الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

الناقد السينمائي طارق الشناوي: "الفن يتجاوز العقيدة"

الناقد السينمائى
الناقد السينمائى طارق الشناوى
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الرقابة سمحت بعرض «آلام المسيح» بتعليمات سياسية. وغضب الأزهر سبب وقف «نوح»
سبب عدم عرض فيلم «القديس أوغسطينوس» هو محدودية جمهوره فى مصر وليس الرقابة
السماح بعرض فيلم «بولس» سببه عدم ورود ذكره فى النصوص الإسلامية كالمسيح وأمه
انتقد الناقد السينمائى طارق الشناوى منع الأفلام التى تتناول شخصيات مقدسة من مختلف الأديان، مشيرا إلى أنه فى الماضى كان المجتمع يتمتع بجسور للتعايش بين جميع الطوائف، بينما الآن لا توجد سعة أفق للسماح بهذه النوعية من الأفلام، فأصبحت النتيجة أن الرقابة استسلمت لوصاية المؤسسات الدينية، التى تتعامل بطريقة معقدة مع مسألة تجسيد الشخصيات المقدسة، فأصبحت الرقابة تستسهل منع عرض وإنتاج هذه الأفلام.
واعتبر «الشناوى» فى حوار مع «البوابة» أن الفيلم الذى أنتجته الكنيسة القبطية الأرثوذكسية «فقير فنيا»، مطالبا بتغيير قانون الرقابة، وبأن تتأنى الكنيسة فى إنتاج أفلامها، وأن تسمح بحرية الإبداع الفنى.
* كيف ترى موقف المجتمع من تجسيد الشخصيادت الدينية فى الأفلام؟
- فى فترات ماضية، كان المجتمع يتقبل الإبداع الفنى أيا كان موضوعه، بما فى ذلك الأفلام التى تتحدث عن الديانات، لأن البيئة التى كانت سائدة وقتها كانت منفتحة للغاية، وكان لديها القدرة على مد جسور للتعايش ليس لها مثيل، لكن الآن لا يوجد إنتاج أو عرض لأى أفلام دينية تجسد الأنبياء أو الرسل، لأن قانون الرقابة به مادة تمنع تجسيد الأنبياء، وبالتالى لا يمكن الآن إنتاج أى عمل يجسد شخصية نبى أو رسول، ولا يزال هذا القانون معمولا به، ويتم استدعاؤه والتلويح به وقت الحاجة.
وأذكر أن فيلم «آلام المسيح» مثلا حينما كان يعرض فى السينما، كانت نسبة المحجبات التى شاهدته أكثر من المسيحيات، علما بأن الفيلم يتعارض مع عقيدة المسلمين، لأن الفن يتجاوز العقيدة.
* بمناسبة «آلام المسيح». لماذ سمحت الرقابة بعرضه؟
- فى عام 2004 كان رئيس الرقابة الإدارية على المصنفات الفنية، مدكور ثابت، خارج مصر، وجاءت تعليمات سياسية من وزير الثقافة بعرض الفيلم، بعد موافقة الراحل الدكتور سيد طنطاوى، شيخ الأزهر الأسبق، وبالتالى تم عرض الفيلم لكى يقدم رسالة للعالم.
* إذن لماذا توقف عرض فيلم «نوح»؟
- لأن الرقابة وجدت المؤسسة الدينية رافضة لعرض الفيلم، وجاء ذلك بناء على الفتاوى الرسمية والصادرة لمجمع البحوث الإسلامية ودار الإفتاء المصرية والمجامع الفقهية بالدول الإسلامية، والتى نصت على تحريم تجسيد الأنبياء والصحابة وزوجات النبى فى الأعمال الفنية، حيث نص قرار مجمع البحوث الإسلامية رقم 100 بتاريخ 16 من ربيع الأول 1420، والموافق 30 يونيو 1999، على أن «عصمة الله لأنبيائه ورسله من أن يتمثل بهم شيطان، تمنع أن يمثل شخصياتهم إنسان، ويمتد ذلك إلى أصولهم وفروعهم».
وقد حرمت دار الإفتاء المصرية تجسيد الأنبياء والصحابة فى الأعمال الفنية، فى أى فترة زمنية من حياتهم، مراعاة لعصمتهم ومكانتهم، فهم أفضل البشر على الإطلاق، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يمثل أو يتمثل به إنسان، بل إن الشرع نزه صورهم عن أن يتمثل بها حتى الشيطان فى المنام.
وأضافت دار الإفتاء أنه مما يؤكد حرمة هذا العمل أنه ينطوى على مجموعة من المفاسد، مثل كونه ليس مطابقا لواقع حياة الأنبياء وأن التمثيل يعتمد على الحبكة الدرامية ما يدخل فى سيرتهم ما ليس منها، فيحرم الإقدام على هذا العمل تطبيقا للقاعدة الشرعية التى تقرر أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح.
ولأن هذا الأمر فضفاض، قررت الرقابة ألا تصطدم أو تتصارع مع الأزهر، علما بأن وزير الثقافة الأسبق رفض تدخل الأزهر الشريف أو الكنيسة فى عمل سينمائى، وقال فى بداية الأمر «إنه لا يحق للأزهر أن يرفض أفلاما عن أنبياء ليسوا مسلمين، وينتمون إلى ديانات أخرى مثل المسيحية واليهودية»، ولكن بعد ذلك قرر رفض عرض فيلم «نوح» فى مصر. 
ورغم تحريم تجسيد السيدة العذراء مريم فى أى أعمال سينمائية، تجرأت السينما الإيرانية على تجسيدها.
* ماذا عن فيلم «بولس» الذى يعرض فى السينمات المصرية الآن؟
- «بولس» أمره مختلف، لأن قصته ليس لها ذكر فى الإسلام، كسيدنا عيسى أو سيدنا نوح، فلم يحدث أى لغط أو أزمات مثلما ما حدث لفيلم نوح، كما أنه لا يجسد أى نبى أو رسول.
* لماذا إذن لم يعرض فيلم «القديس أوغسطينوس»؟
- أوغسطينوس من إخراج سمير سيف، وليس به شيء يدعو إلى منع عرضه فى مصر، وأعتقد أن سبب منعه ليس عائدا إلى الرقابة، وإنما لكونه متعلقا بدائرة جمهوره المحدودة.
* ما رأيك فى الأفلام التى تنتجها الكنيسة الأرثوذكسية؟
- الأفلام التى تخرج من الكنيسة هى أفلام متواضعة فنيا، وتنتج سريعا، ولا يوجد فيها إبداع، وهى بالمناسبة تحمل أفكارا سامية، وبذرتها تكون قوية غالبًا، لكنها تحتاج إلى معالجة سينمائية أقوى بكثير، ويكون الناتج أن الفيلم «يسير بجوار الحائط» فنيًا.
* بماذا توصى فى هذا الصدد؟
- أطالب بتغيير قانون الرقابة، وأن تتأنى الكنيسة فى إنتاج أفلامها، وتغير من فكرتها المقدمة، وتسمح بحرية الإبداع والفن.