الأحد 28 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

الذكرى الـ٥٠ لحرب أكتوبر.. رئيس الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية إيلى زعيرا يُلقى بالفشل على القيادة ويؤكد: «السادات» عبقرى ومحنك وسابق لجيله

إيلي زعيرا
إيلي زعيرا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

رغم بلوغه سن الخامسة والتسعين إلا أن مرارة الهزيمة وذكريات الفشل لم تمح من ذاكرته، وخرج عن صمته بعد تحميله مسئولية الفشل والهزيمة أمام الجيش المصري، ليعترف إيلي زعيرا رئيس الاستخبارات العسكرية "امان" فى الجيش الإسرائيلي، خلال حوار له مع صحيفة «يديعوت احرونوت»، بأن الهزيمة والفشل لم تكن فقط للجنود والجيش الإسرائيلي، بل كذلك القيادة السياسة الإسرائيلية، التى أخرجتها لجنة أجرانت من أسباب الهزيمة وألصقتها فقط بجهاز الاستخبارات، وحملته المسئولية.
واتهم اللواء احتياط إيلي زعيرا، القيادة السياسة بعدم حشد الاحتياط فى الوقت المناسب قبل الحرب بـ٣٠ ساعة.
وقال ملحق «يديعوت أحرونوت» فى عنوان الحوار، إنه بعد مرور ٥٠ عاما على الحرب التى ترسخت فى ذاكرة الجمهور، بأنها أكبر فشل للاستخبارات الإسرائيلية، إيلي زعيرا يخرج عن صمته، ويتهم القيادة السياسية، ويؤكد على عبقرية الرئيس المصري الراحل أنور السادات، بأنه كان رجلا سياسيا محنكا وسابقا لجيله. 
فقد قلت أمام أعضاء لجنة أجرانات، إنه كان لدينا قائمة شروط طويلة مع أدق التفاصيل يجب أن تتحقق حتى يتمكن الرئيس السادات من اتخاذ قرار الحرب، مثل: عدد الصواريخ والأسراب والطائرات من الأنواع المختلفة، واعتقدنا في الأشهر الأخيرة قبل الحرب، أنهم عندما سيحصلون على الطائرات من الاتحاد السوفيتي ستندلع الحرب، وهو ما لم يحدث حتى أكتوبر ١٩٧٣، لذا كان من وجهة نظر الاستخبارات العسكرية، أنه ليس هناك حرب، وهو كان خدعة من الرئيس محمد أنور السادات، الذى قرر خوض الحرب بالطائرات الموجودة لديه، وقبل وصول صفقة الطائرات التى تم الاتفاق مع السوفيت عليها.
وأضاف «زعيرا» أن السادات ذهب للحرب بما لديه من سلاح، ونجح فى التوصل لمفاوضات سياسية، والحصول من جولدا مائير وموشيه ديان على ما رفضا إعطائه من دون حرب؛ وهو استعادة أراضي سيناء.
واعترف زعيرا بأن تفكير السادات وأشرف مروان كان أساسيا فى خطة الخداع المصرية، ففي مايو ١٩٧٣ بحرب وشيكة، سألت سلاح الجو الاسرائيلي ما هي المطارات الأساسية لسلاح الجو للجيش لمصري؟ وطلبت تصويرها ودراسة النتائج، فرأيت في ثلاثة مطارات أن الجيش المصري مشغول بإصلاح وتمهيد وتعبيد مدارج الطائرات. وقلت وقتها: لا يمكن أن يخوض الجيش المصري حرباً، ومطاراته قيد التصليح، وتبين أن مصر لم يكن لديها القدرة بتاتاً في مايو على شن حرب.
وفى ظل تناول الإعلام الإسرائيلي لذكري مرور ٥٠ عاما على حرب اكتوبر؛ ما زال الاعتراف بمرارة الحرب والخسائر التى تكبدتها إسرائيل والفشل العسكري الذى يحاولون تحويله من هزيمة إلى عكس ذلك، رغم أن المواد التى ينشرونها تعبر عن الدروس التى يجب الاستفادة منها، نتيجة هذه الهزيمة التى سببت الدمار لإسرائيل، وفقا لما نشره موقع «ماكور ريشون» الإسرائيلي، والذى أكد أن عواقب «حرب يوم الغفران»  تتلخص فى قلة الذكاء، وعذاب الفقد والفجيعة والألم الكبير الذى أحدثته الحرب، والتى ما زالت آثارها موجودة حتى اليوم.