الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

لما الحيطان تتكلم ... حمزة أبو عياش: الرسم على الجدار العازل يحوله من مرفوض إلى واقع في الانتفاضة الأولى كان الاحتلال يسجن كل من يحمل "علبة ألوان".. وأرفض تقاضي الأموال مقابل أعمالي

حمزه أبو عياش
حمزه أبو عياش
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
سجل فنان الجرافيتى المعروف حمزة أبو عياش اعتراضه على الرسم على الجدار العازل، حيث يرى أن فيه شيئا يحول المرفوض مقبولا على مر الزمن.
وقال «أبو عياش»: «لا شك أن الجدار سطح مغرٍ جدا لفنانى الجرافيتي، لو كان فى وضع غير وضعه، لكن وجود الجدار والرسالة التى يحملها بالفصل العنصري، تجعل أى إنسان لو فكر بالموضوع بتعمق قليل، أن أى فعل رسم على هذا السطح هو مجرد تجميل، وفى أحد المستويات يصبح التعامل مع وجوده طبيعيا ومقبولا للعين، ما يجعله مقبولا ذهنيا».
وحمزة أبو عياش، فنان فلسطيني، خريج فنون جميلة من جامعة النجاح سنة ٢٠٠٤، ويزاول الفنون البصرية منذ خمسة عشر عامًا، أقام معرضه الأول بعنوان «تعاويذ برائحة الدم» فى الأردن عام ٢٠٠٦، وتبعه معرض آخر فى رام الله قبل ما يقارب الشهرين بعنوان «تفاصيل أقل» وفى عام ٢٠١٥، عين سفيرا لفن «الجرافيتي» عن فلسطين فى العالم، وفى عام ٢٠١٦، طوّر بالتعاون مع مايكل آنج (فنان نيوميديا) تقنية digital calligraffiti، واخترعا جهازًا يدعى infl٣ctor يختص بنقل الجرافيتى على واجهات المبانى بالضوء، وفى مرحلة أخرى نقله لحظيا بين مكانين فى العالم بالضوء.
ويبرر «أبو عياش» وجهة نظره قائلا: «لو أخذنا رسمة ياسر عرفات الموجودة على الجدار من جهة حاجز قلنديا، والتى نفذها الفنان «سڤِن ٧» بإتقان عال، فهى محببة للغالبية، ما يجعل السطح المرسوم عليها مقبولا ضمنيا، لذا فإن أى فعل جرافيتى على هذا السطح هو بمثابة تثبيت لوجود السطح، هذا من ناحية، من ناحية أخرى فإن هذا الجدار ليس لنا، بل هو ورم سرطاني، وأى فعل عليه تجميلى كمن يرسم وردة على ورم سرطانى ينهش جسده، من ناحية ثالثة فإن تداعيات وجود أى رسالة على الجدار لن تلقى المتلقين المطلوبين لها، حتى وإن كانت شعارات تهاجم وجود الاحتلال، لأنها فى الجهة التى تحاصر الضفة الغربية.
ويتابع: «أما من الناحية الأخرى من الجدار، فهى نظيفة تماما، بحيث إن وجود الجدار لا يعززه رسائل بصرية تثبت وجوده، هذا إن أغفلنا أن فى الوعى الجمعى اليهودى الذى يسوّق له الكيان الصهيوني، فكرة الجدار موجودة لكن بشكل مغاير عما هو موجود هنا حاليا».
وكانت لوحة «بلد» من أشهر اللوحات التى رسمها عياش فى عام ٢٠٠٣، حيث استطاع أن يلخص فيها حال الواقع الفلسطينى آنذاك، برسمه بلد خالية من البشر، شبابيكها تفتح من العتمة على الارتباك، ويحكى عنها «أبوعياش»، قائلا: «رسمتها فى فترة اجتياح الاحتلال الإسرائيلى لمدن الضفة الغربية، كنت حينها فى نابلس وتعرضنا هناك لأبشع اجتياح».
لم ينس حمزة دوره الوطنى خلال عام ٢٠١٢، حيث وصل إضراب الأسرى عن الطعام إلى ذروته، والذى بدأ شرارته الشيخ خضر عدنان، حيث كان يحمل مستلزمات الرسم فى حقيبته يوميا ويتنقل بين المدن الفلسطينية، لينجز نحو خمسة عشر «جرافيتي» انحازت لفلسطين فقط. ويوضح أبو عياش خلال حديثه، أنه يرفض أن يتقاضى أى أموال مقابل رسوماته، ويضيف: «كل ما تحتاجه لرسم جرافيتي، فكرة وعلبة رش وجدار أبيض».
ويقول «أبو عياش»: «إن الاحتلال كان يحكم على الشاب الذى يحمل علبة ألوان خلال الانتفاضة الأولى بالسجن لمدة ٦ شهور، وهذا إن دل على شيء فهو يدل على استفزازهم من هذا العمل رغم بساطته.