الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

سطور جريئة.. الشهادات المضروبة كارثة على المجتمع

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت صدمتى شديدة عندما قرأت أول أمس قيام أجهزة الأمن بالجيزة بالقبض على معيد بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر وشقيقه الطالب بالثانوى أسسا جمعية وهمية اتخذا منها ستارا لتزوير الشهادات الجامعية وشهادات الماجستير المنسوبة لجامعات مصرية وأجنبية وأنه ضبط بحوزتهما 2000 شهادة مزورة ـ أكرر 2000 شهادة مزورة تشمل 64 شهادة جامعية منها شهادات ماجستير وليسانس مزورة وبأسماء أشخاص محددين ، كما تم ضبط 180 شهادة منسوبة لجامعات أجنبية ومصرية ودرجات علمية مختلفة و500 أخرى منسوبة لجامعة كامبريدج وغيرها من الجامعات الدولية بأسماء أشخاص آخرين ، كما ضبط أكثر من ألف شهادة بيضاء لم بدون بها بيانات !!
والخطير أن المتهمان أقرا أمام اللواء مصطفى عصام مساعد مدير الإدارة العامة للمباحث الجنائية بوزارة الداخلية أنهما كانا يحصلان على مبالغ تتراوح بين 10 آلاف و25 ألف جنيه عن الشهادة الواحدة حسب نوعيتها، وأنهما باعا مئات الشهادات بنفس الطريقة ـ أكرر مئات الشهادات ـ وقد أحيلا إلى النيابة التى تولت التحقيق.
وكانت صدمتى أشد بعد متابعتى أيضا مايحدث حول أسوار الجامعات المصرية الآن وخاصة جامعتى القاهرة وعين شمس من مكاتب تقوم بإعداد رسائل ماجستير ودكتوراة لباحثين سجلوا هذه الرسائل بمختلف الجامعات ويقومون بالذهاب إلى هذه المكاتب للتعاقد معها لإعداد الرسائل الجامعية بالكامل لهم دون أن يبذل الباحث أى شيئ خاصة إذا كان قد سجل لنيل هذه الدرجة من خارج الكلية الجامعية أى ليس على قوة الكلية بل هو يعمل فى جهة ما وقام بالتسجيل من خارج الجامعة فى كلية ما لنيل درجة الماجستير أو الدكتوراة ، والمثير أن هذه المكاتب تحصل من هؤلاء الباحثين على عشرات الآلاف من الجنيهات مقابل إعداد هذه الرسائل لهم والتى يقوم بإعدادها لهذه المكاتب للأسف أعضاء هيئة تدريس بهذه الجامعات وجدوا ضالتهم فى الكسب الحرام بالعمل فى الخفاء داخل هذه المكاتب وهم الذين يقومون بإعداد الرسائل لهؤلاء الباحثين الذى جاءوا إلى هذه المكاتب وتعاقدوا معهم عليها، وكانت صدمتى أشد أكثر وأكثر عندما كنت أسير فى شارع بين السرايات بجانب جامعة القاهرة لأقرأ على أبواب أحد الأماكن هذه العبارة: "لدينا متخصصون وخبراء فى إعداد رسائل الماجستير والدكتوراة بأسعار معقولة!! " بالذمة ده كلام؟ وأين الأجهزة الرقابية المختصة وأين شرطة المصنفات الفنية؟ وأين هيبة الدولة التى أتاحت لمثل هؤلاء أن يعلنوا جهارا نهارا وفى شارع بين السرايات وعلى الملأ أنهم متخصصون فى إعداد رسائل ماجستير ودكتوراة بأقل الأسعار؟ هل هذا هو البحث العلمى السليم ؟ بهذه الطريقة أصبحت معظم رسائل الماجستير والدكتوراة فى مصر خاصة للذين يسجلون للحصول عليها من خارج الجامعات مشكوك فى صحتها، وأنها رسائل لاعائد من ورائها، وأنها فقط للمنظرة والفشخرة وليس للإرتقاء بمستوى من حصل عليه، وعندما يصل الأمر كذلك أن يتم تزير هذا الكم من الشهادات من قبل هذان الشابان وأنهما قاما ببيع الكثير منها لآخرين قبل أن يتم القبض عليهما يكون السؤال من هؤلاء الذين سعوا إلى الحصول على شهادات بكالوريوس أو ليسانس أو ماجستير أو دكتوراة مزورة؟ وماذا سيفعل بها من سعى للحصول عليه ؟ وماهى نوعية هؤلاء عندما يتولون مسئولية عمل ما فى المجتمع؟ وكيف سيتصرفون معه ومع أفراده؟ بالطبع سيكونون مزورين ومرتشين ومخربين ويجمعون كل الصفات السيئة التى تجعلنا نبحث عنهم ونحاسبهم أشد الحساب قبل أن يخربوا فى هذا المجتمع خاصة وأنهم بدأوا حياتهم فيه بالنصب والتزوير.