الخميس 09 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وفرحنا رغم كيد الأعداء

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فى‭ ‬الوقت‭ ‬الذى‭ ‬كانت‭ ‬فيه‭ ‬كافة‭ ‬أجهزة‭ ‬الدولة‭ ‬تستعد‭ ‬للاحتفال‭ ‬بافتتاح‭ ‬مشروع‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬الجديدة،‭ ‬إيذانا‭ ‬ببدء‭ ‬تشغيلها‭ ‬أمام‭ ‬الملاحة‭ ‬الدولية،‭ ‬وليقدمها‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى‭ ‬هدية‭ ‬لكافة‭ ‬شعوب‭ ‬العالم‭ ‬حتى‭ ‬يعم‭ ‬الخير،‭ ‬والسلام‭ ‬بإنعاش‭ ‬التجارة‭ ‬الدولية،‭ ‬إلا‭ ‬أن‭ ‬قوى‭ ‬الشر‭ ‬فى‭ ‬الداخل‭ ‬والخارج‭ ‬قامت‭ ‬بارتكاب‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬الجرائم‭ ‬والأفعال‭ ‬البشعة‭ ‬التى‭ ‬يندى‭ ‬لها‭ ‬ضمير‭ ‬الإنسانية،‭ ‬وذلك‭ ‬بغرض‭ ‬إفساد‭ ‬فرحة‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى،‭ ‬وشعوب‭ ‬العالم،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬البداية‭ ‬بإقدام‭ ‬بعض‭ ‬المستوطنين‭ ‬الصهاينة‭ ‬فجر‭ ‬الجمعة‭ ‬قبل‭ ‬الماضى‭ ‬بحرق‭ ‬منزل‭ ‬لعائلة‭ ‬فلسطينية،‭ ‬وكانت‭ ‬العائلة‭ ‬بداخله،‭ ‬بقرية‭ ‬دوما‭ ‬جنوب‭ ‬مدينة‭ ‬نابلس‭ ‬بالضفة‭ ‬الغربية،‭ ‬ما‭ ‬أسفر‭ ‬عن‭ ‬حرق‭ ‬الرضيع‭ ‬ابن‭ ‬الـ‮٨‬‭ ‬أشهر‭ ‬‮«‬على‭ ‬دوابشة‮»‬،‭ ‬وأصيبت‭ ‬والدته‭ ‬السيدة‭ ‬ريهام‭ ‬بحروق‭ ‬بلغت‭ ‬نسبتها‭ ‬‮٩٠‬٪،‭ ‬ووالده‭ ‬أسعد‭ ‬الذى‭ ‬بلغت‭ ‬حروقه‭ ‬نسبة‭ ‬‮٨٠‬٪‭ ‬أما‭ ‬شقيقه،‭ ‬فقد‭ ‬بلغت‭ ‬حروقه‭ ‬نسبة‭ ‬الـ‮٦٠‬٪،‭ ‬وذلك‭ ‬بإلقاء‭ ‬القنابل‭ ‬الحارقة‭ ‬على‭ ‬منزلهم،‭ ‬فاحترق‭ ‬المنزل‭ ‬بالكامل‭ ‬ولم‭ ‬يتبق‭ ‬منه‭ ‬سوى‭ ‬الجدران،‭ ‬مخلفاً‭ ‬استشهاد‭ ‬الرضيع‭ ‬حرقاً‭ ‬أما‭ ‬والدته‭ ‬ووالده‭ ‬ففى‭ ‬حالة‭ ‬خطرة‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الحياة‭ ‬والموت‭.‬
