الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

لا حقوق للمتحالفين مع «الإرهابية»

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
بالرغم من كل الذى حدث بمسجد شهداء «الروضة» ببئر العبد بشمال سيناء واستشهد ٣١٠ شهداء. لم تتمكن المخاوف والمحاذير ولا ارتفاع الأسعار ولا التهديدات الإرهابية من القضاء على الأمل وحب الحياة (شعب محب للحياة يراد له اعتناق ثقافه الموت)، ولم يتمكن الإرهاب من إيقاف الحياة اليومية أو تعطيل المشروعات القومية، ولو برذاذ من الخوف. خرج المصريون إلى المشروعات والمزارع وعربات الفول والمطاعم، ومارسوا الحياة بشكل طبيعى رغم كل ما حدث، أثبت المصريون أن مصر بخير ولا يستطيع أحد أن يقترب من وحدتهم أمام الإرهاب.
الاصطفاف والوحدة الوطنية طقس من طقوس المصريين التى لا تغيب ولا تختفى لأى سبب، وأن وحدتهم هو لونهم الموحد مهما اختلفت الانتماءات والمعتقدات، وما جرى لمسجد شهداء «الروضة» لم تهز ثقة الناس بمؤسسات الدولة، رغم الحملة المنظمة من عدد من الأبواق الفاسدة والصحف الأجنبية، بل إن الناس يزداد التفافها ودفاعها عن مؤسسات الدولة، لذلك إذا ظهر من يعرقل ثقة الناس بالجيش أو الشرطة، لا بد من كشفهم أمام الملأ، وتسمى الأمور بأسمائها من دون حرج؛ فمصلحة المواطن والوطن هى فوق كل اعتبار لا مصلحة هذا أو ذاك من المندفعين ولا نهدر حقوق الآخرين، بل ندافع عنها لأننا فى هذه الحالة ندافع عن أنفسنا.
لأن حقوق الآخرين هى حقوق لنا فى المستقبل، ومن البدهيات أن حق الاختلاف مشروع طالما لم يخل بالقانون، ومصالح الدولة العليا لا تخوين لا اتهامات دون دليل.
من يقفون فى صفوف الشعب ضد الإرهاب أو يمارسون حقًا أعطاه لهم الدستور، لا يمكن تخوينهم أو اتهامهم بأشياء شخصية باعتبار أن الحياة الخاصة محصنة بحكم الدستور والقانون.
لذلك من حق أى شخص أن يترشح للرئاسة ما لم يكن متحالفا مع الجماعة الإرهابية التى تقتل المصريين، وليس فى هذا انتقاص من حق أحد، بل هو دفاع عن مصر والمصريين. 
المصادفة أنه فى اليوم نفسه الذى أعلن فيه أحمد شفيق ترشحه للرئاسة -الذى جاء فى أعقاب جريمة مسجد «الروضة»- أعلن أحد مراكز الاستطلاعات للرأى العام، أن نسبة الرضا عن أداء الرئيس السيسى وصلت فى الفترة الأخيرة إلى ٧٥٪، وأن هذه النسبة كبيرة مع وقوع حوادث إرهابية، والناس ترى أن أداء الرئيس أدى إلى التمسك والالتفاف حوله من مؤسسات الدولة.
أيها المزايدون.. ارحموا مصر وارحموا المصريين من العواصف التى نمر بها، لقد وصل التآمر على مصر إلى حال من الخطورة، ولم يعد السكوت عليه سواء ممن يخططون أو ممن يمولون هذا التآمر.
نقول هذا الكلام لأن ما حدث فى جامع «روضة» الشهداء، هو محاولة من تنظيم داعش، لنقل ما جرى فى العراق إلى سيناء، فلا غرابة فى الأمر من يرتكب مذبحة الأيزيديين، ومن يقطع رءوس المسلمين من أبناء العشائر التى رفضت مبايعته يقوم بقتل المسلمين (مسجد روضة الشهداء)، إنها سياسة «الرأس المقطوع»، التى يريد تنظيم داعش تطبيقها فى سيناء، وفى هذا الإطار كشفت المعلومات أن ما بين ٨٠٠ و١٥٠٠ إرهابى من داعش وبينهم عدد من الأجانب هربوا من العراق إلى ليبيا، وانتقلوا من الصحراء الغربية إلى سيناء لتنفيذ عدد من العمليات الإرهابية.
إن عبارة الصف الواحد وراء الجيش الوطنى والشرطة، باتت تأخذ معناها الحقيقى بعد التطورات المتسارعة داخل الوطن والمنطقة التى تحيط بنا، وعليه يجب أن يكون الالتفاف وراء الجيش والشرطة، ودعم خطواتهم، وعدم انشغال الناس باتهامات الخيانة وعدم الوطنية لمجرد أن مصريًا وطنيًا أراد أن يمارس حقه الدستورى.
لا نريد خلافات أو انشغالات تبعدنا عن مشكلات الوطن الحقيقية ومصالحها العليا.. حافظوا أن تكون أبواب الوفاق والاتفاق دائمًا مفتوحة.
لن تكون سيناء بيئة خاصة للإرهاب، بل ستكون هى البيئة الخاصة للدولة، وستبرهن سيناء على أن أهلها هم أهل اعتدال.
مهما قست الظروف ومهما تعددت عمليات الإرهاب.. نحن أقوى من الظروف، وسنقاوم الإرهاب والتآمر مهما كلفنا من شهداء، وكل ما جرى من أحداث يؤكد أن مصر الواحد هى مصر للجميع.