الثلاثاء 28 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

نظرة ثقافية لدهشة الجمال على المستطيل الأخضر

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
فيما تتابع الجماهير الغفيرة من عشاق كرة القدم او "الساحرة المستديرة" باهتمام مباريات الدوري المصري الممتاز في موسمه الجديد، فلعل جميلات المستطيل الأخضر يتطلعن لنيل قدر من هذا الاهتمام الجماهيري بكرة القدم الذكورية.
وقصة الكرة النسائية والمبدعات بالأقدام حافلة بالمدهشات والعرق والدموع والابتسامات ، وثمة طروحات وكتب تصدر في الغرب لتتناول بنظرة ثقافية جادة مستقبل حواء مع كرة القدم ، فالأقدام الرشيقة على المستطيل الأخضر نغم قد يزيد الساحرة المستديرة سحرا فوق سحرها.
إنها قصة رصدت مجلة الأهلي في عددها الشهري الأخير لتطرح أسئلة جادة وموضع اهتمام عالمي مثل: هل يمكن القول إن كرة القدم كانت وستبقى لعبة ذكورية ام أن النساء قادمات ولو بعد حين، غير أن الملاحظة المثيرة للأسف غياب اي اسم للاعبة مصرية او عربية عن القوائم العالمية لنجمات ومشاهير كرة القدم النسائية رغم أن السينما التجارية المصرية " دخلت على الخط" لتتناول لاعبات كرة القدم في مصر بفيلم "عيال حريفة" من بطولة صافيناز!.
أما في الغرب فثمة كتب جادة تتناول كرة القدم النسائية مثل كتاب "فتيات الصيف : منتخب كرة القدم الأمريكي للسيدات وكيف غير العالم ؟!"، وفي هذا الكتاب يستعرض المؤلف جيري لونجمان قصة النساء الأمريكيات مع الساحرة المستديرة، ويتأمل مليا المنتخب النسائي الأمريكي الذي فاز ثلاث مرات ببطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات.
فكرة القدم النسائية - كما تقول مجلة الأهلي في عددها لشهر أكتوبر - باتت تحظى بأهمية عالمية، وأمست مجالا للتنافس المثير بين الدول، حتى أن جيري لونجمان يعتبر أن التاريخ الرياضي النسائي على مستوى العالم تغير للأبد يوم العاشر من يوليو عام 1999 عندما فاز منتخب الولايات المتحدة على منتخب الصين في نهائي بطولة كأس العالم للسيدات أمام 90 الف متفرج في ملعب روز بول في باسادينا بولاية كاليفورنيا بينما شاهد الملايين هذه المباراة على شاشات التلفزيون.
ومع أن المنتخب النسائي الأمريكي فاز قبل ذلك بأول بطولة لكأس العالم في عام 1991 فان بطولة عام 1991 كانت فارقة لأنها شهدت اقبالا جماهيريا كثيفا ورسخت بوضوح مكانة الأمريكيات كبطلات لكرة القدم للسيدات في العالم قاطبة فيما شهدت هذه البطولة مواقف تدل على ان "الرجولة" معنى لا يرتبط بذكورة أو أنوثة مثلما حكى جيري لونجمان في كتابه الذي صدر بالانجليزية في 320 صفحة عن اللاعبة الأمريكية ميشيلي ايكرز التي صممت على مواصلة اللعب رغم انها كانت تعاني من آلام رهيبة.
ومسألة الصعود الأمريكي في كرة القدم للسيدات قصة لافتة، ويبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية التي لم تتوج ابدا بكأس العالم لكرة القدم على مستوى الرجال وجدت العزاء في كرة القدم النسائية بعد أن فازت ثلاث مرات بكأس العالم لكرة القدم للسيدات اخرها في شهر يوليو الماضي، فيما يرى الكاتب والناقد الرياضي جيري لونجمان في كتابه أن نساء أمريكا حققن مجدا مدويا وإنجازات غير مسبوقة في كرة القدم النسائية.
ولعل اجمل ما في كتاب "فتيات الصيف" انه يطرح حقيقة كرة القدم كلعبة جماعية جميلة سواء كانت ذكورية او أنثوية، ويروي بسلاسة قصة نجاح للجميلات على المستطيل الأخضر في فريق يسوده الحب والود فيما تحترم فيه كل لاعبة الأخري وتحرص عليها وتلعب بجدية بدافع قوي لتحقيق النصر والحلم الوطني.
