السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

"أسبوع الآلام".. ذكرى صلب المسيح وقيامته من الأموات

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
الكنائس تفتتح أبوابها للصلاة.. والأقباط يمتنعون عن تناول الحلويات والمعجنات
سليمان شفيق: الستائر السوداء فى الكنائس حزنا على «الخطية»
الثلاثاء.. آخر تعاليم السيد المسيح لليهود 
المسيح واجه مؤامرة الكهنة.. ويهوذا سلمه فى نهاية اليوم
مطاردة الشياطين فى «أسبوع الآلام»

أسبوع الآلام «هو الأسبوع الذى يحتفل المسيحيون فيه بدخول المسيح القدس، وإنشاء سر التناول وصلب المسيح وموته، ثم القيامة من الأموات فى يوم أحد القيامة، حسب المعتقدات المسيحية، ويكون هذا الأسبوع بعد الصوم الكبير «55 يوما» ويحتوى فى قراءاته على سفر الرؤيا كاملًا، وتتعدد الاحتفالات المسيحية وتتنوع فى مصر والعالم احتفاءا بتلك المناسبة المقدسة، ففى مصر يمتنع الأقباط عن تناول أطعمة معينة، وفى دول أمريكا اللاتيتنية يتم مطاردة الشياطين فى طقس احتفالى يرمز لمطاردة اليهود للسيح المسيح، فيما تتسربل الكنائس بالستائر السوداء، ليس دلالة على الحداد على المسيح، لكن حزنا على «الخطية» التى سببت للمسيح كل تلك الآلام التى مر بها.
الكنائس تفتتح أبوابها للصلاة.. والأقباط يمتنعون عن تناول الحلويات والمعجنات
فى أسبوع الآلام عادة ما تفتح الكنائس أبوابها للصلاة كل يوم، خلال الأسبوع الذى يبدأ بعد ظهر أحد الفرح «السعف» حيث تتسربل الكنائس بالستائر السوداء، وتوقد الشموع فى أنحاء الكنيسة، كما يمتنع الأقباط عن تناول الحلويات والمعجنات التى تدخل بها «الخميرة» التى تشير إلى «الخطية».
وقد تأثر الأقباط المصريون فى احتفالاتهم بهذا الأسبوع بالتراث الفرعونى، ففى «أحد السعف» يبتاع الأقباط سنابل القمح لتزيين جدران منازلهم، مرورًا بالفريك، والفول والترمس يوم شم النسيم.
ويسمى يوم الثلاثاء فى الأسبوع بـ«ثلاثاء البقول»، حيث يأكل الصائمون أطعمة من الفول، والذى يحل موسم حصاده عادة فى ذلك الوقت من العام، وهى عبارة عن «بصارة وفول مدمس»
ويذكر أن جدران المعابد الفرعونية تمتلئ بصور الاحتفال بهذا الحصاد، حيث نرى الفرعون يقطع السنابل إيذانا بافتتاح موسم الحصاد، وقد وجدت صورة لرمسيس الثالث، على أحد جدران معبده بمدينة «هابو» بالأقصر، وهو يمسك بمنجل ويفتتح موسم الحصاد، إضافة إلى ذلك كان الأمراء والملاك يحتفلون ببدء الموسم، بحصاد جزء من سنابل حقولهم، ثم ترك إتمام العمل للحصادين، حيث كان يتم تقديم بشائر أو باكورة المحصول «البروكة» للإله المحلى، وأيضا تقدم له عروس القمح، التى تضفر من سنابل القمح وسيقانه، فى شكل العلامة الهيروغليفية، وهو تقليد استمر حتى يومنا هذا، حيث مازال أهالى الصعيد يقومون بتضفير سنابل القمح، رمزا للخير.
وعادة ما كانت أعياد الحصاد تستمر طوال شهر «برمودة»، حيث كانت تعد فرصة الفلاحين للترويح عن أنفسهم بعد عناء العمل الزراعى طوال الشهور السابقة، كما كانوا يحتفلون فى موسم الحصاد أيضا بالمعبودة «إيزيس» باعتبارها رمزا لخصوبة أرض مصر، فيحملون السلال وهى مليئة بسنابل القمح، اعترافا بفضلها هى وزوجها «أوزوريس» على الزراعة والمزارعين.
