الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة لايت

تأثيرات كبيرة للصدمات النفسية على صحة الدماغ.. تعرف عليها

الدماغ
الدماغ
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

للصدمات النفسية تأثير كبير على صحة الدماغ، فعند تعرض الشخص لصدمة عاطفية أو اضطراب ما بعد الصدمة لأشهر أو سنوات أو حتى لبقية حياته، غالبًا ما يظهر خوف وتوتر شديد في المواقف والأحداث، قد لا يتوقف التأثير على ذلك فحسب بل قد تؤثر الصدمات النفسية على أجزاء محددة بالدماغ، ويمكن أن تغير الصدمة الدماغ على عدة مستويات، من طريقة اتخاذ القرارات وصولاً إلى الاستجابات الفورية اللاواعية للعالم من حولك.
وجزء من سبب صعوبة التغلب على آثار الصدمة هو أنها تلاحق عدة مناطق من الدماغ في وقت واحد، ووفقًا لدراسة أجريت عام 2006 فإن الصدمة تؤثر بشكل أساسي على ثلاثة أجزاء مهمة من دماغك اللوزة، وهي مركزك العاطفي والغريزي، الحصين الذي يتحكم في الذاكرة، وقشرة الفص الجبهي المسؤولة عن تنظيم العواطف، وتعمل الأجزاء الثلاثة معًا لإدارة الإجهاد.

-الصدمة العاطفية واللوزة:
اللوزة هي جزء من النسيج العصبي في الدماغ مسؤول عن العواطف وغرائز البقاء والذاكرة، يتمثل الدور الرئيسي اللوزة المخية في اكتشاف الخوف، تتعرف على المعلومات وتجمعها من حولنا لتحديد التهديدات، من خلال استخدام الحواس، مثل البصر والصوت، تستجيب اللوزة بالشعور بالخوف إذا شعرت بوجود تهديد. كل هذا يحدث دون وعي في أعماق الدماغ.
وعندما يتأثر الشخص باضطراب ما بعد الصدمة، تصبح اللوزة شديدة النشاط، غالبًا ما يُظهر أولئك الذين يعانون من الصدمة العاطفية خوفًا من ضغوط الصدمة أكثر من غيرهم، في كثير من الأحيان يمكن أن تؤدي المنبهات إلى فرط النشاط في اللوزة إذا كانت مرتبطة بطريقة ما بالحدث الصادم الذي عانى منه الشخص، قد يؤدي هذا إلى إجهاد مزمن، وخوف متزايد، وتهيج متزايد، صعوبة في الاسترخاء والنوم.
-الصدمة العاطفية والحصين:
الحصين هو جزء من الجهاز الحوفي في الدماغ، إنها مسؤولة في الغالب عن تخزين واسترجاع الذكريات، مع التمييز أيضًا بين التجارب السابقة والحالية، وعندما تتأثر الصدمة قد يتأثر الحصين جسديًا أظهرت الدراسات أنه في الأشخاص الذين يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، قد يكون حجم الحُصين لديهم أصغر من الآخرين.
وبشكل أساسي سيؤثر الحصين على القدرة على استدعاء بعض الذكريات للناجين من الصدمات، قد تكون الذكريات الأخرى حية للغاية ودائمة في أذهان الناجين، البيئات التي تذكر الناجين بصدماتهم حتى ولو بطرق صغيرة يمكن أن تسبب الخوف والتوتر والذعر، هذا لأن الضحية لا تستطيع التمييز بين صدماتها السابقة والوضع الحالي، ثم يتم تنشيط استجابة القتال أو الانسحاب بسبب إدراك الدماغ للتهديد.
-الصدمة العاطفية وقشرة الفص الجبهي:
قشرة الفص الجبهي البطني هي جزء من الدماغ ينظم العواطف، غالبًا ما يتأثر مركز تنظيم المشاعر هذا بعد الصدمة ويصبح عرضة لأجزاء أخرى من الدماغ، عادة ستشعر اللوزة بمشاعر سلبية مثل الخوف وستتفاعل قشرة الفص الجبهي بعقلانية مع هذه المشاعر، بعد الصدمة قد يتم تجاوز هذه العقلانية وستجد قشرة الفص الجبهي صعوبة في تنظيم الخوف والعواطف الأخرى.
وهذه الأجزاء الثلاثة من الدماغ اللوزة، والحصين، وقشرة الفص الجبهي، هي أكثر مناطق الدماغ تضررًا من الصدمة، يمكنهم أن يجعلوا الناجين من الصدمة خائفين باستمرار، خاصة عندما تنجم عن أحداث ومواقف تذكرهم بصدماتهم السابقة، إن التغلب على الصدمة العاطفية عملية طويلة لكنها ممكنة إذا كنت تعاني من آثار ما بعد الصدمة، التعافي من الصدمة وتلك الخبرات السيئة أمر ممكن.