وفي هذا الكتاب الذي انطلق من لحظة فوز الأمريكيات ببطولة كأس العالم لكرة القدم عام 1999 يناقش لونجمان العوامل العرقية والتركيبة الفئوية للمنتخب النسائي الأمريكي، وحتى معدلات الجمال للاعبات ، ويجري مقارنات دالة بين كرة القدم الذكورية وكرة القدم الأنثوية وأوجه الاختلافات بين الرجال والنساء على المستطيل الأخضر.
ولئن كانت مثقفة مصرية كبيرة مثل الدكتورة نوال السعداوي تقول إن الأجيال الجديدة تبحث عن جذور قضايا النساء وتربطها بالمشكلات الأخرى في العالم اجمع، فان جيري لونجمان يعيد للأذهان في كتابه أن أروقة الاتحاد الأمريكي لكرة القدم شهدت معارك حامية للسماح للنساء بتشكيل فرق كروية واحترام حواء في الملعب ومنحها ما تستحقه من حقوق مادية والحد من الإصرار على ذكورة اللعبة.
ولو يممت وجهك شطر المشهد الكروي النسائي في مصر سترى ايضا جدلا بل واتهامات لاتحاد كرة القدم تصل لحد القول بأنه لا يريد أصلا كرة قدم نسائية رغم وجود لجنة بالاتحاد لتطوير الكرة النسائية، وإن تأملت برهة مشجعي كرة القدم النسائية ستلاحظ ولعهم غير العادي بمعرفة ما يجري وراء الكواليس في لعبة تضم اسرابا من الجميلات ومشجعات فاتنات تسببت احداهن مؤخرا في تلعثم المعلق التونسي عصام الشوالي اثناء تعليقه على مباراة في الدوري الأسباني بين اتلتيكو مدريد وبرشلونة !.
وفي أي بطولة لكأس العالم لكرة القدم للرجال يشتعل العرس الكروي العالمي بالجمال وتتوالى مشاهد كرنفالات البهجة كحلم طليق في فضاء الساحرة المستديرة وقد تلمح العيون العربية الكحيلة وهي تلمع بالبهجة في المدرجات في مباريات يكون طرف عربي ندا فيها حتى قيل إن المشجعات الجميلات هن بحق عطر المونديال وبهجة لياليه.
ومازال عشاق الساحرة المستديرة يتذكرون ببهجة ما حدث في مونديال 2010 بجنوب أفريقيا حيث كانت عارضة الأزياء لاريسا ريكيلمى البالغة من العمر 24 عاما بحق جميلة جميلات العرس الكروى العالمى فيما حملت لقب "المشجع رقم 1" لمنتخب بارجواى..ولم تكن جميلات اسبانيا بملامحهن الأندلسية التي توميء لدماء عربية في مونديال 2014 بأقل تأثرا من جميلة بارجواي في مونديال 2010 بعد أن ودع منتخب الماتادور وبطل كأس العالم في جنوب افريقيا مونديال البرازيل مبكرا ومن دوره الأول !.
ومن الطريف أن الكاتب والناقد الرياضى المحنك عبد الرحمن فهمى كان قد تساءل يوما ما عن أسباب غياب التعليق النسائى التلفزيونى على مباريات كرة القدم ، مشيرا الى انه توجد فى دول أفريقية معلقات مثقفات لهن طعم ونكهة ومذاق آخر فى الاذن بدلا من الصوت الأجش اى صوت الرجال الذى مل الناس سماعه معيدا للأذهان انه فى بطولة الأمم الأفريقية عام 2008 كانت هناك معلقات تلفزيونيات لا تقل معلوماتهن إن لم تزد عن اى ممن نسميهم كمبيوتر بشرى.
وقال عبد الرحمن فهمى فى طرحه الطريف هناك فتيات وسيدات يمارسن كرة القدم النسائية سواء كلاعبات او او مدربات فضلا عن مجال التحكيم فلماذا لا تتمرن هذه الكوادر النسائية فى مجال التعليق على المباريات من باب كسر الملل الذى يصيبنا من الصوت الأجش الخشن؟!
ومن الواضح أن الحضور الظاهر للجميلات فى الملاعب ناهيك عن مدرجات المشجعين ظاهرة فرضت نفسها بقوة فى عالم الساحرة المستديرة ومن ثم لم يكن جيري لونجمان وحده من تعرض لمسألة الجميلات على المستطيل الأخضر فالمسألة موضع اهتمام الكثيرين حتى أن بعض المجلات تعرض من حين لآخر قوائم بأسماء اجمل عشر لاعبات كرة قدم في العالم.
