الخميس 16 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

ويتجلى عمق الحضارة المصرية في عامها الجديد

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كل عام وأنتم بخير، حل عام جديد على مصر، يضيف عمقًا إنسانيًا عظيمًا لحضاراتها الممتدة لآلاف السنين. عام جديد يحل على القاهرة ببشائر الخير والعطاء، يعلن بدء مرحلة جديدة فى عمر الوطن، تؤكد فيها «الإرادة» و«الإدارة» المصرية على أن مصر باقية، مهما كانت الأزمات ومهما عانت من مصاعب، ومهما حيكت ضدها المكائد.
كل عام وأنتم بخير، مصر تبعث للعالم فى عامها الجديد برسالة نور، تؤكد خلالها استمرارها فى محاربة ظلام الجماعات الإرهابية، وتمسكها بقيمها العربية النبيلة، وإصرارها على مساندة أشقائها فى الضراء والشدائد، مهما قابلت من البعض ألاعيب صغيرة ومكايدات فارغة، مصر تعلن هذا العام أنها أجلّ وأعظم من كل تلك المهاترات. مصر حقًا كبيرة.
بدأ العام الجديد، سنة الخير والأمل على مصر وشعبها، سنة جاءت لتختم سنوات عجاف عاشتها بلادنا، عانى فيها الشعب أيما معاناة، ارتفعت خلالها الأسعار على عدد كبير من المواطنين، وسقط كثير من شهداء الوطن أبرياء فداء لهذا البلد، وحيكت خلالها المؤامرات ضد وطننا، إلا أن كل هذه الأمور لم تكسر مصر، ولم تمس وحدة أبنائها، بل ظلت أبية عصية على الزوال. مستقبلة عام ٢٠١٧ ببشائر الخير للجميع، بعد أن بدأت فى خطوات قوية نحو مسيرة الإصلاح الاقتصادى والمالى، وتنفيذ عشرات المشروعات القومية الضخمة، بهدف رفع مستوى المعيشة للمواطنين، لتخفيف معاناتهم، بعد أن تحملوا الكثير طوال السنوات الماضية، فالمشروعات الكبرى التى دشنتها الدولة سوف نجنى ثمارها بدءاً من هذا العام.
فى هذا العام سوف تتحقق الفائدة من القرارات الاقتصادية الصعبة التى اتخذتها الحكومة، بعد وصولها للهدف المرجو، وهو الاتجاه نحو إصلاح مسيرة الاقتصاد، خاصة بعد أن بدأت الحكومة بالفعل فى تخفيض حجم الاستيراد العشوائى لبعض السلع الاستفزازية، وترشيد إنفاق العملات الأجنبية، لإعادة توجيهها واستخدامها فى مكانها الصحيح.
سوف نجنى فى هذا العام باكورة محاصيل المشروع الزراعى الكبير «المليون ونصف المليون فدان» التى بدأت بشائرها فى غرب المنيا وفى الفرافرة وتوشكى وغيرها من الأماكن، والتى تم وضع البنية الأساسية لها عام ٢٠١٦. وكذلك ستظهر إنتاجية المشروع القومى للاستزراع السمكى، وهو الأكبر فى الشرق الأوسط، والذى سيجعل مصر دولة مصدرة للأسماك بعد تحقيق الاكتفاء الذاتى، خاصة أن مصر طوال السنوات الماضية كانت من أكبر الدول المستوردة للأسماك.
بالإضافة طبعا لافتتاح عدد كبير من مشروعات الإسكان الاجتماعى فى جميع المحافظات، والتى ستخفف الضغط على الشباب من أجل الحصول على سكن آدمى يليق بهم، بالإضافة لافتتاح عدد كبير من المشروعات الصناعية العملاقة، مثل مشروعات البتروكيماويات، ومدينة الأثاث فى دمياط، والمنطقة الصناعية فى بورسعيد، وغيرها من المشروعات المنتشرة فى جميع المناطق الجعرافية المصرية.
أضف إلى ذلك كله عودة السياحة إلى سابق عهدها، لقد لمست ذلك بنفسى خلال زيارتى لمدينة شرم الشيخ فى الأيام الماضية، وكنت شاهدا على عودة السائحين إلى مدينة السلام بشكل يدعو إلى الأمل والتفاؤل، مما يزيد من ضخ العملة الصعبة فى الموازنة العامة للدولة، والتى تستخدمها الحكومة المصرية فى تمويل خطط التنمية الشاملة، خاصة بعد إعلان روسيا رفعها حظر سفر السائحين الروس إلى مصر.
والأهم من ذلك كله انحسار موجة «الإرهاب الأسود» التى كان لها أكبر تأثير على الاقتصاد والسياحة فى مصر. ودعونا نتفق أن العمليات الإرهابية فى مصر انحسرت بشكل كبير وملحوظ، فقد استطاعت أجهزة الأمن المصرية السيطرة على الحركات التكفيرية والإرهابية ودحرها وإحباط شرها فى المهد، وما يحدث فى مصر من إرهاب لا يرقى لمستوى الخطورة كالذى يوجد فى دول أخرى (الحمد لله) مثل تركيا وبعض الدول الأوروبية.
نحن فى مصر نحتاج فقط إلى الثقة فى أنفسنا، وأن ندرك أننا قادرون على تخطى الصعاب والتغلب على الأزمات مهما كانت. ونحتاج من الحكومة أن تسارع فى التشريعات التى تحفز المستثمرين لإنشاء شركات فى مصر، وأن تأخذ فى الاعتبار أن المستثمر الأجنبى لن يأتى إلى مصر إلا إذا وجد حوافز وخدمات جيدة سيحصل عليها، بالإضافة إلى سرعة إنهاء إجراءات إنشاء الشركات حتى لا يضيق المستثمر ذرعا بما يحصل من الروتين فى المكاتب الحكومية.
مصر ينتظرها مستقبل باهر سوف تجنى حصاده الأجيال القادمة بداية من عامنا الجديد هذا، نرجو من الله أن يحمى مصرنا ويثبت خطاها على طريق الخير، لتكون ذخرا للإنسانية والبشرية ومنطلقًا للسلام العالمى.