الثلاثاء 28 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

العالم

أهالى بلدة مسيحية شمال العراق ينزحون إلى أربيل

قوات البشمركة الكردية
قوات البشمركة الكردية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
توافد الآلاف من أهالى بلدة الحمدانية المسيحية الواقعة شمال العراق إلى مدينة أربيل فى إقليم كردستان فى موجة نزوح جماعى إثر تعرض بلدتهم إلى هجمات مسلحين متطرفين سنة باتوا يسيطرون على مناطق واسعة من العراق.

وقالت مصادر فى قوات البشمركة الكردية إنها صدت صباح الخميس هجوما لمسلحين يقودهم تنظيم "الدولة الإسلامية فى العراق والشام" على بلدة الحمدانية جنوب شرق الموصل (350 كلم شمال بغداد) ما دفع بعدد كبير من السكان إلى مغادرتها بعيد انتهاء الهجوم، وغصت منطقة عينكاوا المسيحية فى أربيل بنحو خمسة آلاف من أهالى الحمدانية الذين اتخذوا من ساحات المبانى العامة فيها محطة راحة لهم قبل أن يقرروا مصيرهم، بحسب ما أفاد مراسل وكالة فرانس برس، وحمل معظم النازحين معهم ملابس وأشياء بسيطة فى أكياس بلاستيكية وحقائب صغيرة.

وقال أحد النازحين ويدعى أمجد يوسف (51 عاما) لدى وصوله إلى عينكاوا مع عائلته المؤلفة من 11 فردا "حدث قصف بالهاونات (مساء الأربعاء) ثم هدأت الأوضاع وعاد القصف مرة أخرى وبشكل مكثف فاضطررنا إلى النزوح إلى هنا".

وأضاف "اعتقد أن نصف أهالى الحمدانية فروا منها"، من جهته قال مايكل بيناو (25 عاما) الذى جاء مع عائلته المؤلفة من ستة أشخاص "اضطررنا نحن وغالبية أهالى الحمدانية إلى الهروب إثر حدوث قصف قوى بالمدافع استهدف الحمدانية انطلاقا من القرى المجاورة".

وقامت منظمات خيرية محلية فى أربيل عاصمة إقليم كردستان الذى يتمتع بحكم ذاتى بتقديم مساعدات عاجلة للعائلات التى هربت من الحمدانية، إضافة إلى ما قدمه أهالى عينكاوا وأربيل من مساعدة مماثلة وبينها الطعام ومياه الشرب، وقال مكسيم عيسى يونس ممثل مركز شباب عينكاوا الاجتماعى لفرانس برس أن "برقية سريعة وصلتنا لفتح كل القاعات لاستقبال النازحين القادمين من قرقوش"، مركز بلدة الحمدانية التى يسكنها نحو 15 ألف نسمة.

وتابع "قمنا باستقبال النازحين فى مركز الشباب وثلاث مدارس أخرى فى عينكاوا والعدد وصل إلى نحو 250 عائلة ونتوقع نزوحا أكبر ونحن الآن بصدد توفير أماكن لاستقبال المزيد من العائلات"، ويشن مسلحون من تنظيم "الدولة الإسلامية فى العراق والشام" وتنظيمات سنية متطرفة آخرى هجوما منذ اكثر من أسبوعين، سيطروا خلاله على مناطق واسعة فى شمال العراق وغربه وشرقه تشمل مدنا رئيسية بينها الموصل (350 كلم شمال بغداد) وتكريت.

وأكد تنظيم "الدولة الإسلامية فى العراق والشام" أقوى التنظيمات الإسلامية المتطرفة التى تقاتل فى العراق وسوريا، عن نيته الزحف نحو بغداد ومحافظتى كربلاء والنجف اللتين تضمان مراقد شيعية.

وتشهد العديد من القرى القريبة من الموصل حالات نزوح مماثلة خوفا من دخول هؤلاء المسلحين إليها، وبينها بلدة برطلة المسيحية التى يعيش فيها نحو 30 ألف شخص وتقع إلى الشمال من الموصل، وتفتقد بلدتا الحمدانية وبرطلة التى عبر منها الجنود وعناصر الأمن المنسحبون من الموصل فى التاسع من يونيو، إلى حماية القوات الحكومية العراقية التى غادرتها وتركتها فى أيدى قوات البشمركة الكردية ومسلحين من السكان.

وتعانى هاتان البلدتان إضافة إلى بلدات وقرى مجاورة من نقص كبير فى الكهرباء والمياه، وقالت تعلا إسحاق جدى (65 عاما) التى وصلت إلى عينكاوا برفقة 23 فردا بينهم 18 من أحفادها أن "الأجواء كانت حارة وكنا نقاوم عدم وجود الكهرباء والمياه، لكن عندما بدأ القصف لم نتحمل وتركنا المدينة خوفا على أطفالنا".

وأشارت إلى أن عددا كبيرا من العائلات غادروا الحمدانية سيرا على الأقدام ولا ندرى ماذا حل بهم، وقالت ابنتها أزهار بهنام يحيط بها خمسة من أبنائها أكبرهم يبلغ نحو عشر سنوات إن "أطفالنا لم يعرفوا النوم منذ يومين بسبب الخوف من القصف"، مضيفة "هربنا وتركنا كل شىء خلفنا لأن أصوات المدافع كانت مرعبة والحياة أصبحت مستحيلة".