة.