الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

تليفزيون البوابة

مصر الشقيانين.. حكاية 100 عام لمهنة صبحي ووالده في مصر القديمة

عم صبحي
عم صبحي
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

المشهد يدعو للدهشة، رجلٌ أمامه أكوام من الشجر المقطع إلى أجزاء، يقطع منه واحدة تلو الآخرى ويشكلها كيفما يشاء فيجعل منها أطباقا أو كأسا لتشرب فيه الماء وغيرها من الأشياء الفريدة التي تصنع من تلك الأشجار الكبيرة التي يظن البعض أنها أصبحت دون قيمة لا تسمن ولا تعني من جوع، لكن الرجل السبعيني الذي أفني حياته في تلك المهنة الفريدة أصبح الأمر بالنسبة له طبيعيا ويمكن أن يفعل أي شيء من تلك الأشجار الكبيرة. 
منذ أكثر من مئة عام كانت والدة صبحي يونس العمدة يعمل في هذه المهنة التي ورثها عن والده، حتى علمها إلى نجله يونس الذي يروي تفاصيل المعاناة التي يعيشها اليوم بسبب تلك المهنة التي تدق أجراس الانقراض، بعدما تغافل عنها المسئولين ولم يهتم بها العاملين فيها بسبب قلة الطلب عليها.
في أحد أزقت منطقة الدرب الأحمر في مصر القديمة، يجلس صبحي يونس في ورشته والصمت يعم أرجاء المكان بعدما تخلف العمال عن المجيئ إلى العمل في هذا اليوم المشؤوم: "محدش من العمال جه خالص بسبب قلة الشغل معتش فيه اقبال والحالة ميته على الأخر بسبب غلاء الخامات والحاجات اللي بنصنعها".
يقول الرجل السبعيني أنه يعمل بهذه المهنة منذ صغره لذا مر عليه العديد من المواقف برفقة والده، وحصد الكثير من الخبرة التي جعلته عالما بظروف السوق في البيع والشراء: "احنا بنصنع أي حاجة من منتج الأخشاب زي قرم الجزارين والأطباق الخشبية التي يأكل فيها العرب والهون وأيضا الأشياء التي تستخد كديكورات على السفرة". 
وأضاف صبحي أن هذه المهنة عليها طلب من المواطنين وعمرها ما تألوا إلى الإنقراض ولكن من يتسببون في إنقراضها هم الصناع العاملين بها، لأنهم يريدون الكثير من الأموال في ظل تراجع البيع والشراء وهذا ما يتسبب في ضعف المهنة بل انقراضها، وفي الغالب لن نتوقف عن العمل سواء كان هناك طلب أم لا.
وتابع الرجل السبعيني أن هناك العديد من السياح الين يقدمون على زيارة مصر يأتون لشراء هذه المنتجات لأنها لافته للنظر وبها فن، وأيضا العرب يفضلون تناول الطعام في هذه الإطباق الخشبية لذا هم الفئة الأكثر إقبالا على شراء هذه المنتجات، مضيفا: " أن العمل منذ 20 عاما وهذه الأيام لم يختلف كثيرا بالنسبة للمهنة ذاتها، ولكن هناك اختلاف جذري في العاملين بها لم يعد اهتماما من الصنايعي بالعمل وجودته لذا تعاني جميع المهن اليدوية من الانقراض، وذلك بسبب تقصير العاملين بها وليس بعد المواطنين عنها".