إنها‭ ‬جريمة‭ ‬إبادة‭ ‬جماعية،‭ ‬ومن‭ ‬جرائم‭ ‬الحرب‭ ‬التى‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬يحاسب‭ ‬عليها‭ ‬الكيان‭ ‬الصهيونى،‭ ‬وتدخل‭ ‬فى‭ ‬اختصاص‭ ‬المحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬
حيث‭ ‬قامت‭ ‬السلطة‭ ‬الوطنية‭ ‬بقيادة‭ ‬الرئيس‭ ‬أبومازن‭ ‬بتقديم‭ ‬ملف‭ ‬هذه‭ ‬الأسرة‭ ‬للمحكمة‭ ‬الجنائية‭ ‬الدولية‭.‬
كما‭ ‬تفجرت‭ ‬المواجهات‭ ‬القوية‭ ‬ما‭ ‬بين‭ ‬الشعب‭ ‬العربى‭ ‬الفلسطينى‭ ‬وجيش‭ ‬الاحتلال‭ ‬الإسرائيلى،‭ ‬وسقط‭ ‬شهداء‭ ‬جدد،‭ ‬ومصابين‭ ‬من‭ ‬شعبنا‭ ‬الفلسطينى‭ ‬البطل‭.‬
كما‭ ‬عمت‭ ‬الاحتجاجات‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬البلاد‭ ‬العربية،‭ ‬والعالم،‭ ‬وحينما‭ ‬فتشنا‭ ‬عن‭ ‬سبب‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة،‭ ‬وما‭ ‬سبقتها‭ ‬من‭ ‬جرائم‭ ‬أخرى‭ ‬ارتكبها‭ ‬المستوطنون‭ ‬الصهاينة‭ ‬أو‭ ‬جيشهم‭ ‬سنجدها‭ ‬فى‭ ‬فتاوى‭ ‬الحاخامات‭ ‬المتطرفين،‭ ‬خاصة‭ ‬كتاب‭ ‬‮«‬توراة‭ ‬الملك‮»‬‭ ‬الذى‭ ‬صدر‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬‮٢٠٠٩‬،‭ ‬والذى‭ ‬ألفه‭ ‬كل‭ ‬من‭ ‬الحاخام‭ ‬شابيرا،‭ ‬ويوسف‭ ‬إليتسور،‭ ‬حيث‭ ‬قالاً‭ ‬فى‭ ‬فتاويهما‭: (‬إن‭ ‬الشريعة‭ ‬اليهودية‭ ‬تسمح‭ ‬بقتل‭ ‬الأطفال‭ ‬غير‭ ‬اليهود‭ ‬لأنهم‭ ‬يشكلون‭ ‬خطرا‭ ‬مستقبليا‭) ‬يا‭ ‬لها‭ ‬من‭ ‬عنصرية‭ ‬فجة؟‭! ‬
ولم‭ ‬يمض‭ ‬سوى‭ ‬يومين‭ ‬حتى‭ ‬تكرر‭ ‬هذا‭ ‬الحادث،‭ ‬مع‭ ‬فرق‭ ‬فى‭ ‬التفاصيل،‭ ‬على‭ ‬أرض‭ ‬الفيوم‭ ‬على‭ ‬يد‭ ‬صهاينة‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬الإرهابية‭.‬
الأمر‭ ‬الذى‭ ‬يؤكد‭ ‬الصلة،‭ ‬وأنهما‭ ‬وجهان‭ ‬لعملة‭ ‬واحدة‭.‬
