الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

في عيد الغطاس الروم الأرثوذكس تبارك نهر النيل... الأقباط يصلون "اللقان".. فانوس "البرتقال" والقلقاس أهم مظاهره.. الشباب يتسابقون لالتقاط الصليب من البحر المتوسط

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

"تقديس مياه نهر النيل" أحد الطقوس التى تقوم بها كنيسة الإسكندرية بعائلتيها "القبطية واليونانية" خلال عيد الغطاس والذى احتفلت به الكنيسة اليونانية فى السادس من يناير فيما تحتفل به الكنيسة القبطية الأرثوذكسية فى 19 يناير.


عيد الغطاس الذى تعتبره الكنيسة القبطية الأرثوذكسية من الأعياد السيدية الكبرى التى تحتفل بها، كما يسمى عيد الظهور الإلهي لأنه طبقا للإنجيل فإن الروح القدس ظهر للمسيح خلال التعميد على هيئة حمامة، ويطلق عليه "عيد الأنوار" حيث كانت تضىء القناديل والشموع، كما عُرف بعيد أبيفانيا أي المعمودية بالتغطيس أو عيد العماد، ويقول عنه القديس يوحنا ذهبي الفم أن عيد الظهور الإلهي هو من الأعياد الأولية فى الكنيسة.

 

الاحتفال بعيد الغطاس من أهم المناسبات الليتورجية في كنيسة الإسكندرية، وبحسب شهادة المؤرخ القبطي الأب ساويرس ابن المقفع فإنَّ عيد الغطاس يُعتبر تقليدًا رسوليًا قديمًا يعود إلى مار مرقس نفسه.


ويُسمّى هذا العيد عند الأقباط بعيد الغطاس لأنَّ المسيح قَبِلَ العماد فيه بالتغطيس، ولذلك ارتبطت طقوس هذا العيد بالغطس في نهر الأردن في فلسطين، وفي مياه نهر النيل في مصر، بعد تقديسها مماثَلَةً بنهر الأردن.

 

وبحسب البابا يوحنا الثالث بطريرك الإسكندرية، فأنّ عيد الغطاس كان ضمن الأعياد التي تُعطى فيها المعمودية للمسيحيين، كما يوجد أربع خدمات طقسية كانت تتم على ضفاف نهر النيل.


الأولي هى لقّان عيد الغطاس، والثانية هى خدمة مباركة مياه النيل، وثالثهم خدمة من أجل ارتفاع مياه النيل عند تأخُّر الفيضان، ورابعًا خدمة تقديس مياه نهر النيل في عيد الصليب حسب ترتيب الدير المُحرَّق.

 

وفى القرن الخامس، ذُكِر عن القديس الأنبا شنوده رئيس المتوحدين أنه أخذ تلميذه ويصا وذهب ليصنع قداسًا على مياه نهر النيل لمباركته.


وذكر مؤرِّخو القرون الوسطى أن المسيحيين كانوا يحتفلون بعيد الغطاس احتفالًا كبيرًا بإقامة طقوس الصلوات على ضفاف نهر النيل مع حمل المشاعل والغطس في النهر بعد إتمام الصلوات، وإلقاء الصليب المقدس في النهر، ثم فيما بعد يعودون إلى الكنائس لإتمام بقية طقوس الاحتفال بعيد الغطاس.


واستمر هذا الطقس حتى زمن الحاكم بأمر الله الذي منع مسيحيي مصر من الاحتفال بعيد الغطاس على شاطئ النيل، ولذا صار طقس تقديس المياه في عيد الغطاس يُجرى داخل مبنى الكنيسة، فظهر عندئذ "المغطس" كبديل لنهر النيل في هذا الطقس، كما كان نهر النيل بديلًا لنهر الأردن.

ثم في أواخر القرن العشرين انتقل طقس المغطس إلى "اللقان" الذي يتمّ عمله ليلة عيد الغطاس في جميع الكنائس القبطية الأرثوذكسية.


كنيسة الروم الأرثوذكس مازالت محتفظة بتقليد مباركة الأنهار والبحار، ففى يوم الأحد 6 يناير، بمناسبة عيد الظهور الإلهي (الغطاس) يترأس صاحب غبطة البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا، القداس الإلهي في كنيسة البشارة في المقر البطريركي بالمنشية الصغرى في الإسكندرية.


فبعد صلاة القداس توجه البابا ثيودروس الثاني، بابا وبطريرك الإسكندرية وسائر أفريقيا للروم الأرثوذكس، إلى النادي البحري اليوناني ليغطس الصليب المقدس في البحر، وبعد تغطيس الصليب يلقيه في البحر حيث يسارع الشباب بالغوص لإحضار الصليب.

وخلال القداس الذى ترأسه المتروبوليت نيقوديموس مطران ممفيس والوكيل البطريركي بالقاهرة في كنيسة العذراء مريم في مصر الجديديدة، بعد القداس الإلهي تليت صلاة الماء الكبرى في الكنيسة.


ثم توجه الجميع إلى النادي البحري اليوناني الواقع على نهر النيل وهناك صلى صلاة تغطيس الصليب المقدس في المياة ثم ألقى الصليب المربوط بحبل في النهر النيل ليباركه.

 

وفي جنوب أفريقيا قام المتروبوليت سيرجيوس مطران كاب تاون (رأس الرجاء الصالح) بإلقاء الصليب المقدس في المحيط الأطلسي لتبريك مياهه بحسب تقليد الكنيسة الأرثوذكسية.

 

فيما يحتفل الاقباط بتناول أكلات معينة مثل " القلقاس والقصب والبرتقال" كما يصنعون فوانيس من " قشرة" البرتقال وبداخلها توضع الشموع.


وقامت الكنيسة القبطية الأرثوذكسية بعمل صلاة اللقان قبيل صلوات القداس بدلًا من الغطاس العام فى النيل، كما يقرأ إنجيل القداس عن المعمودية، ويترأس البابا تواضروس الثانى بابا الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية الصلاة فى الكنيسة المرقسية بالإسكندرية.

 

وصلوات اللقان تقيمها الكنيسة القبطية الأرثوذكسية ثلاث مرات على مدار العام، وهى خميس العهد وعيد الرسل وعيد الغطاس، كما يحرص كثير من الاقباط على منح أطفالهم سر المعمودية- أحد أسرار الكنيسة السبع- خلال الاحتفال بعيد الغطاس.