الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

ثقافة

ألــوان| محمود مختار.. أول مصرى توضع تماثيله فى الميادين

متحفة يستضيف العديد من الفعاليات الفنية والقومية حتى الآن

الفنان محمود مختار
الفنان محمود مختار
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

يُعد الفنان التشكيلى محمود مختار، أحد الفنانين الرواد القلائل فى فن النحت، جسدت أعماله حياة الريف والقرية المصرية، وصاحب تمثال نهضة مصر الشهير وله متحف باسمه قائم إلى الآن، متحف الفنان محمود مختار الذى يعد قبلة لدارسى الفنون فى مصر وشاهدا على فترة تاريخية وسياسية هامة.

نشأته

ولد التشكيلى محمود مختار، فى ١٠ مايو من عام ١٨٩١، بقرية نشا، القريبة من المنصورة، جعلته نشأته القروية واحدًا ممن جسدوا الحالة المصرية ببراعة، حيث جلسته على شاطئ الترعة جعلته يصنع تماثيله من طمى النيل - طينة الأرض التقى بملامح عصره الوطنية والمشاعر الرومانسية وروح البطولة فأبدع تماثيل أبطال العرب خالد الوليد وعمر بن العاص، واستطاع أن يلقى ظلًا كثيفًا على الأجيال التالية من النحاتين المصريين.

التحق الفنان الكبير محمود مختار بمدرسة الفنون الجميلة عام ١٩٠٨، ثم سافر إلى باريس عام ١٩١١، وتتلمذ على يدى «كوتان» ثم على يد النحات الفرنسى أنطونان مرسييه، وعمل الفنان محمود مختار، مديرًا لمتحف جريفان، متحف الشمع، خلفًا لأستاذه لابلانى.

تمثال نهضة مصر

دعا «مختار» بعض المفكرين إلى إقامة تمثال نهضة مصر فى ميادين القاهرة ونظم اكتتابا شعبيا لإقامة التمثال ساهمت فيه الحكومة، انتهى من إقامة تمثال نهضة مصر عام ١٩٢٨م، كما أنه ساهم فى تنظيم الحركة الفنية وأقام جماعة الخيال، وشارك فى إنشاء مدرسة الفنون الجميلة العليا، وأقام تمثالى سعد زغلول فى الفترة بين سنة ١٩٣٠- ١٩٣٢.

ويُعد أول من أعاد الحياة لإزميل النحات المصرى بعد أن خمد مئات السنين فكان أول مصرى أقام تماثيله فى الميادين العامة، أول فنان أقامت له الدولة متحفًا - وجوده فى جو من الصراع بين القصر الخديوى والاستعمار الإنجليزى والإقطاعيين جعلة يتأثر بذلك فى فنه - هو الفنان الذى انبعث من صميم الريف ليعيد لمصر مجد فن النحت، تلقى فى تماثيله، «الحزن والقيلولة» التعبير باستخدام عناصر الجمال الرياضى فى اللغة التشكيلية.

 

لتميزه فى الفن التشكيلى تم إدراجه فى الموسوعات المحلية والعالمية، حيث صدرت عن محمود مختار ثلاثة كتب وعدة كتالوجات وأعداد خاصة من المجلات والكتيبات بالإضافة إلى المحاضرات والبرامج الإذاعية، كما حصل على جائزة معرض عام ١٩٢٥ لتمثال أم كلثوم، والميدالية الذهبية لمعرض السراى الكبرى بالشانزليزيه عن نموذج تمثال نهضة مصر.

إنجازاته الفنية

ومن المعارض التى أقامها: «معرض خاص فى باريس ١٩٣٠، ومعرض بقاعة الباب بمتحف الفن المصرى الحديث ٢٠٠٨»، أما عن المعارض الجماعية المحلية، فمنها: «صالون النحت الأول للخامات النبيلة بقصر الفنون ٢٠٠٥ (المكرمون)، معرض بانوراما النحت المصرى بقاعة الزمالك للفن، نوفمبر ٢٠٠٩، معرض مفاتيح الإبداع فى البهو الرئيسى لقصر الأمير عمرو إبراهيم (متحف الخزف الإسلامى) يناير ٢٠١٠، صالون القاهرة ٥٦ للفنون التشكيلية بقصر الفنون مارس ٢٠١٣، معرض شتاء ٢٠١٥ بأتيلييه القاهرة ٢٠١٥، معرض بعنوان مختارات، بجاليرى إبداع بالزمالك نوفمبر ٢٠١٩، معرض بعنوان من مختار إلى جاذبية، بجاليرى آرت توكس بالزمالك ديسمبر ٢٠١٩».

كما شارك فى العديد من المعارض الجماعية الدولية والخارجية، حيث شارك فى معرض الفنانين الفرنسيين عام ١٩٢٠، وعرض فيه تمثال نهضة مصر، ومعرض (من النيل إلى الحرمين) بأتيليه جدة للفنون بالمملكة العربية السعودية فبراير ٢٠١٥.

