الأربعاء 29 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس التحرير
داليا عبدالرحيم

ملفات خاصة

نخترق العالم السري لتجارة الآثار في مصر "الحلقة الثانية".. محرر البوابة نيوز يخدع شركات بيع أجهزة الكشف عن الآثار.. الشركات تعمل تحت غطاء كشف المياه الجوفية وأشهرها في الهرم ومدينة نصر

نخترق العالم السرى
نخترق العالم السرى لتجارة الآثار في مصر " الحلقة الثانية "
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

في الحلقة الأولى تحدثنا عن المواقع الشهيرة التي تدار من خلالها عمليات بيع الآثار والنصب عن طريق بيع أو شراء آثار مضروبة، وكنا قد كشفنا النقاب عن الشركات الخارجية التي تقوم بتوزيع ما يسمى بـ"أجهزة الكشف عن الآثار" وهو ما سنثبت وهمية تلك الأجهزة في الحلقات القادمة، وبقى السؤال "من يقوم بترويجها وبيعها داخل البلاد؟".

أتت الإجابة على هذا السؤال حين حاولت البحث عبر موقع جوجل على موزعين مصريين وبدأت أكتب على محرك البحث كلمة أجهزة كشف الآثار مصر وظهر عدد من الإعلانات الممولة على موقع جوجل وهى التي قادتنا إلى أكبر ثلاثة منافذ لبيع تلك الأجهزة وأكبر ممارسة للغش التجارى في حق طالبى الثراء السريع.

كانت أول شركة تسمى "أليكس ديتكتورز" وكان مقرها في مدينة نصر حاولت الاتصال بأرقامها ولكن كانت كلها مغلقة وحين دخلت على موقعها الخاص وجدته شركة ليبية تحمل نفس الاسم وهى تابعة بصورة غير مباشرة لفرع شركة "توب ديتكتورز" التي تحدثت عنها في الحلقة الأولى وهى الشركة الأم بتركيا والتي تقوم بتهريب تلك الأجهزة، ووجدت على موقعها موزعين معتمدين وظننت أنها "شركة أم" ثالثة ولكنى وجدت موزعيها هم نفس موزعي شركة "توب ديتكتورز" فعلمت أنها تابعة لها.

وبعد دقائق من البحث المفصل عن تلك الشركة وجدت صورا قديمة من موقعها القديم يحمل بين صفحاته عنوان المقر في القاهرة، على الفور توجهت للعنوان المكتوب في مدينة نصر، والذي كان "الحى الثامن عمارة رقم 10 أمام مدرسة المنهل الدور العاشر مكتب رقم 1002" ذهبت إلى المقر عقب صلاة الجمعة وهناك وجدت ثلاث عمارات تحمل رقم " 10 " وكلما سألت عن اسم الشركه كانت الإجابة موحدة " مانعرفش إطلع العمارة ودور " دخلت العمارة الأولى ولم أجد البواب وصعدت إلى الدور العاشر وبالفعل وجدت المقر وهو عبارة عن شقه مغلقة لا تدل على أي شيء وأمام الاسانسير على شباك المنور ملصقان للدعاية عن " شركة أليكس ديتكتورز " بنفس الارقام الموجوده على الموقع، وفى هدوء التقط ثلاث صور لباب الشقة والملصقات التي كانت على الشباك واستقللت المصعد للنزول للدور الارضى وهناك صادفنى إبن البواب الذي لم يتعد عمره ال 15 عاما وحين سألته عن الشركة رأيت فيه بعض الارتباك وقال لى نصا "مافيش شركات هنا اسمها كده وبعدين العمارة مافيهاش شركات وحتى لو فيها مافيش شركة هاتفتحلك يوم الجمعة " أكدت له أن أحد أصدقائي قد أتى بنفسه وهو من أعطانى العنوان ولكنه أصر على قوله وأضاف " في 3 عمارات هنا رقمهم 10 احنا عمارة منهم ممكن تلاقى إلى بتسال عليه في عماره من العمارتين التانين".


وقتها علمت أن هناك حلقة مفقودة حيث إن الموقع تم تغييره وربطه بليبيا والمقر الأساسي لم أجد به أي شخص وابن البواب ينكر وجوده من الاساسى.

عند محاولتى للبحث مرة أخرى لمحاولة العثور على أي شيء وجدت إعلانات أخرى على جوجل تحمل نفس اسم الشركة ونفس الموقع الذي تم تحويلة إلى ليبيا ولكن هذه المرة العنوان في الإسكندرية فمن الواضح أن هناك شيئا ما تغير.

قمت بالاتصال بالارقام التي دونت على الإعلان ولكن هذه المرة لم تكن مغلقة ولكن كان الرد " الرقم غلط " هما رقمين إتصلات لا يختلفان سوي في آخر رقمين فقط.

وانتهى بحثى حول تلك الحلقة المفقودة التي ليس لها سوي احتمالان سنذكرهم في الحلقة القادمة حيث أن الموضوع يرتبط بأكبر شركة متورطة في تلك الأجهزة وهو ما سنكشفه في الحلقة القادمة بالصوت والصورة.

