يقول الأب افرايم الأنبا بيشوى، إن بالمحبة نحاول أن نكتشف الآخر، وننميه فى محبة صادقة مخلصة لتصل الأسرة إلى السعادة بعيدا عن الأنانية فى احترم للآخر كإنسان متميز، فإن كان الله قد تعامل فى حوار ودى مع إبراهيم، أبو الآباء، فيجب أن يقوم هذا الحوار على المحبة والإقناع، لا الأمر والنهى «هل أخفى عن إبراهيم ما أنا فاعله» {تك ١٧:١٨).
وأضاف، أن المحبة العملية تظهر فيها محبتنا بتقديم وعمل ما يبنى الآخر ويشجعه ويسانده ويقدره ويلغى الحواجز النفسية بين الأطراف سواء الزوجين أو الأبناء. يجب على الوالدين أن يفرقوا بين الشخص المخطئ والسلوك الخاطئ، فهم يحبون أبناءهم ولكن لا يقبلون السلوكيات الخاطئة، وفى محبة يقوموها فى إقناع ومناقشة ثم متابعة الأبناء.
وأكد أن البيت المسيحى يبنى على أساس محبة الله والإحساس بوجود الله معنا بأبوته، فهو يرانا ويسمعنا ويحاسب على كل كلمة بطالة. لهذا نجد احترام مشاعر أفراد الأسرة لبعضهم وكل طرف يقدم الآخر فى الكرامة ويعطيه الفرصة لشرح وجهة نظره حتى لو كانت مخالفة (مقدمين بعضنا بعضا فى الكرامة) وبالأكثر أمام الضيوف.
وشدد على ألا نحرج الأبناء أمام الغير ونقلل من أوجه الخلاف للتكامل ونحرص ألا نستخدم كلمة «لا» التى تغلق باب الحوار إلا فى الأمور التى لا يمكن قبولها، ولكن من خلال التفاهم والاقتناع أو تأجيل القرار إلى وقت مناسب لمراجعة الأطراف لنفسها ومواقفها.
وأشار إلى أن التشجيع والقبول والمشاركة أمر غاية فى الأهمية فإن المحبة القوية دافع لنا للتغير للأفضل، وأن يشترك أفراد الأسرة معا فى الحياة الأسرية ويشارك كل واحد بمواهبه وإمكانياته فى سعادة الأسرة.
ويؤكد ضرورة فهم التنوع فى نفسية الناس، ولا نهمل المواهب ونتفهم الظروف المحيطة بنا.
