الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

رئيس مجمع مشيخي بأمريكا في حواره مع "البوابة نيوز": نرحب باختيار المرأة قسًا ونرفض زواج المثليين.. وشيخ الأزهر يعبر عن الإسلام الوسطى وسيسحب البساط من تحت أقدام المتشددين

رئيس مجمع مشيخى بأمريكا
رئيس مجمع مشيخى بأمريكا
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
كانت وما زالت الكنيسة المصرية بكامل طوائفها تلعب دورا مهما فى بناء الإنسان، من جميع الجوانب الروحية والنفسية والاجتماعية والصحية، لذا اهتمت ببناء المدرسة والمستشفى وعملت على تعليم المرأة والطفل والاهتمام بالفقير والمحتاج دون النظر إلى لونه أو جنسه أو ديانته أو معتقده.
ومنذ 2014، ومن خلال شراكة بين الكنيسة الإنجيلية المشيخية بالطالبية مع الكنيسة فى فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية، بتعاون مع الكنيسة العربية بالولايات المتحدة قدمت خدمات طبية من خلال عيادات وقوافل طبية مستمرة.

التقت «البوابة نيوز» بالقس كيث هيل، رئيس مجمع مشيخى بالولايات المتحدة الأمريكية وراعى الكنيسة الإنجيلية المشيخية بفرجينيا، والذى درس اللاهوت بعدد من الجامعات المتعددة، ليتحدث عن التجربة ووضع مسيحى الشرق الأوسط والأزهر الشريف، ومد الجسور بين مصر وأمريكا.
■ ماذا عن علاقة كنيستكم الإنجيلية المشيخية بالولايات المتحدة الأمريكية والكنيسة الإنجيلية المشيخية بالطالبية؟ 
- لدى صديق قس مصرى واسمه فخرى يعقوب يعيش فى فرجينيا ويخدم بالكنيسة العربية، هو صاحب فكرة الشراكة بين الكنيستين، وبعد زيارة مصر فى ٢٠١٤ ولقائنا بالقس عبدالمسيح يعقوب، راعى الكنيسة الإنجيلية بالطالبية واقتراحه العمل على تسديد احتياجات المجتمع والكنيسة من خلال عمل مجتمعى وإنشاء عيادات طبية لغير القادرين والقوافل الطبية، وبعد زيارة عدد من المناطق داخل مصر أيضا، وعودتنا إلى الكنيسة وجلسات من التباحث والتشاور حول كيف يمكن أن نفيد المجتمع المصري، وكيف نمد الجسور ونفتح باب قنوات شرعية بين مصر والولايات المتحدة الأمريكية، فوجدنا بعد الصلاة ارتياحنا لفكرة القس عبدالمسيح يعقوب تجاه عمل قوافل طبية مستمرة سنويا فى جميع التخصصات، وبالفعل بدأت الفكرة فى التنفيذ فى ٢٠١٤، وطالبنا الكنيسة المصرية بتوفير مكان للكشف على المرضي، ونأتى نحن بالأطباء المتخصصين وبعض أجهزتهم الخاصة والأدوية. ونقيم القافلة فى ميعاد ثابت فى مصر وهو فى فصل الربيع، منذ ٤ سنوات متتالية.
■ كيف استقبلت الكنيسة المصرية وشعبها فكرة المبادرة؟
- استقبلت الكنيسة المصرية فكرة المبادرة فى الشراكة بفرح وسعادة، ورأينا كم الحب والشغف فى التعبير عن مشاعرهم لنا، ووجدنا أعضاء وأبناء الكنيسة يتسابقون فى استقبالنا فى بيوتهم والترحيب بنا والإقامة لديهم فى بيوتهم، وبالفعل الأمريكان فرحوا كثيرا بحب المصريين لهم، وشاهدوا ذلك من خلال تعاملات المصريين بهم رغم كبر عددهم الذى تراوح ما بين ٨ أطباء و١٥ طبيبا، غير المترجمين التى يأتون معهم من الكنيسة العربية فى فرجينيا، وهم من الجيل الثانى والثالث من أبناء الكنيسة الإنجيلية فى مصر والمقيمين فى الخارج.
■ هل خدمة الكشف الطبى أو القوافل الطبية اقتصرت على مجموعة بعينها؟
- لا.. خدمة القوافل الطبية والعيادات لم ولن تقتصر على فئة أو مجموعة معينة دون الأخرى، فالخدمة تشمل جميع القائمين على منطقة الهرم مسلمين ومسيحيين، ونحن نرى قس الكنيسة وإمام المسجد، والمسلم والمسيحى والكل يتهافت لخدمة بعضهم البعض، ومن خلال هذه القوافل نرى أصل ومعدن الشعب المصرى الأصيل، رغم ظروفه الاجتماعية، ولكنه دائما يشكر الله على ما هو عليه من صحة.
