الثلاثاء 28 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ثقافة

رئيس المركز القومي للترجمة يدعو لترجمة الكتب العبرية للعربية

الدكتور أنور مغيث،
الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومي للترجمة
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

إسرائيل قامت بدراسات عن العرب في جميع المجالات ولم تتعاطف معهم
الترجمة خرجت قليلا من عباءة الطهطاوي وما زالت استفادة الدولة تحجم المترجم 
لدينا ندرة في المترجمين ونقوم بدورات لتأهيل خريجي الليسانس
نظام العمل بالمركز "يجيب اكتئاب" للمترجمين ولذا أسعى لتغييره

في مفاجأة من العيار الثقيل، دعا الدكتور أنور مغيث، رئيس المركز القومي للترجمة، إلى عقد حوار مجتمعي للوصول إلى صيغة مثلى للتخلص من مشكلة الخوف من التطبيع مع إسرائيل، وكسر هذه العقدة حتى يقوم المترجمون بنقل الأعمال العبرية إلى اللغة العربية، مؤكدا أن المركز بصدد إصدار كتب عبرية تحتوي على وثائق عن حرب أكتوبر.
وفي حوارنا معه أكد مغيث إلى أنه يميل إلى ترجمة الكتب الإسرائيلية إلى العربية، حتى لو كان ذلك عن طريق الحصول على حقوق الملكية الفكرية من دور النشر الإسرائيلية، باعتبار أن الهدف الأساسي من وراء ذلك معرفة طريقة التفكير الإسرائيلية وإلى نص الحوار..

يواجه المركز اتهام اعتماده على الشللية؟
هذا غير موجود على الإطلاق لأن العكس هو الصحيح فنحن لا نجد المترجمين من الأساس وبالتالي فهذه شبهة غير موجودة، والشللية تعني أن المترجمين كثير ونحن نختار منهم أو نفضل بعضهم على بعض، أما الواقع أننا نتبنى أن يقدم أحد أي مشروع ليتبناه المركز، والمركز يقوم بفحص أعمال المترجمين الجدد بإرسال أعمالهم إلى عدد من الرواد للتأكد من صحة ترجمتهم، ونحن نريد الآن تجديد أجيال من المترجمين.

وما المشكلة في ذلك؟

المشكلة أن خريجي الليسانس من كليات اللغات لا يجوز أن يكونوا مترجمين أو معيدين، وبالتالي فهو يحتاج أن يتم تأهيله بشكل خاص ليكون مترجما ومن الممكن أن يكون ممتازا في اللغة الألمانية، ولكنة لا يجيد صياغة ما يريد باللغة العربية، ولذا نقوم بعمل دورات تأهيلية للخريجين وكذلك نقوم ببعض الورش.


هل هناك أي ترجمة للإصدارات العبرية أم أن هذا الأمر يدخل في إطار التطبيع؟
إذا سألتني عن وجهة نظري الشخصية باعتباري مواطنا مصريا، سأقول لك يهمني أن نترجم من اللغة العبرية لكي نعرف أعمالهم الفنية والثقافية والعلمية ومن ثم طريقة تفكيرهم ولكن لكي تترجم لابد من الحصول على حقوق الملكية الفكرية وبالتالي ستخاطب دور النشر الإسرائيلية للحصول عليها وهو ما يعد تطبيعا وهنا هي الأزمة.

إذن فالمركز ليس بصدد إصدار أي كتب عبرية؟

لا.. سنصدر بعض الكتب ولكنها خاصة بالوثائق عن حرب أكتوبر، وهنا الميزة باعتبار أن مثل هذه الكتب ليس لها دور نشر تحصل على حقوق الملكية الفكرية فيحق لي أن أنشرها دون الرجوع إلى أحد وبالتالي دون التطبيع ولا نتعامل مع مؤسسة أو جهة ما بإسرائيل، ويهمنا أن يعرف الناس كيف كانت إسرائيل تتحدث عن الحرب في وثائقها، أما موضوع ترجمة الكتب التي تصدر بإسرائيل فإنه يحتاج موقفا بحيث لا يعتبر تطبيعا ويجب أن يقام حوار مجتمعي، حتى يتم الوصول إلى موقف جماعي بين الناشرين والمترجمين ووزارة الثقافة بشأن هذه القضية.

وما رأيك شخصيا؟

أنا شخصيا أميل إلى أنه لا غضاضة في الترجمة من اللغة العبرية، ونطلب حقوق الملكية الفكرية من دور النشر الإسرائيلية، لأن ذلك لا يعد ترويجا لسياستهم أو ثقافتهم وإنما هدفنا معرفة كيف يفكرون خاصة أنهم قاموا بعمل دراسات على العالم العربي على جميع المستويات ديموجرافية وفينة وتراثية وعلمية وغير ذلك بدون أن يحبونا، ومن كثرة الدراسات التي تم عملها عن العرب لم يتم التعاطف معنا أو حبنا، وليس بالضرورة عندما نترجم منهم أن نتعاطف معهم.

