الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

الارتباط الفكري بين الإخوان وداعش

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
يمكن القول إن جل الأفكار التى تؤمن بها جماعة الإخوان والمتعاطفين معها تتطابق وتتقارب مع الأفكار التى تؤمن بها التنظيمات العنيفة، وأن الفرق بينهما فرق فى الأساليب والإجراءات والقدرة ومراعاة رد فعل الغرب ليس إلا، وبيان ذلك:
١- المصدر الأول لهذه الأفكار التكفيرية هو كتاب (الظلال) لسيد قطب منظِّر الإخوان وتابعيه «فتحى يكن» و«رفاعى سرور» (وكلاهما من منظّرى الإخوان)، وتوغلت القطبية فى محاضن الإخوان التربوية، واضطلع قطب بالدور الرئيسى فى توجيه فكر الإخوان والجماعات الأخرى؛ فقد تناول سيد قطب وأيضا (يكن وسرور) قضايا تكفير الحاكم، وجاهلية المجتمع، وتطبيق الشريعة وغيرها بصورة منحرفة، فأخذها «عبدالسلام فرج» فى كتاب «الفريضة الغائبة»؛ فأنشأ (تنظيم الجهاد)، وأخذها «شكرى مصطفى» فى وثيقة «الخلافة» فأنشأ (التكفير والهجرة)، وأخذها «صالح سرية» فى «رسالة الإيمان» فأنشأ (الفنية العسكرية)، ثم تولدت جماعات مثل القاعدة وداعش من هذه الأفكار نفسها.
ومن الأهمية هنا الاطلاع على مذكرات «طلال الأنصاري»- وكان المتهم الثانى فى قضية الفنية العسكرية- حيث تناول فى الفصل الثانى وعنوانه: (بيعتنا للمرشد حسن الهضيبي)، والفصل الثالث وعنوانه: (زينب الغزالى وأول لقاء لنا مع صالح سرية)، تناول صلة تنظيمه المسلح بتنظيم الإخوان.
٢- أبو محمد العدنانى السورى واسمه الحقيقى «طه صبحى فلاحة»، وهو الرجل الثانى فى تنظيم داعش، والمتحدث باسم التنظيم، والذى كان مرشحا لخلافة البغدادي، هذا الرجل تأثر بفكر سيد قطب، وكان كتاب «الظلال» لقطب من أحب الكتب إلى قلبه، وعكف على قراءته عشرين سنة، حتى كان ينوى أن يكتبه بخطه من شدة شغفه به، وحين مر على آية {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}، توقف عندها وسأل ثم اتخذ الإجراء الفعلي (حكومتنا كافرة)، وقد ذكر هذا «تركى البنعلي» فى كتابه: «اللفظ اللسانى فى ترجمة العدناني»، وأما «تركى البنعلي» فمن البحرين، وهو مفتى تنظيم داعش، والمشرعن لجرائم القتل، وأفكاره تتقارب وتتشابه وتتطابق بين ينادى به وما ينادى به الدكتور «القرضاوي».
٣- ألحت قيادات ومشايخ الإخوان فى إيصال فكرة مفادها بأن الجيش المصرى خائن لا وطني، وانقلابى لا شرعي، وقتل الساجدين، وهتك الأعراض، وعزل الرئيس الإسلامي، وعذب دعاة الشرع وسجنهم، وحمى الخونة واللصوص، وقضى على الإسلام.. تلك كلها معتقدات مستقرة فى عقل كل إخوانى ومتعاطف معهم، بعضهم يُظهر هذا علنًا، وبعضهم يقولها سرًا.. والمقصود أن هذه المعتقدات هى الشرارة والمنبع الذى ينطلق منها القاتل لسفك الدماء.
٤- أبو مصعب السورى المولود ١٩٥٨م، وحصل على كلية الهندسة من جامعة حلب، وعلى ليسانس التاريخ من جامعة بيروت العربية، تأثر بشيخه وأستاذه «مرون حديد» قائد تنظيم الطليعة المقاتلة بسوريا، وهو التنظيم المسلح التابع لجماعة الإخوان، والذى انطلق منه «أبو مصعب السوري» للعمل الجهادى الإرهابي، وإن كان انتقد لاحقًا توقف الإخوان عن الجهاد، و«مرون حديد» شيخ «أبو مصعب» هو قيادى إخوانى ولُد بحماة عام ١٩٣٤م، وقال عن نفسه: «اطلعتُ على رسائل حسن البنا فتحولتُ من العماية إلى الهدى، ومن الضلال إلى الرشاد»، ثم انخرط فى صفوف الإخوان مع «سعيد حوى»، والتقى «بسيد قطب» وإخوان مصر، ونشِطَ فى نشر دعوة الإخوان.
وانضم أبو مصعب للجهاز العسكرى المسلح للإخوان، قام «سعيد حوى» القيادى الإخوانى باختياره مسئولا عن الإخوان فى منطقة شمال غرب سوريا.