حيث‭ ‬أعلنت‭ ‬حركة‭ ‬ثوار‭ ‬بنى‭ ‬سويف،‭ ‬وهى‭ ‬إحدى‭ ‬الأذرع‭ ‬العسكرية‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬الإرهابية‭ ‬فى‭ ‬بنى‭ ‬سويف‭ ‬والفيوم‭ ‬عن‭ ‬مسئوليتها‭ ‬فى‭ ‬اغتيال‭ ‬الطفلة‭ ‬البريئة‭ ‬‮«‬جيسي‮»‬‭ ‬ابنة‭ ‬الأربعة‭ ‬أعوام،‭ ‬والمحامى‭ ‬رامى‭ ‬أحمد‭ ‬كامل‭ ‬من‭ ‬الفيوم،‭ ‬الأولى‭ ‬ابنة‭ ‬الرائد‭ ‬شريف‭ ‬سامى‭ ‬النشاط،‭ ‬الضابط‭ ‬بإدارة‭ ‬الترحيلات‭ ‬بمديرية‭ ‬أمن‭ ‬الفيوم،‭ ‬أما‭ ‬الثانى‭ ‬فصديق‭ ‬الضابط،‭ ‬أثناء‭ ‬استقلالهما‭ ‬لسيارته،‭ ‬عقب‭ ‬عودتهما‭ ‬من‭ ‬حفل‭ ‬عقيقة‭ ‬أقامها‭ ‬أحد‭ ‬أصدقاء‭ ‬الضابط‭ ‬بمركز‭ ‬سنورس‭ ‬بالفيوم‭ ‬أمام‭ ‬قرية‭ ‬طاحون‭ ‬بطريق‭ ‬مصر‭ ‬الفيوم،‭ ‬حيث‭ ‬كانت‭ ‬تجلس‭ ‬الابنة‭ ‬على‭ ‬حجر‭ ‬والدها‭ ‬الضابط،‭ ‬والذى‭ ‬قام‭ ‬باحتضانها‭ ‬لحظة‭ ‬إطلاق‭ ‬الرصاص‭ ‬من‭ ‬أجل‭ ‬حمايتها،‭ ‬إلا‭ ‬أنها‭ ‬لقيت‭ ‬مصرعها‭ ‬فى‭ ‬حضن‭ ‬والدها‭.. ‬ما‭ ‬أبشعها‭ ‬جريمة؟‭!‬
بينما‭ ‬استشهد‭ ‬المحامى‭ ‬‮«‬رامى‮»‬‭ ‬صديق‭ ‬الضابط‭ ‬الذى‭ ‬كان‭ ‬يجلس‭ ‬بجواره‭ ‬ليفقد‭ ‬الضابط‭ ‬ابنته،‭ ‬وصديقه‭ ‬فى‭ ‬وقت‭ ‬واحد،‭ ‬الأمر‭ ‬الذى‭ ‬أصابه‭ ‬بحالة‭ ‬انهيار،‭ ‬حيث‭ ‬أخذ‭ ‬يصرخ‭ (‬ياريتنى‭ ‬أنا‭ ‬اللى‭ ‬مت‭ ‬يا‭ ‬بنتى‭ ‬وانتي‭ ‬فضلتى‭.. ‬حسبى‭ ‬الله‭ ‬ونعم‭ ‬الوكيل‭).‬
بينما‭ ‬قامت‭ ‬حركة‭ ‬ثوار‭ ‬بنى‭ ‬سويف‭ ‬الإرهابية،‭ ‬إحدى‭ ‬الأذرع‭ ‬العسكرية‭ ‬لجماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬بالافتخار‭ ‬بارتكابها‭ ‬هذه‭ ‬الجريمة‭ ‬الشنعاء،‭ ‬وبثت‭ ‬بيانا‭ ‬لها‭ ‬على‭ ‬موقع‭ ‬التواصل‭ ‬الاجتماعى‭ ‬‮«‬فيسبوك‮»‬،‭ ‬لتؤكد‭ ‬فيه‭ ‬أنها‭ ‬اغتالت‭ ‬صديق‭ ‬الضابط،‭ ‬وابنته،‭ ‬وعازمة‭ ‬على‭ ‬اغتيال‭ ‬الضابط‭ ‬ليلقى‭ ‬ذات‭ ‬مصير‭ ‬صديقه،‭ ‬وابنته‭.‬