 

هل ترقى دراساتهم إلى كتاب وصف مصر؟

إسرائيل ليست مشغولة بمصر وحدها وإنما بالعالم العربي كله وثانيا فالعلاقة هنا مختلفة، فكتاب وصف مصر كتبه الفرنسيون وهم محتلون بلد يريدون أن يفهمها ويريد أن يصدر أوامر يضمن أن ينفذها الشعب لكن إسرائيل تدرس الواقع العربي وهي تريد أن تحاربهم، وهم يركزون على بعض القضايا الفكرية والنفسية لكي يعرفوا سر عداء العرب لهم، وماذا إذا استمر تزايدهم بهذا الشكل، كما أنهم يدرسون الفن والفكر العربي وهل البعد الوطني جزء أساسي في تكوينه، وبالتالي هنا المصلحة التي يريد أن يخرجوا منها بهذه الدارسات مختلفة عن قصد فرنسا عندما قدموا كتاب وصف مصر.


كيف وجدت المركز القومي للترجمة؟

كان هناك عدد من المشاكل المتراكمة، تتمثل في التوتر والحدة التي كانت سائدة في المكان بسبب خلافات الدكتورة رشا إسماعيل مديرة المركز السابقة مع بعض الموظفين وكانوا يرون أنهم تبعا لحالة الشد والجذب التي كانت موجودة في المكان نقلت عنهم صورة غير صحيحة ولا علاقة لها بالواقع بأنهم طماعون وكسالى وكل هذه الصفات وهو ما سبب لهم جرح في الكرامة.


وكيف تعاملت مع الموقف؟

رغم أنه شعور غير جيد إلا أنني لمست أن لديهم إرادة ويريدون أن يغيروا الصورة من خلال العمل ولذا عندما أردت تغيير العمل وجدت حماسا كبيرا والناس موجودة كل يوم وتتابع العمل في المركز والمطابع وإذا حدث تغير أو نقلة في العمل فسيكون بفضل هؤلاء الموظفين.



وماذا على مستوى دولاب العمل؟

واجهت مشكلة تتمثل في وجود كمية كبيرة من الكتب تم ترجمتها وتسليمها ولكنها لم تصدر وهنا يكون المترجم في وضع مزعج لأنه تقاضى حقوقه المادية ولكن كتابا عمل عليه وتعب لمدة أربع سنوات لم ير النور وهو أمر "يجيب اكتئاب" وقد اتجهت في حل هذه المشكلة بالاعتماد على أكثر من مطبعة وليس مطبعة واحدة وأن نلجأ للنشر المشترك مع دور النشر الخاصة، بحيث تأخذ كل دار نشر جزءا من الكتب لينتهي هذا الجبل المتراكم من الكتب المؤجلة لنعود إلى الإيقاع الذي بدأ به المركز عندما كان ينشر الكتاب بعد ثلاثة أشهر من تسليمه.

يشكو الكثير من القراء من عدم وجود منافذ للبيع؟

بالفعل لم يكن هناك منافذ بيع للمركز في أي مكان سوى في الأوبرا، فأي قارئ مثقف يهمه كتابا لا مناص من أن يركب القطار ويأتي هنا ليشتريه، والخطة التي بدأنا فيها هي توزيع الكتب لتكون متاحة عند بائعي الصحف والأكشاك الدائمة في الهيئة العامة للكتاب وفي الأهرام بحيث يستطيع أي مواطن أن يشتري الكتاب من أي كشك قريب منه في المدن بدلا من أن يأتي القاهرة.

وما أبرز التحديات التي تواجه المركز؟

التحديات كثيرة أولها وأهمها الميزانية والنواحي المادية فالخيال يحلق بك في السماوات العليا لكن ما تملكه بين يديك يردك إلى الواقع الملموس، ويجب علينا أن نعمل معا وأعرف أن امامنا تحديات جسيمة وعقبات يجب أن نعبرها للوصول بالمركز إلى ما نطمح له وهو أن يكون من منارة الترجمة في العالم العربي وهنا يأتي ضرورة أن تهتم الدولة ولا تستهين بمسألة الثقافة فهي أسلوب حياة لرفعة المجتمع وعلو شأنه ونهضته وليست رفاهية.


هل ترى أن الترجمة ما تزال تعيش في جلباب رفاعة الطهطاوي؟

خرجت قليلا ولكن المحرك الأساسي للترجمة هو النموذج الذي وضعه رفاعة الطهطاوي أو الصيغة التي وضعها، وبات السؤال الآن: لماذا نترجم؟ فرفاعة كان يترجم أمور هو معجب بها ولكن في إطار مصلحة دولة وهذه ليست دائما صيغة كل مترجم وكثير من القراء عندما يرون بعض الإصدارات يقولون وماذا ستستفيد مصر من هذه المسألة؟ "إن شالله ماستفادت" هذه ليست قضيتي وأحب أن يكون دافعي هو إعجابي بالنص أما استفادة البلد فهذه مسألة ثانوية، فعلى سبيل المثال ماذا استفادت مصر من رباعيات الخيام على الأقل القاريء وجد شعر جميل، وهنا دوافع المترجم أهم من التخطيط على مستوى الدولة، وهذا الكلام يقوله أي شخص بخلاف المركز القومي للترجمة ولابد من وضع إستراتيجية متكاملة حول رؤيته للترجمة وهنا نقول أننا نترك المترجم لمزاجه وفي النهاية نجد ما نريده أفضل من التوجيه.