■ ماذا عن السوشيال ميديا وتحديات العصر والتحديات التى تواجه الكنيسة حاليًا؟ 
- حاليا فى عصرنا هذا نجد الطفل الصغير منذ ولادته يتفاعل مع التقدم التكنولوجى ووسائل التواصل الاجتماعى والسوشيال ميديا بأكمله، وهذا يجعلنى دائما فى موقف صعب، لأنى لا أجيد التواصل الكامل مع السوشيال ميديا، ولكننى أحاول التواصل مع الكنيسة والشعب والمقربين من خلال الفيس بوك وتويتر. 
كما شجعنى على هذا الإصرار، رغبة المصريين فى التبادل الثقافى والحضارى بين المجتمع المصرى والمجتمع الأمريكي، وعمق العلاقات التى نشأت بين الشباب المصرى وبيننا ونتبادل أخبارنا والصور من خلال شبكات التواصل الاجتماعى سواء الفيس بوك أو تويتر أو اليوتيوب، وغيره من المواقع الحديثة.
■ شاهد العالم خلال الفترة الماضية تغييرات جذرية فى معتقدات وأفكار الولايات المتحدة الأمريكية.. ما تعليقكم؟ 
- بالفعل أمريكا لم تكن دولة مسيحية حقيقية فى الأيام الأخيرة، وجزء كبير من ما يحدث أو ينادى به من معتقدات أو أفكار غريبة فهى بعيدة تماما عن الإيمان أو الأفكار المسيحية. فمنذ زمن وخاصة من ٢٥ عاما مضت، كانت الولايات المتحدة الأمريكية تعيش حياة مختلفة، والثقافة التى كانت تسود وقتها هى ثقافة مساعدة الإنسان والتعامل معه، من منطلق إيمان مسيحى حقيقي، رغم أنها لم تكن دولة مسيحية، لكن كانت تتبع التعاليم المسيحية، ونحن نصلى ككنيسة مشيخية من أجل أن الله يتعامل مع الإرادة السياسية ونرى عودة من جديد للإيمان المسيحي، والكلمة المقدسة والمعتقدات الإنجيلية الحقيقية.
■ ما الأمر الذى أبهر الكنيسة الأمريكية من مسيحى مصر؟
- المصريون المسيحيون والكنيسة لديهم الخبرة فى كيفية التعايش المشترك، رغم أنهم أقلية فى التنوع ومع أكثرية غير المسيحيين، كما تعلمنا من المصريين الخدمة المجتمعية رغم أنهم مختلفون، وكيفية الدمج والتعايش السلمى بينهم وبين بعض.
■ ماذا عن موقف الكنيسة الأمريكية من الرئيس دونالد ترامب؟
- المجتمع المسيحى بأمريكا ليس لديه رأى واحد تجاه ما يفعله ترامب، فيوجد مجموعة من الأمريكيين يتفقون مع ما يفعله بشأن إسرائيل وفلسطين ومع قراراته تجاه دول بعينها، ونقل السفارة الأمريكية إلى القدس، وتعطيل عملية السلام.
وعلى الطرف الآخر، توجد مجموعة أخرى ترفض قراراته وتعتبرها قرارات غير محسوبة، ورأيى الشخصى إن نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، قرار سيئ ومعطل لعملية السلام ولا يصح. وأعتقد أن معظم قرارات ترامب تتخذ بطريقة سريعة، وغير محسوبة ولها أبعاد كثيرة.
■ كيف ترى وضع المسيحيين فى الشرق الأوسط؟
- أنا قلق من الهجمات التى تحدث على المسيحيين وغير المسيحيين، وبحلم بوجود تيار إسلامى معتدل يعرف يتعامل مع المسيحيين واليهود والأديان والثقافات الأخري.
■ ما موقف كنيستكم من رسامة المرأة قسًا والسماح برسامة قساوسة مثليين؟
- ترحب كنيستنا الإنجيلية المشيخية فى فرجينيا بالولايات المتحدة الأمريكية برسامة المرأة قسًا، لكن ترفض رفض تام رسامة المثليين أو زواجهم، ولا نربط بين الأمرين كما يفعل البعض، لأن الكتاب المقدس والإيمان المسيحى ليس لديه ما يمنع المرأة من تقلد منصب قس.