وكما‭ ‬استند‭ ‬المتطرفون‭ ‬الصهاينة‭ ‬على‭ ‬فتاوى‭ ‬حاخاماتهم‭ ‬الشاذة،‭ ‬يستند‭ ‬إرهابيو‭ ‬جماعة‭ ‬الإخوان‭ ‬المسلمين‭ ‬على‭ ‬فتاوى‭ ‬قادتهم،‭ ‬حيث‭ ‬أفتى‭ ‬القيادى‭ ‬فى‭ ‬الجماعة‭ ‬محمد‭ ‬عبدالمقصود‭ ‬بإجازة‭ ‬حرق‭ ‬سيارات‭ ‬الشرطة،‭ ‬وحرق‭ ‬بيوتهم،‭ ‬وذكر‭ ‬ذلك‭ ‬بكل‭ ‬صراحة‭ ‬فى‭ ‬برنامج‭ ‬بقناة‭ ‬رابعة،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬إنه‭ ‬يجوز‭ ‬حرق‭ ‬سيارات‭ ‬وبيوت‭ ‬ضباط‭ ‬الشرطة،‭ ‬وهذا‭ ‬هو‭ ‬الرد‭ ‬عليهم،‭ ‬ومن‭ ‬السلمية،‭ ‬كما‭ ‬أفتى‭ ‬بعدم‭ ‬سداد‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء،‭ ‬حيث‭ ‬قال‭ ‬أيضا‭ ‬إن‭ ‬أموال‭ ‬فواتير‭ ‬الكهرباء‭ ‬تذهب‭ ‬للمجرمين،‭ (‬إما‭ ‬أن‭ ‬يسرقوها‭ ‬ويضعوها‭ ‬فى‭ ‬حساباتهم،‭ ‬وإما‭ ‬أن‭ ‬يستخدموا‭ ‬هذه‭ ‬الأموال‭ ‬فى‭ ‬تسليح‭ ‬الشرطة‭ ‬أو‭ ‬الجيش‭ ‬لضرب‭ ‬المتظاهرين‭ ‬والشعب‭.‬
بالإضافة‭ ‬إلى‭ ‬العديد‭ ‬من‭ ‬الفتاوى‭ ‬الأخرى‭ ‬التى‭ ‬تقشعر‭ ‬لها‭ ‬الأبدان،‭ ‬ولا‭ ‬تمت‭ ‬بأى‭ ‬صلة‭ ‬لديننا‭ ‬الإسلامى‭ ‬الحنيف‭.‬
ونحمد‭ ‬الله‭ ‬أن‭ ‬قوات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬قامت‭ ‬بالقصاص‭ ‬للطفلة‭ ‬جيسى،‭ ‬والمحامى‭ ‬رامى،‭ ‬حينما‭ ‬توجهت‭ ‬للقبض‭ ‬على‭ ‬هؤلاء‭ ‬القتلة،‭ ‬حيث‭ ‬كانوا‭ ‬يختبئون‭ ‬وسط‭ ‬الزراعات،‭ ‬فتم‭ ‬تبادل‭ ‬إطلاق‭ ‬النار،‭ ‬فلقى‭ ‬الإرهابيون‭ ‬الخمسة‭ ‬مصرعهم‭.‬
أما‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬الإرهابى،‭ ‬صنيعة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية‭ ‬الأمريكية،‭ ‬فقد‭ ‬أعلن‭ ‬مسئوليته‭ ‬عن‭ ‬تفجير‭ ‬مسجد‭ ‬الطوارئ‭ ‬فى‭ ‬أبها‭ ‬بمنطقة‭ ‬عسير‭ ‬جنوب‭ ‬السعودية،‭ ‬ما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬استشهاد‭ ‬‮١٥‬‭ ‬شخصاً‭ ‬على‭ ‬الأقل،‭ ‬وإصابة‭ ‬‮١٢‬‭ ‬آخرين‭ ‬من‭ ‬قوات‭ ‬الأمن‭ ‬السعودى‭ ‬أثناء‭ ‬أدائهم‭ ‬صلاة‭ ‬الظهر‭.‬
حدث‭ ‬كل‭ ‬هذا‭ ‬أثناء‭ ‬استئناف‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجى‭ ‬بين‭ ‬أمريكا‭ ‬ومصر‭.‬