أما الشركة الثانية هي شركة " كونكورد " متواجدة في الهرم، عبارة عن شقة عليها لافتة صغيرة تحمل اسم الشركة.

تعرفت عليها حين توصلت لموقع على الإنترنت قمت على الفور بالاتصال على نفس الرقم وقام بالرد على شخص أكد لى أنه مالك الشركة ودار بيننا حديث عن نوعية الأجهزة وكيفية الحصول عليها، وأخبرته صراحة أننى أرغب في الكشف عن أثار تحت منزلنا وأخبرنى أن لديه خبرة في الكشف ومدى عمق الدفن حيث أن لكل منطقة عمقها

المعروف، وأكد لى أنه حاصل على تصريح لاستيراد هذه الأجهزة وبيعها لشركات وليس لأفراد لذا اتفقنا معا أن أخذ منه فاتورة مضروبة باسم شركة عقارات وهمية وعدم إخراجها إلا حين يصادفنى أي تفتيش أمنى، وقتها أخبرهم بأن لدى شركة عقارات وهمية مدون فيها أن هذا الجهاز يكشف المياه الجوفية تحت الأرض وبذلك أستطيع أن أعرف أماكن الحفر السليمة، وفى النهاية أعطانى عنوان الشركة واسمها " كونكورد " في شارع الهرم وأكد أنه

في إنتظارى في أي وقت.

لم يكن اسم الشركة مكتوبا على الموقع فالأخير كان يحمل اسم " qby-gold " وهو يختلف عن اسم الشركة التي ذكرها أثناء حديثنا مما زاد فضولى وقمت بالبحث عن نفس الاسم الذي أعطاه لى وهو " كونكورد " وبالفعل وجدت موقعا يحمل نفس اسم الشركة الحقيقي وبه نفس العنوان الذي اعطانى إياه أثناء محادثتنا، وقتها علمت أن الموقع

الأول هو موقع وهمى ولا يوجد به سوي رقم اتصالات أما الموقع الحقيقي فيحمل رقم موبنيل وفودافون ومدون به العنوان الاصلى للشركة في شارع الهرم، كان هناك تشابه كبير جدا في تصميم الموقعين مما جعلنى أتيقن أن المالك واحد وأن هذا الموقع الوهمى هو تابع لنفس الشخص والذي كانت لهجته غير مصرية وحين سألته للتأكد قال لى " انا عربى مش مصرى أنا من الأردن " تحدثت معه للمرة الثانية وأخبرته أن هناك موقعا آخر يشبه موقعكم تماما ولكنه انكر معرفته بهذا الموقع، وأكد لى أنه لا يمتلك سوى موقع واحد فقط


ولكن كما نقول دائما " الكدب مالوش رجلين " بدأت أبحث على مواقع الإنترنت لمحاولة إيجاد ما يجعلنى أؤكد أن

الموقعين ملك لشخص واحد وأثناء بحثى وجدت صفحة على موقع التواصل الاجتماعى الفيس بوك لشركة " كونكورد " وهو الاسم الاصلى للشركه الاصلية وكانت الصفحه منذ عام 2013 تم تصميمها كداعية للشركة وتحمل

لينك الموقع الاصلى وتحته رقم الاتصلات الموجود بالموقع الوهمى ولا أثر لباقى الأرقام فمن الواضح أن تلك الصفحة قد سقطط من حساباتهم سهوا لتكون بمثابة خيط يمكن الوصول لشيء مهم عن طريقه، ناهيك عن أن موقع الشركة بالهرم فالموقع الأصلى به العنوان التفصيلي أما الموقع الوهمى فهو يكتفى بكلمة " الجيزة هرم " وهنا كان ثانى أوجه الشبه التي تؤكد أن المالك شخص واحد.

أثناء تحدثى معه في المرة الثانية أخبرنى باننى سأخذ منه الجهاز بفاتورتين واحدة تكون بسعر 250 دولارا والاخرى

بثمن الجهاز الحقيقى الذي سيصل في حدود 6000 جنيه أما الفاتورة الوهمية التي ستكون في حدود 1500 جنيه هي التي سأظهرها إذا ما تمت أي عمليات تفتيش، وأكد خلال حديثنا أنه يتوجب على أن أتحدث بقلب قوى إذا حدث في الأمر أمر واستوقفنى أحد ضباط الشرطة ويجب أن اخبره بأننى أبنى عقار وأرغب في الكشف ما إذا كانت هناك أي مياه أم لا حتى لا ألحق الضرر ببنايتى.



تلك كانت رحلة.. الكشف عن أولى الشركتين التي تم كشفهم، أما عن أكبر شركة في مصر وعلاقتها بالشركة الأولى التي تحولت إلى لبيا هو ما سنكشفه في الحلقة القادمة بالصوت والصورة وعن المدعو " محمد حمودة " صاحب أكبر شركة تتاجر في هذه الأجهزة وكيف يوهم المشترين أنه تابع لشركة أمريكية وكيف قام بسرقة الجهاز من شخص آخر ونسخه للمتاجره به، بل وتجارته في الآثار أيضا.

 الحلقة الأولي