الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

البغدادي... الخليفة النصاب

 أبو بكر البغدادي،
أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش"
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
إنها الحرب ضد العالم والحرب خدعة.. حيث استخدم أبو بكر البغدادي، زعيم تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" سياسة المكر والخديعة منذ خديعته للأمريكان وقت أن كان سجينا لديهم في سجن بوكا في مدينة أم قصر العراقية، وإيهامهم أنه مجرد سجين لديه تعاطف مع فصيل سني مسلح تشكل لمناهضة الميليشيات الشيعية المتطرفة في سامراء، فأفرجت عنه القوات الأمريكية لقلة خطورته، وعندما خرج صافح سجانيه الأمريكان قائلا: " نلتقي في نيويورك".
خرج ليتولي إمارة فرع القاعدة في بلاد الرافدين بعد مقتل أبي عمر البغدادي، وأبي حمزة المهاجر، فخطط للانقلاب على القاعدة الام وكان له ما أراد، ولم يكتف بذلك فأعلن خلافة إسلامية، ليحصد أغلبية المقاتلين المهاجرين الذين شحذهم حلم الخلافة.
برزت مهارة "البغدادي" الخداعية في أزمة الرهينتين الأردني معاذ الكساسبة والياباني كنغ غوتو بعد أن كاد أن يوقع الأردن في فخ تسليم الياباني مقابل ساجدة الريشاوي، السجينة لدى الأردن، دون الإفراج عن "الكساسبة".
حاول "البغدادي" أن يوهم الأردن أن "الكساسبة" ما زال على قيد الحياة وأن على الأردن أن تقتنع ببقائه حيا دون تسليمه بينما أدركت الأردن في اللحظات الأخيرة أن التنظيم ربما يخدعها فطالبت بدروها بما يؤكد حياة مواطنها "الكساسبة" وهو ما تفلتت "داعش" منه مما عرض الصفقة برمتها إلى الفشل.
لكن "داعش" مارست ضغوطها على الأردن في تسجيلين صوتيين للرهينة الياباني حمل في إحداها صورة مفبركة لــ" الكساسبة" يظهر فيها ملتحيا وناقص الوزن، ويطالب خلالها "جوتو" بسرعة الإفراج عن "الريشاوي" وإلا قتل ومعه " الكساسبة" لتجد الحكومة الاردنية نفسها بين فخين إما أن تسلم "الريشاوي" مقابل "الياباني" فقط فتكتشف أن مواطنها قد قتل أو أن تتراجع في الصفقة حتى يتبين لها إذا كان "الكساسبة" حيا أم لا فتجد نفسها وقد أعلن التنظيم عن إعدام الرهينتين معا فتظهر أمام شعبها أنها هي المتسببة في ذلك.
وتبقى اليابان الطرف الأكثر ضغطا على الأردن، فهي تحاول إطلاق سراح مواطنها دون ارتباطها بــ" الكساسبة" بعد أن نجح التنظيم في رمي الكرة في ملعب الملك عبدالله وعلقت في رقبته الرهينتين معا.
وربما يفاجيء التنظيم، مساء الخميس، الجميع بفيديوهات تظهر إعدام الرهينتين معا، ويحمل الحكومتين اليابانية والاردنية المسئولية أمام شعبيهما.