حيث‭ ‬حمل‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكى‭ ‬ملفات،‭ ‬ومطالب‭ ‬عديدة،‭ ‬جميعها‭ ‬تؤكد‭ ‬الغباء،‭ ‬والحماقة‭ ‬الأمريكية،‭ ‬وعدم‭ ‬فهم‭ ‬الواقع‭ ‬المصرى‭ ‬الجديد‭ ‬عقب‭ ‬ثورتى‭ ‬‮٢٥‬‭ ‬يناير‭ ‬التى‭ ‬صححتها‭ ‬ثورة‭ ‬‮٣٠‬‭ ‬يونيو،‭ ‬لأن‭ ‬هذه‭ ‬الملفات‭ ‬والمطالب‭ ‬لن‭ ‬يقبلها‭ ‬الشعب‭ ‬المصرى،‭ ‬مثل‭ ‬إعادة‭ ‬النظر‭ ‬فى‭ ‬تشريعات‭ ‬محاربة‭ ‬الإرهاب‭ ‬أو‭ ‬وقف‭ ‬المحاكمات،‭ ‬وأحكام‭ ‬الإعدام،‭ ‬والسجن‭ ‬الطويل،‭ ‬وإنهاء‭ ‬الهجمات‭ ‬على‭ ‬منظمات‭ ‬المجتمع‭ ‬المدنى،‭ ‬والنشطاء،‭ ‬والمصالحة،‭ ‬متناسين‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬يشكل‭ ‬تدخلا‭ ‬فى‭ ‬الشأن‭ ‬الداخلى‭ ‬لبلدنا،‭ ‬خاصة‭ ‬أحكام‭ ‬القضاء،‭ ‬وبالرغم‭ ‬من‭ ‬التغيير‭ ‬النسبى‭ ‬فى‭ ‬الموقف‭ ‬الأمريكى‭ ‬بإعلان‭ ‬وزير‭ ‬الخارجية‭ ‬‮«‬كيري‮»‬‭ ‬فى‭ ‬القاهرة‭ ‬أثناء‭ ‬إجراء‭ ‬هذا‭ ‬الحوار‭ ‬بأن‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬لديها‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬تورط‭ ‬عدد‭ ‬من‭ ‬قيادات‭ ‬الإخوان‭ ‬فى‭ ‬العنف‭ ‬بمصر،‭ ‬مما‭ ‬يعد‭ ‬نقلة‭ ‬نوعية،‭ ‬وكبيرة،‭ ‬لأن‭ ‬شهادة‭ ‬هذا‭ ‬الرجل‭ ‬مهمة‭ ‬لصلته‭ ‬الوثيقة‭ ‬بجماعة‭ ‬الإخوان،‭ ‬لأنه‭ ‬هو‭ ‬الذى‭ ‬نصحهم‭ ‬بخوض‭ ‬انتخابات‭ ‬الرئاسة‭ ‬فى‭ ‬عام‭ ‬٢٠١٢‭.‬
وكان‭ ‬يجب‭ ‬ترجمة‭ ‬هذا‭ ‬التغيير‭ ‬فى‭ ‬موقف‭ ‬الوفد‭ ‬الأمريكى،‭ ‬خاصة‭ ‬‮«‬توم‭ ‬مالينوسكي‮»‬،‭ ‬أحد‭ ‬أفراد‭ ‬وفد‭ ‬الحوار‭ ‬الأمريكى،‭ ‬الذى‭ ‬سعى‭ ‬للقاء‭ ‬النشطاء،‭ ‬والسياسيين،‭ ‬والحقوقيين‭ ‬المصريين‭ ‬قبل‭ ‬وبعد‭ ‬الحوار‭ ‬الاستراتيجى،‭ ‬ليخرجوا،‭ ‬ويعلنوا‭ ‬أنهم‭ ‬يتعرضون‭ ‬للاغتيال‭ ‬المعنوى؟‭!‬
