الثلاثاء 30 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة التعليمية

المراكز الاستكشافية| كيان لدعم الابتكار والمبتكرين.. خبير تربوي: القضاء على الروتين وتوفير العنصر البشري.. وبحث أوجه الدعم ضرورة

ستاندر - تقارير
ستاندر - تقارير
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

أكد الدكتور عاصم حجازي، أستاذ علم النفس التربوي ومدير مركز القياس والتقويم التربوي بكلية الدراسات العليا للتربية جامعة القاهرة، أن المراكز الاستكشافية أنشئت أساسا لدعم الموهوبين وتنمية الابتكار ورعاية المبتكرين وهنا لابد من الإشارة إلى أن تقديم الرعاية للموهوبين ودعم الابتكار والمبتكرين يتطلب العديد من الإجراءات التي ربما تكون غائبة عن هذه المراكز.

وقدم “حجازي” مقترحات وحلولا لمواجهة المشكلات وتطوير أداء المنظومة كالآتي:

 أولا -الابتكار والإبداع يحتاج إلى بيئة ثرية بها العديد من المكونات التي تثير الإبداع لدى الطالب وبيئة أيضا تتسم بالاتساع بمعنى أن تتضمن البيئة أنشطة متعددة وحرية في التعامل مع محتويات البيئة التي من المفترض أن تدعم الابتكار وبدوره يتعارض هذا المبدأ مع فكرة الروتين التي تسيطر على المراكز الاستكشافية باعتبارها جزءا من منظومة التربية والتعليم وللتغلب على هذه المشكلة يجب أن يكون لهذه المراكز لائحة خاصة بها تعتمد في موادها على الإتاحة والحرية والتحرر من القيود الروتينية التقليدية الموجودة في غيرها من المؤسسات والمراكز التابعة للتربية والتعليم.

ثانيا يحتاج المبتكرون إلى طرق تدريس خاصة ومعلم بمواصفات خاصة فلا يكفي توفير الأجهزة والإمكانات المادية وإنما يأتي العنصر البشري المدرب على رأس هذه المتطلبات التي يجب توفيرها في هذه المراكز فلا يكفي أن يتم اختيار معلمي العلوم للإشراف على هذه المراكز وإنما يجب اختيار معلمين تم تدريبهم على أساليب وطرق التعامل مع الموهوبين والمبتكرين ودعم الابتكار والإبداع والمتابعة الدورية لهم وعقد دورات تدريبية مستمرة لهم للارتقاء بمستواهم العلمي باستمرار.

ثالثا_ فكرة الاستكشاف نفسها المذكورة في عنوان هذه المراكز لا وجود لها في الواقع فالمواد العلمية والتجارب مجهزة مسبقا ومما يفعله الطالب هو الاطلاع فقط على ما هو متاح داخل هذه المراكز وهنا لابد من الإشارة إلى أهمية وجود مشاريع بحثية يقودها المعلمون المدربون ويشترك فيها الطلاب ويقومون بعمليات استكشاف حقيقية مبنية على أسس علمية والخروج بنتائج  ومحاولة تطبيقها.

 رابعا - يحتاج القيام بمشاريع بحثية إلى نفقات وهذا يقودنا للحديث عن تمويل هذه المراكز الاستكشافية والذي ينبغي أن يعاد النظر فيه مرة أخرى بحيث تخصص ميزانية أكبر لهذه المراكز وتكون اولويات الصرف من هذه الميزانية موجهة للأنشطة ذات الصلة المباشرة بأهداف ونشاطات المركز بالإضافة إلى محاولة إيجاد طرق ووسائل تمويل غير تقليدية كتشجيع المؤسسات والجمعيات الخيرية على تقديم تبرعات لهذه المراكز وتبني مشاريع بحثية والدعوة لتخصيص أوقاف على هذه المراكز لدعمها أو غير ذلك من طرق التمويل المعروفة.

خامسا: الموهوبون والمبتكرون هم الثروة البشرية الحقيقية للدولة وبالتالي فإن الاستثمار في هذه الفئة سيعود بنتائج مبهرة على المجتمع المصري وسيكون تأثيره قويا وإيجابيا على مسيرة التنمية وهذا يتطلب توزيع الاهتمام بشكل عادل على كافة أبناء الشعب المصري بمعنى أن يتم الاهتمام بالمراكز الاستكشافية الموجودة في الأقاليم بنفس القدر من الاهتمام الذي يتوفر للمراكز الموجودة بالعاصمة ويرتبط هذا بمدى إيمان القائمين على هذه المراكز بمدى أهمية الرسالة التي يقدمونها في دعم الابتكار ورعاية المبتكرين.

سادسا: فيما يتعلق بتشجيع وتحفيز الطلاب فيجب في البداية أن يتم تكثيف الدعاية لهذه المراكز وعمل رحلات متكررة من قبل الطلاب لهذه المراكز كما انه وفي ظل غياب الدعم المادي الكافي يمكن اللجوء إلى وسائل تعزيز غير تقليدية أيضا كإنشاء صفحات على وسائل التواصل الاجتماعي مثلا لهذه المراكز وعمل فيديوهات قصيرة توضح الأنشطة الموجودة داخل هذه المراكز وعرض للمشاريع البحثية التي يتم إجراؤها ثم عرض نتائجها ونشر صور وشهادات تقدير اليكترونية للمشاركين على هذه الصفحات كما يمكن الاستفادة من الجانب التكنولوجي في تقديم خدمات وأنشطة تعليمية مميزة من غير أن يتطلب ذلك مزيدا من النفقات وذلك مثلا من خلال القيام بعمل رحلات معرفية افتراضية عبر الويب " الويب كويست" وسوف تعمل التكنولوجيا على توفير الكثير من النفقات ومواجهة المشكلات المتعلقة بالدعم والانفاق بشكل كبير.

-سابعا: يجب أن تكون هناك خطة واضحة لمتابعة المتدربين الذين أنهو برامج تدريبية داخل هذه المراكز واستخدام ادوت تقييم علمية لتقييم نشاطاتهم ومدى الاستفادة منها مستقبلا وإنشاء قواعد بيانات للمتدربين وعدم الاقتصار على تقديم التدريب وتنتهي علاقة الطالب بالمركز بانتهاء التدريب إذ يعتبر هذا جهدا ضائعا وهذا يتطلب الخروج بالعاملين من فكرة الوظيفة إلى فكرة الرسالة التي يؤمنون بها ويقومون بأدائها بحب وإتقان ومن ثم يجب النظر مرة أخرى في معايير اختيار القائمين على هذه المراكز واختيارهم وفقا لاختبارات ومهارات معينة لابد من توافرها منها المعرفة العميقة بخصائص المبتكرين والسلوك الابتكاري وطرق رعايته ومنها أن يتمتع القائمون على هذه المراكز بمستوى مرتفع من مهارات التواصل والمرونة والثقة بالنفس والطموح والنشاط والمثابرة وأن يكون لهم جهد واضح في رعاية ودعم الموهوبين في مدارسهم وأن يتاح لهم وللطلاب قدر من الحرية في اختيار الأنشطة التي يرغبون في القيام بها.

وكانت “البوابة نيوز” كشفت عبر تحقيق موسع قصور في عدد من المراكز وافتقاد الأدوات والأجهزة الحديثة التي تساعد الطلاب على الإبداع والاكتشاف.

رابط الملف:

https://www.albawabhnews.com/4787693