الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بروفايل

باولو كويلو.. محارب بدرجة فنان

باولو كويلو
باولو كويلو
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
"تركت كتبه في نفوس الملايين من الناس أثرًا يزيد الحياة جمالا" هكذا كتبت "التايمز" البريطانية عن الروائي البرازيلي باولو كويلو الكاتب الذي اعتاد على كتابة تلك اللحظات الصغيرة التي تمرّ في حياتنا ولا نعيرها عادة أي اهتمام فيملأ بها الصفحات في كتبه، كاتب سطع نجمه في عالم الأدب وتحول في مجال النشر إلى أهم كاتب في العالم يشار إليه بالبنان، كيف لا وهو يرفع شعار "إنني أقف مع روح الصبر وتحمل الآخر"، تمر اليوم 24 أغسطس ذكرى ميلاده.
نشرت مؤلفاته في أكثر من 150دولة، وترجمت إلى أكثر من خمسين لغة، وبيع منها أكثر من 30مليون نسخة.
من الجنون إلى العبقرية
"كنتُ كالنعجة الجرباء في قطيع الأسرة، لكنني، كالمحارب الجسور، تابعت معركتي من أجل حلمي أن أصير كاتبًا".
هكذا يصف كويلو حياته اليائسة التي بدأت فعليا بعد الأربعين..حيث تذوق طعم النجاح والشهرة عندما حقق حلمه ليصبح كاتبا بعد ممانعة طويلة من والديه.
في عام 1947 وُلد باولو كويلو لعائلة متوسطة في ريودي جانيرو بالبرازيل، عائلة مكونة من مهندس وزوجته ربة المنزل.
كانوا يريدون له أن يصير مهندسًا، الأمر الذي دفع به للتمرد، فأودعه أبوه المصحة العقلية مرتين!! هناك تعرض باولو لعدة جلسات من العلاج بالصدمة الكهربية.
ثم دخل المصحة مرة أخرى عندما أراد أن يعمل صحفيا ومن ثم أصر أبواه على إدخاله المصحة للمرة الثالثة، وفي محاولة يائسة أخذته الأسرة لطبيب نفسي جديد قال لهم: "باولو ليس مجنونًا، ويجب عدم إدخاله مصحة.عليه ببساطة أن يتعلم كيف يواجه الحياة".
وعلق كويلو على ذلك قائلا: "أبدًا لم أنظر إلى نفسي كضحية. وضعني أهلي في المصحة بدافع حبهم لي. لم يتمكّنوا من فهم اختلافي، فنعتوني بالجنون. جنوني هذا كان مطيّتي إلى الحرية".
نشر أول كتبه عام 1982 بعنوان "أرشيف الجحيم" والذي لم يلاق أي نجاح، وتبعت مصيره أعمال أخري، ثم في عام 1986 قام كويلو بالحج سيرا للقديس جايمس في كومبوستيلا، تلك التي قام بتوثيقها فيما بعد في كتابه الحج في العام التالي نشر كويلو روايته "الخيميائي" وكاد الناشر أن يتخلي عنها في البداية، ولكنها سرعان ما أصبحت أهم الروايات البرازيلية وأكثرها مبيعا، كما لاقت رواجا في العالم العربي.
حصل كويلو على جوائز عديدة مرموقة من بينها "فارس الفنون والآداب" من فرنسا، وعين مستشارًا فوق العادة لبرنامج اليونسكو المسمى “التفاعل الروحي والحوار بين الحضارات”. وحصل على جائزة BAMBI 2001، وهي أقدم وأهم جائزة أدبية في ألمانيا. وفي يوليو 2002 انتخب كويلو ليحتل المقعد رقم 21 في الأكاديمية البرازيلية للآداب.
ويقول عن حياته: "في نهاية المطاف عليك أن تختار بين أمرين، أحدهما أن تصبح ضحية مسكونة بهواجس الخوف من الحياة، أو أن تشعر وكأنك مغامر تحارب في سبيل ما تعتقد أنه مهم وهذا ما فعلته".