ولا‭ ‬ندرى‭ ‬ماذا‭ ‬يريدون‭ ‬منا..‭ ‬هل‭ ‬نمنحهم‭ ‬أوسمة،‭ ‬ونياشين‭ ‬عن‭ ‬دورهم‭ ‬فى‭ ‬استعداء‭ ‬الإدارة‭ ‬الأمريكية‭ ‬والاتحاد‭ ‬الأوروبى‭ ‬ضد‭ ‬بلدهم‭!‬؟‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقاريرهم‭ ‬المسمومة‭ ‬التى‭ ‬تحتوى‭ ‬أكاذيب‭ ‬مقابل‭ ‬حفنة‭ ‬من‭ ‬الدولارات‭!‬؟‭ ‬
هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬البشعة‭ ‬التى‭ ‬عرضناها‭ ‬لم‭ ‬تحرك‭ ‬ضمائرهم،‭ ‬وكان‭ ‬أجدى‭ ‬أن‭ ‬تحتويها‭ ‬تقاريرهم‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬الشائعات‭ ‬الكاذبة‭ ‬التى‭ ‬تتخذها‭ ‬الدول‭ ‬الأجنبية‭ ‬ذريعة‭ ‬للتدخل‭ ‬فى‭ ‬شئوننا‭!‬؟‭ ‬وأيا‭ ‬كان‭ ‬ما‭ ‬حدث،‭ ‬وما‭ ‬سيحدث،‭ ‬ورغم‭ ‬كل‭ ‬هذه‭ ‬المكائد،‭ ‬لم‭ ‬تمنع‭ ‬هذه‭ ‬الوقائع‭ ‬شعبنا‭ ‬من‭ ‬الاحتفال‭ ‬بهذا‭ ‬الحدث‭ ‬العظيم‭ ‬افتتاح‭ ‬مشروع‭ ‬قناة‭ ‬السويس‭ ‬ليحتفل،‭ ‬ولم‭ ‬تمنعهم‭ ‬ارتفاع‭ ‬درجات‭ ‬الحرارة‭ ‬أو‭ ‬حصولهم‭ ‬على‭ ‬إجازة‭.‬
حيث‭ ‬نزلت‭ ‬الملايين‭ ‬الميادين،‭ ‬والساحات‭ ‬متزينين‭ ‬بأعلام‭ ‬مصر‭ ‬يهتفون‭ ‬‮«‬تحيا‭ ‬مصر‮»‬،‭ ‬ويغنون‭ ‬الأغانى‭ ‬الوطنية‭.‬
وكان‭ ‬الحضور‭ ‬الكبير‭ ‬الذى‭ ‬فاق‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬متوقع،‭ ‬حيث‭ ‬حضر‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬‮٧٠‬‭ ‬من‭ ‬ممثلى‭ ‬دول‭ ‬العالم‭ ‬ليؤكدوا‭ ‬اندحار‭ ‬الإرهاب‭ ‬والإرهابيين،‭ ‬فاستقل‭ ‬الرئيس‭ ‬يخت‭ ‬المحروسة‭ ‬برفقة‭ ‬الطفل‭ ‬عمرو‭ ‬صلاح‭ ‬ليبحرا‭ ‬فى‭ ‬القناة‭ ‬الجيدة‭ ‬إعلانا‭ ‬ببدء‭ ‬تشغيلها،‭ ‬ودوت‭ ‬الهتافات‭ ‬من‭ ‬الحناجر‭ ‬لتعبر‭ ‬القناة‭ ‬بدلا‭ ‬من‭ ‬أصوات‭ ‬المدافع،‭ ‬كما‭ ‬حدث‭ ‬إبان‭ ‬تحرير‭ ‬سيناء‭ ‬فى‭ ‬‮٦‬‭ ‬أكتوبر‭ ‬‮١٩٧٣‬،‭ ‬وتحطيم‭ ‬حصون‭ ‬خط‭ ‬بارليف،‭ ‬ليكون‭ ‬العبور‭ ‬الثانى،‭ ‬وليس‭ ‬الأخير،‭ ‬ففرحنا‭ ‬رغم‭ ‬كيد‭ ‬الأعداء‭.‬