عيد القيامة عند الفراعنة 
تأثر الأقباط بالتراث الفرعونى يمكن ملاحظته أيضا فى الاحتفال بـ«عيد القيامة» وهو عيد كان يحتفل به المصريون القدماء، وخلاله كانوا يحتفلون بدفن «أوزوريس» إله الزراعة والبعث، والذى قدس فى «بوزيريس» وهى الواقعة الآن فى قرية «أبو صير» بمركز سمنود بالغربية، حيث كان يتم الاحتفال بعودته إلى الحياة، عندما يخضر الزرع وتورق الأشجار وتزهر الأزهار، باعتبار ذلك عيد قيامته وبعثه كذلك كانوا يقيمون شجرة خضراء رمزا للإله والحياة المتجددة ويزينونها بالحلى.
سليمان شفيق: الستائر السوداء فى الكنائس حزنا على «الخطية»
وعن أسبوع الآلام والاحتفالات التى يقيمها الأقباط احتفالا به، يقول الكاتب الصحفى سليمان شفيق: «أسبوع الآلام» الذى تعيش أحداثه الكنيسة القبطية الأرثوذكسية حاليا، يبدأ بظهر «أحد السعف» بعد الانتهاء من الاحتفال بدخول المسيح «أورشليم»، مضيفًا أنه وفق ما ورد بالأناجيل، فإن الكنائس تتسربل خلاله بالستائر السوداء، ليس دلالة على الحداد على المسيح، لكن حزنا على «الخطية» التى سببت للمسيح كل تلك الآلام التى مر بها، فضلا عن أنها تعبر أيضا عن حزن التلاميذ حينما سمعوا حديث الرب عن آلامه وموته «التلاميذ رمز للكنيسة» مضيفا أن الستائر توضع على الحوائط والأعمدة وستور الهيكل «فى الكنيسة عمومًا» إشارة إلى سيطرة الخطية قبل الفداء، لذلك أسبوع الآلام يسبب للنفس الإنسانية حزنًا، مما يدفعها للتوبة عن الخطية. 
وفيما يتعلق بالشموع التى توقد فى أرجاء الكنيسة يقول: إن الشموع توضع على المنارة بجانب المنجلية «المكان الذى يوضع عليه الإنجيل»، إشارة لنور القراءات، ولذلك توضع 3 شمعات إشارة إلى «النبوات، المزامير، الأناجيل «البشائر»، كذلك أمام الصلَبوت «وهى التى توضع عليها أيقونة الصلب» توضع الشموع، فهى تعنى البذل والتضحية، مضيفا أنه يفسر وضع الشموع فى هذه الطقوس، بأن المسيح هو نور العالم، الذى بذل ذاته عن البشرية، مشيرا إلى أهم طرق العبادة التى تمارس خلال الأسبوع هى «التسبحة»، والتى تبدأ بـ«لك القوة والمجد والبركة... إلخ»، تقال 12 مرة كل ساعة، 5 ساعات نهارية، 5 ساعات ليلية، وعندها نقول: «لك القوة والمجد والبركة»، ويُقصد بذلك أن السيد المسيح هو مصدر القوة، لأنه من السماء، مؤكدا أنه لا تقام قداسات خلال 3 أيام «الإثنين، الثلاثاء، الأربعاء»، حيث لا أحد يدخل إلى المذبح خلال تلك الأيام، بسبب سر تذكار الطرد من الفردوس، ولنتذكر الطرد الذى نالته البشرية نتيجة المعصية، حتى يدخل فى ذهن الناس خطورة الخطية.

الثلاثاء.. آخر تعاليم السيد المسيح لليهود 
المسيح واجه مؤامرة الكهنة.. ويهوذا سلمه فى نهاية اليوم
فى الثلاثاء الأخير قبل صلب المسيح، حدثت مواجهة بينه وبين كهنة اليهود، الذين كانوا يدبرون للخلاص منه، وقد واجهها المسيح بضرب أمثلة، كما تخلص من الفخ الذى نصبوه له، وتنتهى أحداث اليوم بخيانة يهوذا أحد تلاميذه الذى سلمه فى نهاية اليوم، وقد تسلسلت أحداث يوم الثلاثاء:
أولا: «جفاف شجرة التين» فوفق ما ورد بالأناجيل، فإنه عند عودة المسيح صباحا إلى أورشليم من بيت عنيا، دهش التلاميذ حينما رأوا أن شجرة التين قد يبست من أصولها، وهنا شرح لهم السيد المسيح فاعلية الصلاة وقوتها، التى يمكن أن تنقل الجبال، وهو قد لعن الشجرة، لأنه لم يكن بها ثمر وهى إشارة إلى اليهود غير المثمرين.
