الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

تعرف على القديس توماس مور شفيع مسئولي الحكومة ورجال السياسة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
تكرّم الكنيسة الكاثوليكية، من بين قدّيسيها، العديدَ من الرجال والنساء "العلمانيين" الذين خدموا الله بالتزامهم السخيّ في الحياة العامة والنشاطات السياسيّة والحكوميّة. 
ومنهم القديس توماس مور- والذى أُعلن شفيعًا للمسئولين الحكوميّين ورجال السياسة هو أحد العلمانيين الذين رفعتهم الكنيسة الكاثوليكية إلى مصاف القديسين نظرا لإيمانه، الذي عرف أن يشهد حتى الموت لكرامة الضمير الإنسانى ورفضه مخالفة التعاليم المسيحية الكاثوليكية واستشهد بسبب ضميره.
ولد توماس مور في مدينة لندن في 7 فبراير 1478، وتلقى تعليمه في مدرسة القديس أنطوان وأصبح محاميًا ناجحًا، وفي عام 1501 عين كنائب عمدة لمدينة لندن من 1510 إلى 1518.
وذهب الشاب إلى أكسفورد وهو في الخامسة عشرة من عمره، وسرعان ما فتن بالأدب الكلاسيكي إلى درجة حملت والد الشاب على انتزاعه من الجامعة، لإنقاذه من أن يصبح أديبًا وبعث به لدراسة القانون في لندن.
في عام 1517 أصبح سكرتير ومستشار الملك هنري الثامن، في عام 1523 انتخب كناطق باسم مجلس العموم. في عام 1529 أصبح وزيرًا للعدل، ولكنه استقال من منصبه في عام 1532 حينما لم يقبل طلاق الملك هنري الثامن من كاثرين، كما رفض قبول قانون السيادة أى ارتفاع مكانة الملك فوق مكانة الكنيسة.
سنة 1504 اختير وهو في السادسة والعشرين من عمره نائبًا بوصفه مواطنًا حرًا في المجلس النيابي، وهناك ناقش بنجاح ضد إجراء اقترحه هنري السابع مما دفع الملك إلى أن يسجن مور فترة قصيرة. 
ويفرض عليه غرامة باهظة، وبعد تركه المجلس النيابي عاد مور إلى الحياة الخاصة ونجح في مزاولة المحاماه. وعاد مرة أخرى للمجلس النيابي، وفي عام 1515 صار خطيبا لمجلس العموم.
في عام 1521 نصبه الملك هنري الثامن فارسًا وعينه وكيلًا للخزانة، وعهد إليه بمهام دبلوماسية دقيقة، وعارض مور السياسة الخارجية وكان زعيمًا للمعارضة في البرلمان، وظل يعمل رئيسًا لوزراء إنجلترا واحدًا وثلاثين شهرًا، وفي عام 1534 اتهم بالخيانة العظمى فسجن في برج لندن، حيث كتب "حوار الراحة ضد المحنة".
أثر فى تكوينه حبه للقراءة اتجه إلى قراءة تاريخ الكنيسة وسير القديسين، تحول توماس مور من المحاماة إلى خدمة الله والكنيسة، فالتحق بأحد اديرة الاباء الفرنسيسكان وأمضى فيه أربع سنوات، ولكن تفضيله الزواج على الحياة العزوبية قرر توماس مور وقف حياته لخدمة الله كعلمانيً وليس كراهبً.
فخرج من الدير وتزوج من جان كولت التي أنجبت له ثلاث بنات وصبيًا واحدًا، وبعد وفاتها تزوج من أليس ميدلتون أرملة أحد التجار الانجليز، ولم تنجب له أولادًا.
قرر توماس مور أن يعطي وقته كاملًا للوظيفة العامة في خدمة الملك، فعمل مساعدا ً لرئيس الأساقفة مورتون، وكان لهذا الفضل في تثبيت عقيدته المحافظة وتكامله وتقواه المرح.
قام مور بتأليف عدة كتب وبدأ بكتاب "تاريخ رتشارد الثالث"، ترجمت بعض كتبه إلى الألمانيّة والإيطالية والفرنسية قبل أن تظهر النسخة الإنجليزية (1551).
وبسبب رفضه إقرار انفصال الكنيسة الإنجليزية عن البابوية، والاعتراف بالملك هنري الثامن رئيسًا روحيًا للكنيسة الإنجليزية، كما رفض الإقرار بطلاق الملك من زوجته السابقة وزواجه من آن بولين فكان ذلك هو السبب المباشر لانفصال الملك هنرى الثامن عن الكنيسة الكاثوليكية وتأسيسه الكنيسة الإنجليزية المستقلة.
فى 6 يوليو 1535 حُكم على توماس مور بالإعدام تم إعدامه بقطع رأسه، وفى مايو 1935 وفي الذكرى الأربعمائة لإعدام توماس مور أعلنته الفاتيكان قديسيا وأعلن قداسته البابا بيوس الحادي عشر.