الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

العالم

الأمم المتحدة: مجتمعات الصيد في جنوب مدغشقر تواجه ظروفا مميتة بسبب تغير المناخ

مجتمعات الصيد في
مجتمعات الصيد في مدغشقر
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

قالت الأمم المتحدة اليوم السبت، إن مجتمعات الصيد، جنوبي مدغشقر، تواجه أحيانا ظروفا بحرية مميتة، بسبب تغير المناخ، لكن بمساعدة منظمة العمل الدولية التابعة للأمم المتحدة؛ فإن تلك المجتمعات تجد طرقا للتكيف مع الظروف الجديدة التي تواجهها.

ووفقا للموقع الرسمي لأخبار الأمم المتحدة، تعد هذه الجزيرة الكبيرة الواقعة في المحيط الهندي من بين أفقر الجزر في إفريقيا حيث يكسب غالبية الناس عيشهم من الأرض أو البحر، وهي، مثل العديد من البلدان الأخرى في المنطقة، تعاني من آثار تغير المناخ.

وفي حوار أجراه مراسل الأمم المتحدة دانييل ديكنسون في قرية موكالا في منطقة أنوسي، قال رئيس الجمعية المحلية للصيادين، غاستون إيمبولا: "أصبح الصيد في هذه المياه أكثر خطورة لأن الرياح أصبحت أقوى وأصبح الطقس أقل قابلية للتنبؤ به.. مات الكثير بسبب انقلاب زوارقهم الخشبية التقليدية في المحيط، وقبل أسبوع واحد فقط، تم إنقاذ 3 صيادين من قرية مختلفة قبالة شواطئنا بعد تعرضهم لصعوبات".

وأضاف إيمبولا: "اعتدنا أن نكون قادرين على الصيد نحو 20 يومًا في الشهر، ولكن مع وجود رياح أقوى وأكثر تحديًا، تتراوح سرعتها الآن بين 11 و15 يومًا، لا يمكن ولكن في بعض الأحيان نخاطر لأننا بحاجة إلى إطعام عائلتنا".

ويتابع إيمبولا: "في الماضي، كان تقليدنا هو الاستماع إلى الريح ومراقبة البحر في الليلة التي تسبق انطلاقنا في رحلة صيد، ولكن الآن يمكننا الحصول على معلومات مفصلة حول اتجاه الرياح وحجم الأمواج عن طريق الاتصال بخدمة المعلومات المخصصة للصيد، وهذا يساعدنا على اتخاذ قرار بشأن ما إذا كان الصيد آمنًا أم لا.

وأوضح: "في هذا الصباح مثلا، سوف نقوم بالصيد حيث إن هناك تنبيها باللون الأصفر الذي يحث على الحذر، ولكن بعد ظهر اليوم ستزداد الظروف سوءًا وهناك تنبيه باللون الأحمر مما يعني أن الخروج أمر خطير للغاية".

وأردف: "يمتد موسم جراد البحر من أبريل إلى ديسمبر، وهو ما يتزامن مع بعض أسوأ الأحوال الجوية في البحر، هناك 98 عائلة تعمل في صيد الأسماك في هذه القرية التي يبلغ عدد سكانها حوالي 800 نسمة، وقد تمكنا معًا خلال الموسم الماضي من اصطياد 10 أطنان في 9 أشهر، حيث يجلب جراد البحر سعرًا جيدًا لذا فهذه فائدة كبيرة للقرية".

ويضيف إيمبولا: "أكبر سوق لجراد البحر لدينا هو اليابان، حيث نرسل الكركند الذي لا يزال على قيد الحياة، العملاء في أوروبا يأخذون اللحوم المحضرة.. لا أعرف الكثير عن اليابان، ولكنني فخور بأن الشعب الياباني يشتري منتجنا ويستمتع به، وأن قريتي الصغيرة وبلدي معروفان على الجانب الآخر من العالم بإنتاج جراد البحر الممتاز".

ومن جانبه، قال المنسق الوطني لمشروع منظمة العمل الدولية حول جراد البحر، فالنسيا أسانالي: "يؤثر تغير المناخ على صيد الأسماك كثيرًا في هذه المنطقة.. يؤدي ارتفاع درجة حرارة البحر وانخفاض هطول الأمطار إلى زيادة قوة الرياح مما يؤدي إلى أمواج عاتية وظروف أكثر خطورة في البحر بالنسبة للصيادين".

وتابع: "في منظمة العمل الدولية، ندرك أن الصيادين مثل غاستون بحاجة إلى الدعم، لذلك نساعدهم على تنويع مصادر دخلهم، وكذلك على الصيد بشكل أكثر أمانًا، وهو ما يشمل التعاون في أنظمة الإنذار المبكر الرقمية التي تسلط الضوء على الظروف البحرية الخطيرة".

ويقول "أسانالي": "دعمت منظمة العمل الدولية رقمنة نظام الإنذار المبكر حتى يتمكن الصيادون من تلقي المعلومات عبر الرسائل النصية.. كما نقوم بتوفير الخبرة في مجال تنويع مصادر الدخل بما في ذلك تعزيز الممارسات في قطاعات مصايد الأسماك، بخلاف جراد البحر، الذي يمثل حاليًا مصدر الدخل الرئيسي للمجتمع، في حين أن أحد أهدافنا الرئيسية هو بناء القدرات والربحية والاستدامة لصيد جراد البحر، فإننا ندرك أن التنويع مهم لأنه يمكّن الصيادين من أن يكونوا أكثر مرونة في مواجهة أنواع التغيرات السلبية في المناخ التي نشهدها".

ويؤكد "أسانالي": “تدعم منظمة العمل الدولية أيضًا الصيادين لتنظيم أنفسهم بحيث تتوفر لهم بيئة عمل لائقة، وليعرفوا حقوقهم، ولضمان كونهم، كأصحاب مصلحة، جزءًا من سلسلة قيمة جراد البحر”.