الإثنين 06 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

افتح ذراعيك لهذا العالم وابتسم!

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
هل سألنا يومًا ما أنفسنا هل خلقتا الله سبحانه وتعالى لكى نعتقد فى أنفسنا العيوب والنقص، حاشا لله، فالخالق الكريم خلقنا على الفطرة بالحق و العدل، لقد خلقنا الله سبحانه مكتملى البراءة والثقة والقوة، هل رأيت يومًا طفلًا يشعر بعدم الثقة والخوف غير المبرر والقلق الداخلى من الغد.
الطفل يتحرك ويلعب ويبكى ويضحك ويمتلك كل أركان الحرية خارج نطاق الآنا والخوف من الآخر، الطفل لا يعرف الزمن ولا يحصى حصوات الأيام والليالى .
الطفل لا يعرف إلا قلبه ولا يشعر إلا بقلبه ولا يضحك إلا من ثنايا قلبه.. الطفل يملكه الفضول والشغف بتفاصيل الحياة من حوله، الطفل يتملكه دائمًا شغف المعرفة والاستكشاف، هذا الطفل لا يعرف الخوف ولا رواسب الزمن ولا يمتلك تكهنات عما تخفيه الأيام.
هذا الطفل هو الفطرة النقية السمحة الكريمة يأتى إلى العالم وسط الصخب وكل ما يحتاجه هو أن يشعر بالأمان والاطمئنان لهذا العالم .
كل هذا الشغف والحب الفطرى إذا طمست معالمه ضاع هذا الطفل وسط دوامات عقله، ولِمَ لا هو قد قدم إلى عالم وأهل نقلوا إليه آلامهم و أحزانهم وضعف اعتقادهم فى أنفسهم.
هذا الطفل عليه أن يودع هذه الفطرة التى تم تجريحها وطمس جمالياتها، هذا الطفل من الآن وقد أصبح شابًا عليه أن يعيش من داخل الحجرات المظلمة لعقله، لقد قيل له عندما كان قلبه هو محور الارتكاز أنك ضعيف لا تمتلك من الذكاء إلا القليل، لقد حفروا فيه كل ندبات الوجع و الإحساس بالدونية، لقد قالوا له وصدق قلبه أن هذا العالم غير آمن وأن عليك أن تصارع لتحصل على هذ الأمان، عليك تنبذ الآخر وتأخذ حقه، عليك أن تكون ظالمًا لتحصل على ما تريد وهذا هو حقك فى الحياة.
ضاع منه كل البراءة ومات الشغف ولم يتبق إلا أن يكره نفسه، وكيف يحب العالم وهو يكره نفسه لأنها سيئة كما قيل له وصدق قلبه ومن ثم اختزن عقله الباطن كل هذه المعلومات وطمس معالمها تحت الجلد ثم خلق منها نماذج وقوالب تتغير مع الزمن وتتشكل حسب الظروف، كل ما تأزم فى نفوسنا فى الطفولة يقوم العقل الباطن بخلق قوالب له حسب مقتضيات الظروف وهو بارع فى هذا، المهم لأنه لا بد لهذه الطاقة المحتبسة أن يتم إخراجها .
الطرح الذى أقدمه هنا هو أن السيئ ليس نحن وإنما هى ذكريات ومعلومات مزيفة نقلت إلينا من المجتمع والأهل، وأن هذه المصادر لم تكن تقصد لنا هذا الأذى ولكن لم يكن فى مقدورهم القيام بأكثر من ذلك، فمثلًا من أسوأ ثقافات هذا المجتمع أن يقوم الأب بضرب أبنائه حتى يصيروا رجالًا كما فعل معه أبوه تمامًا، وكأنه يطبق نفس النموذخ فينتقم من أبيه أو صورة أبيه بضرب أولاده وهو لا يدرى أن هذا يخلق حطامًا وليس بشرًا .