■ بعد زيارتك لمصر.. هل شعرت بالخوف أم بالأمن؟
- منذ سنوات عديدة، وأنا أزور منطقة الشرق الأوسط كمواطن أمريكي، وطبيعى أشعر فى بعض الأوقات بأننى مستهدف، ولكن الفترة الماضية، ومن خلال أصدقائى المصريين طمأنونى من زيارة مصر، وقالوا إنها بلد جميلة وتستمتع بالأمن والأمان والاستقرار، وكنت أناقشهم فيما نراه بنشرة الأخبار العالمية تجاه الأحداث التى كانت تحدث فى مصر وللكنائس، ولكنهم كانوا يصححون الأفكار المغلوطة التى كانت بداخلنا، وقال لنا قادة الكنيسة المصرية إن هذه الأمور غير دقيقة والإعلام يقوم بتهويل ما يحدث، وما يحدث فى مصر هو أحداث عادية نشاهدها فى نيويورك وبعض المقاطعات الأمريكية وبالفعل شعرت بارتياح، وبدأت بالفعل مع راعى الكنيسة الإنجيلية العربية فى فرجينيا وراعى الكنيسة الإنجيلية فى مصر ترتيب عدد من الزيارات، وبالفعل شاهدت الأمن والأمان فى مصر وأدعو أعضاء كنيستى لزيارة مصر وكنيستها وآثارها والأزهر الشريف.
■ ماذا عن الحوار الدينى فى العالم ومدى تأثيره؟
- توجد أنواع كثيرة من حوار الأديان فى جوهرها واحد، وهى الوصول إلى الله، بأشكال مختلفة. ويبدأ الحوار عندما نتنازل عن خلافتنا ونتفق على ما هو مشترك للتعايش مع بعضنا البعض، وأتفق وأشجع كل المبادرات والحوارات التى تعمل على مد جسور الصداقة والتفاهم.
■ هل تعد الكنيسة الإنجيلية فى مصر بالتعاون من الكنيسة العربية فى فرجينيا برنامجا لزياراتكم لمصر؟
- بالفعل الكنيسة الإنجيلية فى مصر بتقوم بترتيب برنامج سياحى متميز من زيارة الأهرامات والصوت والضوء وبرج الجزيرة ولا ننسى النيل فى مصر، وزيارة أيضا عدد من الأماكن الأثرية السياحية فى منطقة مصر القديمة، ووسط البلد والحسين والأزهر وخان الخليلي، والمناطق السياحية فى مصر.
ثم نعود إلى الولايات المتحدة ونعرض أمام المجمع الأعلى للكنيسة الإنجيلية فيلما متضمنا الزيارة السياحية والبروتوكول الخاص بالقوافل الطبية بينا وبين الكنيسة الإنجيلية فى مصر بشراكة الكنيسة العربية فى فرجينيا. 
■ فى إحدى زياراتك إلى القاهرة قمت بزيارة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ جامع الأزهر.. فما انطباعك للزيارة؟
- زيارتى لفضيلة الإمام الأكبر كانت أكثر من رائعة، وهو يعبر عن الإسلام الوسطى المعتدل، ومن وجهة نظرى أنه رجل يعرف أن يتحكم ويدير الشرق الأوسط، وسيسحب البساط من تحت أقدام المتشددين الإسلاميين، وسيوجه العالم أجمع إلى الإسلام المعتدل، وهو يتعامل بحكمة مع المجتمع الدولي، ومدرك كيفية تحركه تجاه القضايا الشائكة الأخرى الموجودة داخل المجتمعات.
■ ماذا عن مطالبات عدد من اللاهوتيين بإيجاد ترجمات جديدة للكتاب المقدس؟
- نؤمن أن كلمة الله موجودة بلغة يفهمها الناس، كتبت بالعبرية عندما كانت الناس تتحدث العبرية، وفى العهد الجديد باليونانية الكلاسيكية، وهذه اللغة التى كان يفهما الناس فى وقتها، وهذا يدل على أن الله يريد أن يحدثنا من خلال لغة مفهومة لنا.
فعلى مر العصور، كانت الكنيسة تحاول ترجمة الكتاب المقدس بحسب مفهومها، وتبحث عن مصطلحات جديدة تستطيع فهمها، ووجدنا ترجمة «جيمس»، ولكن لأنها كانت تحتاج إلى تدقيق، فاتجهت إلى ترجمات جديدة، وأيضا حاليا يتمنى بعض اللاهوتيين تنقيح وتوضيح أمور بعينها للغة حديثة غير الترجمة الموجودة حاليًا.