وأحدثها قائمة تضم الأمريكية اليكس مورجان والسويدية جوزفين اوكفيست والكندية كيلين كايل وحارسة المرمى الأمريكية هوب سولو والكندية لوين سيسلمان والألمانية سيلينا فاجنر والفرنسية لور بيلو والكولومبية تاتيانا اريزا والسويدية جيسيكا لاندستورم والأمريكية ايمي رودز ريجيز.
واذا كانت كارلي لويد قائدة الفريق الأمريكي لا تجد نفسها في هذه القوائم التي تتبارى فيها بعض المجلات والمواقع فانها لابد وان تجد نفسها فيما هو اكثر أهمية لمن يعشق كرة القدم فهي التي نالت جائزة الكرة الذهبية لأفضل لاعبة في المونديال النسائي الذي أقيم بكندا بعد ان سجلت ثلاثة أهداف في مرمى اليابان اثناء المباراة النهائية لكأس العالم التي شاهدها 25 مليون شخص عبر شاشات التلفزيون.
وبالتأكيد كارلي لويد من افضل اللاعبات في تاريخ كرة القدم النسائية وهي صاحبة الانجاز الذي تحقق لأول مرة في تاريخ الساحرة المستديرة النسائية عندما سجلت اسرع ثلاثة أهداف في نهائي كأس العالم.. كارلي لويد البالغة من العمر 32 عاما فعلتها في اول 16 دقيقة من المباراة ، ووصفتها مدربة المنتخب الأمريكي جيل ايليس بأنها " لاعبة كالوحش وادائها مذهل لا يكاد يصدق"!.
ومن هنا فان اسمها وان غاب عن قوائم جميلات كرة القدم حاضر بقوة في قائمة افضل اللاعبات في تاريخ الساحرة المستديرة وهي قائمة تضم اسماء البرازيلية مارتا هدافة بطولات كأس العالم التي توصف "ببيليه اللاعبات" ، والألمانية بريجيت برينز ، والأمريكية ميا هام ، ومواطنتها آبي وامباك ، والألمانية نادين انجرير ، والصينية سون وين ، والأمريكية ميشيلي ايكرز ، ومواطنتها كريستين ليلي ، فضلا عن الكندية كريستين سينكلر.
وتقول مجلة الأهلي في عددها الشهري الأخير : الدنيا تدور مثل كرة القدم وهاهي أمريكا التي لم تكن كرة القدم تحظى فيها بشعبية بالصورة المتعارف عليها في العالم بل وكانت نخبها القديمة تنظر نظرة فوقية استعلائية لهذه اللعبة بوصفها "رياضة العالم الثالث" تبدي في السنوات الأخيرة اهتماما كبيرا بالساحرة المستديرة سواء في عالم الرجال او النساء.
وهاهو الرئيس الأمريكي باراك اوباما يقول للاعبات فريقه بعد أن اكتسحن منتخب اليابان النسائي في نهائي المونديال الأخير بخمسة أهداف مقابل هدفين :"بلادكم فخورة بجميع لاعبات الفريق"..ولم لا الم تحقق تلك الثلة من اللاعبات الحلم الأمريكي في الفوز ببطولة العالم لكرة القدم ولو من باب حواء ؟!.
فالحلم العام للأمريكيين أن يحتلوا دوما المركز الأول في اي مجال وكل حقل او نشاط انساني ، وجيري لونجمان مؤلف الكتاب والكاتب والناقد الرياضي بجريدة نيويورك تايمز اجرى سلسلة مقابلات مع لاعبات ومدربات ومشجعين ومشجعات حتى يكون هذا الكتاب معبرا بدقة عن واقع كرة القدم النسائية في الولايات المتحدة.
ولئن تجولت عبر الموقع الالكتروني للاتحاد الدولي لكرة القدم "الفيفا" ستجد حيزا وافيا لكرة القدم النسائية ومبادرات لتشجيع حواء على المستطيل الأخضر ، ومن بينها مبادرة لافتة ترمي لزيادة عدد الفتيات والسيدات اللاتي يلعبن كرة القدم في شتى انحاء العالم الى 45 مليون بحلول عام 2019 حيث تقام بطولة كأس العالم لكرة القدم للسيدات في فرنسا.
وفي الصحافة الغربية هناك اهتمام ملحوظ بكرة القدم النسائية سواء على مستوى النقد للمباريات او اخبار النجمات مثل الألمانية سيليا شاشيتش ومواطنتها انيا ميتاج والفرنسية اماندين هنري واليابانية ايا مياما والكندية الصاعدة كاديشا بوكانان ناهيك عن الأمريكية كارلي لويد وهوب سولو حارسة مرمي منتخب الولايات المتحدة.