ثانيًا: اليهود وسؤال المسيح عن مصدر سلطانه 
كانت المعجزات التى يصنعها المسيح تثير تعجب وغضب اليهود، فنصبوا له فخا بطرح رؤساء الكهنة سؤالا عن مصدر سلطانه، فإن كانت إجابته لهم، إن سلطانه إلهى، طلبوا منه معجزة، فإن فعل نسبوها إلى الشيطان، وإن رفض نسبوا إليه العجز وشككوا الناس فى قوته، ولكن المسيح رد عليهم السؤال بسؤال: فسألهم عن معمودية يوحنا المعمدان.. هل هى من الله أم من الناس؟ فلم يستطيعوا الإجابة بالرفض لخوفهم من الناس، أو بالموافقة لأن يوحنا شهد للسيد المسيح، فلماذا لم يؤمنوا به.
ثالثا: أمثال ضربها المسيح 
ضرب المسيح مثلا، الابنين اللذين طلب منهما أبوهما العمل فى كرمه، فرفض الأول أولا، ولكنه أطاع فيما بعد، أما الثانى فقد تظاهر بالطاعة ولكنه لم يعمل. 
يشير الأول إلى الأمم التى كانت قبلا معاندة ولكنها قبلت الإيمان أخيرا، ويشير الابن الثانى إلى الأمة اليهودية التى تظاهرت بطاعتها لله، ولكن بدون عمل يدل على إيمانهم، ويشير أيضا إلى رؤساء الكهنة الذين يحبون حياة ظاهرها الطاعة لله، خلاف جوهرها المغاير لذلك.
والمثل الثانى كان عن أناس أوكلهم سيدهم على كرمه، وفى ميعاد الإثمار أرسل السيد رسله يطلب الثمر، فالكرامون الأشرار لم يقدموا الثمر المطلوب، بل جلدوا بعض رسله، وقتلوا بعضا ورجموا بعضا، ثم أرسل ابنه الوحيد، والوارث لعلهم يهابونه، ولكنهم أخرجوه خارج الكرم وقتلوه. 
والمثل الأخير كان مثل الملك الذى صنع عرسا لابنه، وأرسل يدعو المدعوين فلم يستجيبوا لنداءاته المتكررة رغم إعداده للوليمة وتهيئتها، بل أهانوا رسله وقتلوهم، فأرسل الملك وأهلك المدعوين وأحرق مدينتهم، ثم أرسل إلى مفارق الطرق ودعا الجميع وامتلأ العرس، ولكن أحد الحاضرين لم يكن يلبس لباس العرس اللائق، وفى هذا استهانة بعطية الملك وعدم اهتمام بإعداد نفسه لحضور حفل الملك وعرس ابنه.
رابعا.. الفصل بين الدين والسياسة
كهنة اليهود أرادوا إفساد العلاقة بين المسيح وسلطة البلاد، فجرب الفريسيون والكتبة السيد المسيح، ليوقعوا به فى خطأ ضد النظام السياسى القائم، فسألوه أيجوز أن تعطى الجزية لقيصر أم لا؟ فإن وافق على دفع الجزية اتهموه بأنه موال لقيصر وخائن لوطنه، وإن اعترض على دفعها اشتكوه للوالي، فأجابهم المسيح بسؤال، عن الصورة والكتابة التى على العملة وقتئذ؟ قالوا لقيصر، فقال لهم: «أعطوا إذن ما لقيصر لقيصر وما لله لله ليفصل بين السياسة والدين».
خامسا: خيانة يهوذا
وتنتهى أحداث الثلاثاء بخيانة «يهوذا الأسخريوطي» وهو أحد تلاميذ المسيح له، حيث سلمه مقابل 30 قطعة من الفضة، لرئيس الكهنة قيافا الذى كان صدوقيا، والذى رأى فى طرد السيد المسيح للباعة والصيارفة من أروقة الهيكل حربا موجهة ضده، وضد مصالحه المادية هو ورؤساء الكهنة، لأنهم كانوا يؤجرون أروقة الهيكل للباعة والصيارفة، فصمم على القبض على المسيح لمحاكمته.
مطاردة الشياطين فى «أسبوع الآلام»
المطاردة تجسد معاناة المسيح على أيدى اليهود
يتميز يوم الثلاثاء من أسبوع الآلام، بإقامة مهرجان «مطاردة الشياطين» فى عدة دول بأمريكا اللاتينية منها، «البرازيل، السلفادور»، حيث يرتدى البعض ملابس وأقنعة حمراء، ويحملون فى أيديهم سياطا، ويقومون بمطاردة الناس فى الشوارع، تجسيدا للمطاردة التى تعرض لها المسيح فى هذا اليوم من قبل اليهود، وهى التى انتهت بنجاح الشياطين بتسليم المسيح لرئيس كهنة اليهود وقتئذ «قيافا» ليبدأ رحلة الآلام والصلب.