مقتنياته الفنية

تعرض مقتنيات الفنان محمود مختار فى متحف الفن المصرى الحديث بالقاهرة، متحف محمود مختار بالقاهرة، متحف الفن المصرى الحديث بالإسكندرية.

ومن أعماله الفنية المهمة: «تمثال نهضة مصر، تمثالى سعد زغلول، ومن أعماله الشهيرة مجموعة الفلاحة، الحزن، المتسول، الأمومة، نحو الحبيب، مناجاة، العدالة، الإرادة، الخماسين». وبعد رحيله تنازلت أسرته بعد وفاته عن أعماله الفنية للدولة بشرط إقامة متحف لها، وأقامت الدولة متحفًا خاصًا لأعماله بحديقة الحرية بالجزيرة، والذى يُعد أول متحف فنى لمثال مصرى.

تاريخ المتحف

أنشئ ١٩٣٨، وتم تصميم مبنى المتحف من قِبل رمسيس واصف، ويضم خمسة وثمانين تمثالًا من البرونز والحجر والبازلت والرخام والجرانيت والجص، إضافة إلى عدد من اللوحات.

يتكون المتحف من طابقين، يحتوى على ٨ قاعات، إضافة إلى مساحة كبيرة محاطة بالأشجار من جميع الجهات، منخفضة نسبيًا عن الأرض، لها باب رئيسى، الدور الأول يحتوى على رفات الفنان مختار بعد قيام أهله بنقلها للمتحف، و٣ قاعات، وهى: قاعة حاملة الجرار، وهى عبارة عن قاعة بها نساء ريفيات يحملن الجِرار فوق رءوسهن، والثانية، قاعة الريليف، وقاعة الذكريات وهى تحتوى على أهم متعلقات مختار، مثل البالطو الخاص به الذى كان يستخدمه عند النحت، وبعض أدوات النحت الأخرى التى كان يستخدمها أثناء القيام بعمل المنحوتات.

بينما يتكون الطابق الثانى من ٥ قاعات، وهى: قاعة سعد زغلول، وقاعة الخماسين، والشخصيات، والبرونز، وإيزيس، ويضم المتحف بين جدرانه ١٧٥ عملًا من أعمال مختار المنفذة بمختلف الخامات، بالإضافة إلى أدواته الخاصة التى كان يستخدمها فى النحت، وكذلك وثائق وصور نادرة لمختار وأهم الجوائز والأوسمة العالمية التى حصل عليها.

تأسيس متحف محمود مختار

كان للراحل راغب عياد صديق الفنان محمود مختار أثر كبير فى تأسيس متحفه، وذلك بمساعدة كمال الملاخ الصحفى والأثرى البارز، وبدعم من هدى شعراوى، وتأييد من طه حسين الذى كان يشغل منصب وزير المعارف حينذاك.

حيث تم جمع شتات فن محمود مختار الموزع بين مصر وفرنسا وبعض بلاد أوروبا، بواسطة هدى شعراوى، حتى نجحت فى استعادة معظم تراثه الذى نجده مجمعًا الآن فى متحفه، كما نادى الصحفيون المصريون فى مختلف الصحف بتخليد أعمال مختار بإقامة متحف لأعماله، كان ذلك بين عامى ١٩٣٤ و١٩٣٥، وتشكلت أول جماعة لأصدقاء مختار برئاسة هدى شعراوى وعضوية مجموعة كبيرة من علماء مصر وفنانيها وأدبائها.

وبدأت تخاطب الجهات المسئولة بدءًا من ٢٢ يونيو ١٩٣٥، وفى ١٩٣٨ رأت وزارة المعارف أن تقوم بإنشاء المتحف والمقبرة على نفقة الوزارة، وفى العام نفسه عادت لمصر بعض أعمال الفنان الراحل، وقامت الحرب العالمية الثانية فى ١٩٣٩ وحالت دون إعادة بقية تماثيل مختار من الخارج، وبعد أن استقرت الأمور اهتم الدكتور طه حسين، وزير المعارف «التعليم»، من ١٩٥٠ حتى ١٩٥٢، على إعادة أعمال محمود مختار.

وفى ٢٧ مارس ١٩٥٢ افتتح متحف مختار فى ملحق بمتحف الفن الحديث «بين قصر الكونت زغيب وهدى شعراوى»، إلى أن تم تجهيزه ليصبح متحف محمود مختار بالشكل المتواجد عليه الآن. وتم نقل رفات مختار للمقبرة الجديدة بمتحف محمود مختار فى ٢٤ يوليو سنة ١٩٦٢.

دور المتحف الثقافي

فى إطار حرص قطاع الفنون التشكيلية على تفعيل دور المتاحف واعتبارها مراكز إشعاع وتنوير، حيث يُقام بقاعات العرض، والمراكز الثقافية بمتحف محمود مختار، العديد من الفعاليات الفنية والقومية.