الجمعة 03 مايو 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

آراء حرة

وفرقعت البالونة..

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
ستظل صورة عبدالمنعم الشحات، القيادى بالدعوة السلفية، عقب إعلان نتيجة الانتخابات البرلمانية في زمن الإخوان ماثلة أمامنا. كان قد ملأ الدنيا ضجيجا حول قوته وجماهيريته، ولكن خيب أهالي الإسكندرية ظنه ولم يمنحوه أصواتهم في تلك الانتخابات، وإحقاقا للحق وتأكيدا للاستقامة مع الذات لا يمكن إنكار حالة الشماتة والفرح الغامر، لأنه لم ينجح.
إن صورة الشحات الراسب بوجهه المكفهر -وبالمناسبة هو مكفهر دائما- تعود إلى الأذهان مع فشلهم المدوى في المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية. في دوائر زعموا دائما أنها مغلقة عليهم، ولا يمكن إنكار حالة الشماتة الثانية والفرحة الغامرة بعد إعلان النتيجة. وكان قد سبقها أثناء المعركة الانتخابية حالة طاووسيه لقيادات الدعوة والحزب فمن على منصاتهم ومن منابر المساجد انتفخوا وهم يبحون في وجه الدنيا سوادهم وكراهيتهم، فهم لا يدركون أن الشعب المصرى مستحيل أن يحتمل هذا السواد.
سقطت الدعوة والحزب. سقطوا بعد أن أصابوا المجتمع بحالة من الامتعاض منهم ومن سلوكياتهم. فلم يسلم أحد من «تلطيشهم» ولا من إطلاق «جاعورة» الحلق في الزور كصفارة الإنذار وكأنهم الفيل في محل الخزف. لم يسلم أحد من تجاوزهم ولا ظلاميتهم. بداية من النساء اللواتى ترشحن على قوائمهم وليس نهاية بالمسيحيين الذين اضطروا اضطرارا إلى وضعهم على القوائم حتى المخالفين لهم في الرأى، ولأن «الكذب مالوش رجلين»، فلم تنطل دعواتهم على الناخبين. وقبل فضيحتهم في صناديق الانتخابات فضحتهم قواعدهم التي شحنوا عقولهم بسم الأفكار وظلمة التفكير. تعاملوا كبالون منفوخ ولكن «وفرقعت البالونة».
وكما ستظل صورة الشحات الساقط في برلمان الإخوان ماثلة وحاضرة ومفرحة، ستظل أيضا صورة برهامى ومخيون وبكار وهم «يولداه» يناشدون قواعدهم أن تنزل، ولن ينسى التاريخ على سبيل الفكاهة رسائل برهامى لقواعده وهى الرسائل التي تحمل المودة والرحمة ولين القول على غير العادة. فهى من محتاج يستجدى ويتسول أصواتهم. أرسل برهامى رسائله إلى القواعد التي تكفر بالعملية كلها، وهذا هو ما زرعه برهامى وإخوانه في عقولهم فجاء الحصاد مرا. حصاد ما زرعته أياديهم في عقول قواعد كانت هي وقود وسند اعتصامى «رابعة» و«النهضة». قواعد رباها برهامى ومخيون وبكار والشحات ومن سبقهم ومن سيلحق بهم على الكراهية والغل ضد المخالف لعقائدهم وعقيدتهم الظلامية المعادية للعلم والعقل والإنسانية.
كتب برهامى يستجدى مذكرا بأحلامهم في إقامة الدولة الإسلامية السلفية، ولم يوضح في رسالته أن ما يحلم به لمصر صورة طبق الأصل مما حققه «طالبان» و«القاعدة» و«بوكو حرام» و«داعش» في أفغانستان والصومال وسوريا وليبيا. هذا هو حلم برهامى الذي يذكر به قواعده ليأتوا للتصويت في الانتخابات وينقضوا على أحلامنا بوطن حر مدنى وعلمانى أيضا يا شيخ برهامى. ويفصح في رسالة تسول الأصوات عن رؤيته لهذا الواقع ويغازل برؤيته الأصيلة قواعده فيقول لهم «هذا الواقع الذي لا نرتضيه وفيه من المخالفات يمكن أن يتحول إلى حلم بسبب السلبية والتهاون والتفريط والتأخير، وتركنا ما يمكن إصلاحه حتى يشغله فاسدون، وخطر عظيم أن يعود هؤلاء للصورة ويتصدروا المشهد»، واقع لا يرتضيه برهامى ويريد أن يغيره وينعته بالمخالف، ويخشى أن يتحول إلى حلم. واقعنا يا شيخ برهامى سوف يطاردك ككابوس، لأنه يرفضكم، لأنكم لستم جزءا من نسيج هذا الواقع وهذا البلد.
هدد يونس مخيون من فرط وجع الهزيمة من سينتقد حزبه ودعوته بالقضاء والحقيقة من ينبغى أن يقف أمام القضاء هو من سمح بوجود حزب دينى مخالف للدستور. فالهزيمة النكراء التي لحقت بهم درس لن يعوه، وسوف يعودون مرة أخرى للكبر والغلظة والتعالى على الشعب المصرى. لن يتعلموا وسوف يعودون بلغة خطابهم الكريه لإهانة الأقباط والنساء. لن يتعلموا من رفض الشارع لهم. سوف يعودون لبخ سمومهم القاتلة في وجه الحياة. ولكن هذه الفزاعة المسماة بالسلفيين سقطت كما سبق وسقط الإخوان، فالشعب المصرى المدنى ابن حضارة عمرها سبعة آلاف عام يرفضهم.