حول الفرق بين ركن العقاب وركن السلام، وذلك خلال مراحل تربية الأطفال، وتنشئتهم.قالت الدكتورة أمل وليم، خادمة معهد المشورة: نسمع كثيرًا عن وسيلة تأديبية، وهى عزل الطفل المعروف باسم Time Out كوسيلة لعقابه، متسائلة هل تلاحظ أن هناك وجهًا للشبه بين عزل الطفل كعقاب، وبين الحبس الانفرادى كوسيلة تعذيب؟ وهل تساءلت يومًا عن أسباب تصنيف الحبس الانفرادى كأسوأ تعذيب نفسى لمسجون؟ هل تعرف أن المسجون فى الحبس الانفرادى من حقه بعض الكتب والجرائد؟ هل تسمح لطفلك ببعض اللعب فى عزلته؟.
وأشارت الطبيبة، إلى أن المسجون فى الحبس الانفرادى يعانى من القلق والخوف والترقب والتوتر والاكتئاب واليأس واللامبالاة والانكسار والكسل والخمول والغضب والتحفز والعدوانية ونوبات الهياج وضعف التركيز وتشتت الانتباه وضعف الذاكرة وتشوش الأفكار، وإذا طالت فترة حبسه قد يصاب بالفصام والاكتئاب المزمن وأمراض نفسية أخرى.
وأكدت «وليم» أن هذا نفس ما يحدث للطفل فى عزلته، وتزداد الآثار الجانبية كلما تكرر عزله، وكلما طالت مدة عزلته، وتساءلت: هل لاحظت أن طفلك أصبح عنيدًا بشكل كبير؟ هل أصبح يتعمد الخطأ ويتعمد مضايقتك ولا يبالى بك وبعقابك؟ وهل لاحظت أن طفلك لم يعد طفلًا؟ وهل سمعت عن ركن السلام فى منهج «المونتيسوري»؟
وتابعت: ركن السلام هو ركن هادئ فى المنزل أو الحضانة بعيد عن الأطفال والمؤثرات الصوتية والبصرية، قد يكون ركنًا فعليًا فى حجرة ما، عندما يثور الطفل يذهب ليجلس فى هذا الركن ليفكر ويهدأ، ثم يعود للاندماج فى الحياة اليومية والأنشطة المعتادة.
بدون تدقيق قد يبدو ركن السلام مجرد اسم مختلف للـ naughty corner المعروف فى أسلوب العزل، وإليك الفروق:
أولًا: ركن السلام يبعث على السلام لأن الطفل هو من يكونه.
- يختار الطفل مكانه فى المنزل ويعرفه باسم «ركن السلام» ويختار مكوناته بنفسه.
ثانيًا: مكونات ركن السلام محببة لقلب الطفل وتساعده على الاسترخاء والهدوء وهو من يختارها بنفسه؛ قد تكون قصة مصورة يحبها أو موسيقى مفضلة أو مجموعة لوحات أو مكعبات خشبية أو فانوس. ويصمم الطفل ديكور هذا الركن ليكون الركن المفضل له فى المنزل.
ثالثًا: يحتاج الطفل القدوة ليعرف فيم يستخدم هذا الركن يجب أن يراك تستخدمه، عندما تكون مرهقًا أو ثائرًا أو متوترًا أو قلقًا، وقل لطفلك إنك تحتاج للذهاب إلى ركن السلام لتفكر وتهدأ. وإذا أراد طفلك الذهاب معك، لا مانع! علمه أن يذهب معك وأن يجلس فى حضنك فى صمت وسكينة.
رابعًا: لا توجد فترة محددة يجب على الطفل أن يمضيها فى ركن السلام.
فهو يختار أن يجلس به وقتما يحتاج للسلام، وأن يخرج منه عندما يشعر أنه استعاد هدوءه.