ومن منظور تاريخي يعود البعض لأواخر القرن التاسع عشر وتحديدا يوم الثالث والعشرين من مارس عام 1895 الذي شهد مباراة نسائية بين فريقي شمال وجنوب لندن والتي فاز فيها فريق الشمال بسبعة أهداف مقابل هدف واحد لفريق جنوب العاصمة البريطانية.
وبهذا المنظور تكون بريطانيا مهد كرة القدم الحديثة للذكور والاناث معا غير أن الطابع الذكوري بقى طاغيا على اللعبة هناك كما هو الحال في بقية انحاء اوروبا التي لم تقم فيها اي بطولة نسائية رسمية على مستوى القارة حتى عام 1984 ، وان كان المشهد قد اختلف في العقود الثلاثة الأخيرة مع اطلاق بطولات للدوري النسائي وتطبيق نظم الاحتراف التي كانت ايطاليا سباقة فيه ولو جزئيا غير ان الولايات المتحدة اول دولة في العالم تطبق الاحتراف الكامل في الكرة النسائية .
واذا كانت السويد قد فازت بأول بطولة كروية أوروبية للنساء فان المانيا تهيمن الى حد كبير على عالم كرة القدم النسائية في القارة العجوز حتى انها توجت بلقب البطولة الأوروبية ثماني مرات من بين 11 بطولة وتشكل المنافس الأوروبي الأخطر لأمريكا على عرش الكرة النسائية العالمية وفازت بكأس العالم مرتين بينما فاز منتخب النرويج مرة واحدة بالبطولة العالمية التي اقتنصتها لاعبات اليابان مرة واحدة عام 2011.
وتلاحظ مجلة الأهلي في عددها الشهري الأخير عن حق انه منذ اول بطولة لكأس العالم لكرة القدم النسائية والتي أقيمت في الصين عام 1991 لا توجد حتى الآن اي دولة عربية او أفريقية حققت انجازا عالميا في كرة القدم النسائية او تهدد زعامة امريكا لهذه اللعبة .
ورغم هذه الملاحظة الدالة والصائبة يمكن القول أن النيجيرية اسيسات اوشوالا نجمة نادي ليفربول حاضرة في المشهد الكروي النسائي العالمي واسمها حاضر في بعض قوائم الترشيحات لأفضل لاعبات كرة القدم في العالم الى جانب الأسبانية ونجمة نادي فرانكفورت الألماني فيرونيكا بوكيتي ونجمة منتخب اسكتلندا كيم ليتل التي تلعب حاليا لفريق سياتل رين الأمريكي.
وتلفت مجلة الأهلي الى أن منتخب مصر لكرة القدم للسيدات بعيد كل البعد عن اي مونديال فهو اما لم يتأهل واما لم يشارك اصلا منذ تدشين اول بطولة لكأس العالم في عام 1991 وحتى مونديال 2015 ، والأمر لا يختلف كثيرا في بطولة افريقيا لكرة القدم للسيدات.
وبين 24 فريقا نسائيا في بطولة كأس العالم الأخيرة التي اقيمت في كندا لن تجد اي منتخب من اي دولة عربية فيما شاركت نيجيريا وساحل العاج دون أن تنجحا حتى في الوصول لدور ال16 وهي ظاهرة سلبية مثيرة للتساؤلات غير انها يمكن ان تكون ملهمة للباحثين عن اسباب هذا الإخفاق النسائي العربي والأفريقي على المستطيل الأخضر في المنافسات الكبرى واهمها بطولة كأس العالم للسيدات وهناك دوما في نهاية المطاف جوائز للصابرين والصابرات!
وهكذا يصعب القول سواء في مصر او غيرها من الدول العربية والأفريقية انه يوجد الكثير من اللاعبات الملهمات للفتيات اللاتي يتطلعن للولوج لعالم الساحرة المستديرة واللعب على المستطيل الأخضر وهي مسألة تختلف كثيرا عن المشهد الكروي الذكوري الحافل بالعديد من اللاعبين الملهمين امس واليوم كما انها مسألة تختلف كثيرا عن المشهد الكروي النسائي الأمريكي حيث تتعدد اسماء اللاعبات الملهمات مثل ميا هام التي لم تكتف بمسيرتها في الملاعب حتى اعتزالها وانما أصدرت كتابا بعنوان "اذهب الى الهدف" وهو كما يوضح عنوانه الجانبي بمثابة دليل البطل او البطلة للنصر في كرة القدم والحياة .