أغلبنا يسوى حساباته مع الماضى الآن، يضرب زوجته أو يخون أصحابه أو حتى بلده، على الرغم من أنه لا يفهم لماذا يفعل هذا وهو معذور لأنه لا يدرك أنه تشكل بمجموعة من الأفكار والمعتقدات الخاطئة، وهذه الأفكار قامت ببناء شبكية الدماغ وبالتالى الترددات العصبية وبالتالى vibration frequenciesهذا ببساطة هو الذى يقوم باستدعاء الأمور التى ترضى الطاقة المحتبسة .
بمعنى إذا كنت تشعر أنك مكروه كما علموك منذ الصغر يقوم المخ بإصدار ترددات تضعك فى مواقف تشعر فيها أنك مكروه.. طبعًا ثم تشتكى من أن الناس تكرهك؟ مع العلم أنك فى منطقة اللا وعى والطاقة أى ما تحت الجلد تتمنى هذا الشعور بأن تكون مكروهًا لأن اللا شعور ما دون ذلك كالشعور أنك محبوب مثلًا سوف يعرضك إلى الشعور بالقلق والخوف (مثلًا عندما نفرح نقول اللهم ما اجعله خير وكأن الله سبحانه لا يحب لنا الفرح - حاشا لله - لماذا لأنهم علمونا فى طفولتنا أننا خلقنا لنتعذب فى الأرض وأن الفرح شيء مخيف والكثير منه ليس جيدًا) .
ما هو السبيل للخروج من هذا المأزق الذى يوقف الحياة بل يحطم أممًا ولِمَ لا عندما تكون ثقافة الشعب كلها قد تم بناؤها على هذه الارتكازات من عدم الثقة والشعور بالخوف، لم يسأل أحد يومًا لماذا يزداد السكان فى مصر بهذه المعدلات المرعبة.. الإجابة هى عدم الشعور بالأمان فيلجأ الناس إلى زيادة عدد أبنائهم اعتقادًا منهم بأن هذا يخلق الحماية والإحساس بالأمان، مع أن الإحساس بالأمان إذا لم يأت من الداخل فلن يأتى من أى مكان آخر .
أما سبيل الخروج من هذا فلن يتم إلا بطريق واحد ألا وهو الوعى.. الوعى يغير اتجاهات العقل ويجعل المجهول معلومًا، الوعى بفرضية الرجوع إلى نبض القلب فالقلب لا يكذب ولا يعرف إلا الحب.. الإنسان لا يعرف السلام الداخلى إلا عن طريق خلق علاقة اتصال بينه وبين قلبه بعيدًا عن أوهام العقل والآنا.. ذاكرة القلب لا تحتوى إلا على مفردات الحب والتسامح، أما ما دون ذلك من معلومات شوهت الذات فهى على علاقة اتصال بقاعدة البيانات المرتكزة فى شبكية العقل.. قرارات الآنا وملصقاتها من الدونية والإحساس بالقلة تمر على فلاتر العقل فيخلق لها قواعد اتزان حتى تتساير مع الحياة والرغبة الواهمة فى الإحساس بالأمان، أما قرارات القلب فلا تمر على أى فلاتر من أى نوع ولا على محرك بحثى ليحدد كيفية التلاعب، قرارات القلب لها اتجاه واحد يملأه القوة والثقة وحب الخالق العظيم.
القرب من الذات والفكر من داخل القلب يقربنا من الله سبحانه وتعالى، وهل هناك صدق وشعور بالأمان أكبر من القرب من الخالق العظيم.. ما نحن إلا مخلوقات خلقها الله سبحانه هربت منها هذه الذاتية النقية، ما نحن بسوء، إذا فعلنا السوء أدركنا أننا لسنا إلا حصاد أفكارنا ووعينا بذلك . أخيرًا قناعات العقل بخلق بيئة فكرية جديدة داخله وتصديقه لهذا تأتى بالتكرار والتحدث إلى أقرب صديق لك ألا وهو نفسك.