الإثنين 29 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

إخفاق وزير

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
«اعمل على أن يحبك الناس عندما تغادر منصبك، كما يحبونك عندما تتسلمه».. مقولة شهيرة لكل إنسان، يتمنى أن يكون ناجحًا فى عمله وحياته بأكملها، فلأننا بشر نخطئ ونصيب، ومن الممكن أن يكون لدى كل فرد فكرة إيجابية، ويرشح لمنصب وزارى لتنفيذ الفكرة، لكنه لا يحالفه الحظ، فيخفق، وللأسف هذا النموذج يتكرر كثيرًا، ولأن معظم المسئولين لا يحملون حلولًا أو خططًا بديلة، يرتبكون ويربكون المنظومة بأكمله، ونحن فى مرحلة لا تحتمل التجارب ولا تحتمل الخطأ، فالغلطة الآن بورطة للبلد بأكمله، لماذا؟، لأننا نريد أن نبنى بلدًا يتعرض لمحاولات هدم من جهات عديدة داخلية وخارجية، ولأننا تحملنا ما لا طاقة لنا به فوق أعصابنا وصحتنا وأموالنا، فلا يمكن أن نحتمل المزيد.
أقول هذا لأننا استقبلنا بالفعل برلمانًا جديدًا، سيقيم أداء الحكومة الحالية، فكم أتمنى أن يقف كل وزير بكل شموخ ويقدم إخفاقاته قبل إنجازاته، ويذكر سبب الإخفاقات، لأننا من حقنا أن نعرف ونشارك فى كل ما يتعلق بمصير الوطن، لا بد أن يكون المسئول شجاعًا بما يكفى للتراجع عن الخطأ، والاعتذار عن أى إخفاق أو خطأ حدث منه أو بسبب سياسات خاطئة وضعها، وتسببت فى إضرار أو تأخر للبلد، لا بد أن يشعر الشعب بالشفافية، لكى يكون المسئول جديرًا بالمنصب وتحمل المسئولية، وعليه أن يقدم بديلًا للخطأ وكيفية إصلاحه وإقناع الشعب بذلك، وإن لم يكن لديه حلول بديلة أو خطط عاجلة لنهضة الوطن، فليس من العيب أن يترك منصبه لغيره، فكم من الاحترام والتقدير الذى سيلاقيه، إذا فعل ذلك، لأنه اعترف بالخطأ وشعر بالمسئولية، وبأهمية المرحلة التى نمر بها جميعًا، وأعترف ضمنيًا، أن فى الوطن من هو قادر على تقديم الأفضل، ولكنه لم يأخذ فرصته بعد، فكم من الكفاءات أصابها الإحباط، لما لديها من فكر وقدرة على العطاء، ولكن لم تأخذ فرصتها بعد.
وإذا كانت الحكومة تعتقد أن استقالة وزير أخفق أو حتى إقالته، تشكل تراجعًا وضعفًا فى مواجهة شعب شارك فى ثورتين عظيمتين، فلا أقل من احترام الدستور والوطن والاعتذار وتصويب الخطأ، وليبقى الوزير فى مكانه، إذا كانت كرامة الحكومة أهم من الشفافية.
ولكننى على يقين أننا فى مرحلة جديدة من حياة مصر ، لدينا رئيس يتابع كل صغيرة وكبيرة ويحاسب عليها، ولا يأخذ بكشف الإنجازات الذى تقدمه كل وزارة مع بداية عام جديد، لأنه بطبيعة الحال يصيبه التجمل والمبالغة، فكم الإنجازات التى تُطرح إذا تم بالفعل للحقت مصر بالدول المتقدمة، أو على الأقل قل عناء نصف سكان مصر، ورجع سكان المحافظات للعمل بمحافظاتهم، فقل التكدس بالقاهرة والإسكندرية. ونهضت المنظومة التعليمية، ونُفِذت الأبحاث العلمية على أرض مصر كما ينبغى أن يكون، وزاد مستوى دخل الفرد مع زيادة فرص العمل، وشعر الشباب بالتفاؤل وبمستقبل مشرق مع فتح أبواب التواصل مع الشباب فى مختلف الأماكن والمراحل، ولقلت الوساطة وزادت الكفاءات، ولتوفرت وسائل نقل مريحة ومناسبة لكل الفئات، ووجدنا مستشفيات تتناسب مع أبسط حقوق الإنسان الصحية، وغيرها من الأطروحات التى ربما تتحقق بالفعل لو كل ما تقدمه الحكومة من إنجازات كان صحيحًا، وتم على أرض الواقع. فكم أتمنى تحقيق إنجازات حقيقية تأخذ الوطن والمواطن لمصاف الدول المتقدمة، فقط نحتاح إلي شفافية تحمل كثيرًا من الصراحة، قليلًا من التجمل.