وميا هام صاحبة هذا الكتاب الهمت في الواقع جيلا كاملا من لاعبات كرة القدم في تسعينيات القرن العشرين والجماهير الأمريكية المشجعة وحصلت على لقب افضل لاعبة كرة أمريكية خمس مرات ، وهي تشرح في كتابها بالتفصيل وخطوة خطوة سبل تحقيق حلم الفتاة الهاوية لكرة القدم في ان تتحول الى بطلة محترفة.
وفي هذا الكتاب شرح مستفيض بالكلمات والصور لمسائل فنية مثل الفارق بين اللاعبة "التي تخلص الكرة وزميلتها التي تقوم بالتسديد" واللاعبة الهدافة التي تجمع مابين مهارتي التخليص والتسديد على المرمى كما تتناول سبل مواجهة المواقف الصعبة والعصيبة على المستطيل الأخضر ، ومن هنا فان الكتاب مفيد للنشء من للاعبين واللاعبات معا.
جميل تواضع ميا هام في كتاب "اذهب الى الهدف" الذي امسى اقرب للكتاب المقرر في المدارس الأمريكية كدليل او مرشد كروي ، وقولها انها لا تتفق مع الذين ذهبوا الى انها افضل لاعبة كرة قدم في العالم وانما تتمنى ان تحقق هذا الهدف وتأكيدها على انها تتوجه بهذا الكتاب للفتيات الصاعدات الحالمات بالمجد ، فيما ترى ان كريستين ليلي هي افضل لاعبة كرة قدم في العالم على مستوى جيلها.
وفيما يقدر حجم القاعدة الكروية النسائية في الولايات المتحدة او عدد المهتمات باللعبة بنحو سبعة ملايين فتاة فان حجم هذه القاعدة في مصر غير معلوم بعد على وجه الدقة ولا تتوافر احصاءات يعول عليها للتعرف على الملامح الحقيقية لهذه القاعدة الكروية النسائية وان كانت المؤشرات العامة تفيد انها مازالت محدودة للغاية.
ويتوجب التأكيد فى هذا السياق على حقيقة طريفة وهى أن المدربين الرجال فى الأندية المصرية ساندوا باخلاص الجهود المبذولة لتشجيع الكرة النسائية فى مصر بل وتحمسوا بشدة لتشكيل المنتخب النسائى الوطنى..فالأقدام الرشيقة على المستطيل الأخضر تجد على اي حال من يشجعها من الرجال !.
لكن على المستوى الجماهيري او اهتمام عشاق الساحرة المستديرة لأوجه للمقارنة الجدية حتى الآن بين منتخب الرجال ومنتخب السيدات ولا يمكن الزعم بأن الجماهير العريضة تعرف اسماء لاعبات مصريات في منتخب الكرة النسائية مثل انجي عطية وفايزة حيدر وسلوى منصور وامنية محمود وميرفت فاروق وسارة عبد الله وندا نصر ونسمة فكري ومهيرة علي ومنى خليل وايناس مصطفى وجيهان ممدوح ومريم اشرف ونهى ممدوح وغيرهن من لاعبات المنتخب.
ولعل الاسم المعروف في عالم الكرة النسائية المصرية الى حد كبير في الشارع المصري هو اسم الدكتورة سحر الهواري المشرف العام على منتخب الكرة النسائية الذي يتولى محمد سعد منصب مديره الفني بينما يشغل اسامة فاروق مركز المدرب العام لهذا المنتخب الذي خرج من تصفيات بطولة الأمم الأفريقية لعام 2015 واخفق في التأهل لبطولة كأس العالم النسائية الأخيرة في كندا رغم ان هذا المنتخب لا يخلو من لاعبات مقاتلات ويتمتعن بمهارات فردية عالية مثل انجي عطية وفايزة حيدر وايناس مصطفى.
وكما هو الحال لكرة القدم الذكورية تبقى المدارس بمثابة القاعدة المفترضة لتقديم لاعبات ناشئات موهوبات يكتبن مجدا مصريا على المستطيل الأخضر في المنافسات الأفريقية والعالمية ، حيث العديد من الخبراء أن مدارس البنات يمكن أن تكون بمثابة حاضنات لتقديم افضل لاعبات الساحرة المستديرة بأعداد كبيرة وبحيث ينتقى المدربون الفتيات الموهوبات ويتم اعدادهن للانضمام للمنتخب الوطنى النسائى.
وعسى أن يتحقق الحلم بيوم تتمكن فيه بطلات مصر من التربع على عرش البطولة الأفريقية وحاضرات بقوة في بطولة كأس العالم.. عسى ان تنثر الجميلات المزيد من دهشة الجمال على المستطيل الأخضر في ارض الكنانة !