الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

البوابة القبطية

القس إدوارد ميخائيل من أمريكا يكتب.. ينبغي أن نحيا في فضيلة القداسة

البوابة نيوز
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news

ما أكثر الفضائل التى تحيط بنا فى المجتمع، والتى نتجاهلها، وقد نسقط فى الرذائل، واليوم نتحدث عن فضيلة القداسة ورذيلة النجاسة. إن حياة القداسة هى شبع داخلى ودخول مع الله فى علاقة حب روحى، فيه تنطلق النفس بكل قواها وينسحب الجسد بكل طاقاته نحو الله، ليجد فيه أبًا وصديقا وراعيا وحافظا لقداسته.
حقا إن حياة القداسة فى مفهومها الإيجابى هى شبع يلهب القلب نحو الطهارة دون تجاهل للغرائز والعواطف البشرية، الله قدوس ومصدر للقداسة، وقد دعانا لأن نكون قديسين: «نظير القدوس الذى دعاكم كونوا أنتم أيضا قديسين». قصه يوسف الصديق بن يعقوب، قصة معروفة للجميع: سر قداسة يوسف وانتصاره على خطية النجاسة كان فى: صوت الاحتشام وصوت الرزانة والوقار، ولجام الحرص والتدقيق، وحذر الاستقامة وانضباط العفة، حلت سلاسل المرأة التى حاولت إغرائه.
الذهن العفيف لا يمكن أن يقع فريسة فى شرك الفخاخ والشرور. حياة القداسة تتطلب منا كل هذه الفضائل التى كانت عند يوسف الصديق، ويجب أن نعلم أن عقلنا هو علة سقطتنا، أما الجسد فبرىء، ولكنه خادم الخطية، إذا ما سقط عقلنا تحت وطأة الفكر الشرير. فلا ندع إذن شباك الشيطان وشراكه تنتصر علينا. واحب أن أقول عبارة على لسان حال يوسف الصديق، يحكى تجربته مع الإغراء: «لقد صارعت ضد امرأة لا حياء عندها تحضنى على أن أخطئ معها، ولكن الله حرسنى من اللهيب المحرق، لقد طرحت فى السجن وضربت، ولكن الله لم يتخل عنى، لأنه لا يترك الذين يخافونه ولا يتخلى عنهم وأنقذنى، وأعلن انتصار القداسة على النجاسة.
اخيرًا أحب أن أقول: ينبغى أن نحيا فى فضيلة القداسة، فالقداسة هى دعوة عامة للجميع «لأنه مكتوب كونوا قديسين كما أن أباكم السماوى قدوس». فكل الناس مدعوون إلى أن يكونوا قديسين، والقداسة هى للجميع. القداسه هى الخلو من الإثم والامتلاء من كل فضيلة.
اما عن رذيلة النجاسة فهى عكس القداسة، والنجاسة فى مفهومها العام تشمل نجاسة: الجسد والعقل والحواس والفكر والنفس والروح وليست فقط النجاسات الجسدية من الزنا والفسق.
وعلى الرغم من أن جسم الإنسان ينجذب طبيعيا إلى الماديات والترابيات لكونه من التراب، إلا أنه لا يمكننا أن نذم الجسم، لأن اللجام دائمًا بيد الروح التى تحكمه وتسوسه وتقوده. فإذا احتفظت الروح بروحانيتها وسموها فلن تسمح للجسم بالخطية، أما إذا انجذبت فى اتجاهه نحو الماديات والحسيات- حيث تنقاد لرغبات الجسد بإرادتها الحرة- فإنها تنحدر معه إلى الخطية، حيث تتدنس بالفكر عندما تتقبل الفكر الدنس وتستعذبه.
وهذا ما قاله السيد المسيح: «متى كانت عينك بسيطه، فجسدك كله يكون نيرًا، ومتى كانت شريرة فجسدك يكون مظلما». لذلك خطية الزنا والنجاسة، سواء كانت بالفكر أو بالفعل هى من أقسى التجارب والحروب التى يحاربنا بها الشيطان، فهو يقول لمن لم يسقط فيها: جرب ولو مرة واحدة ولا تعد إليها مرة أخرى، فيجب أن نحذر لأن الذين يعيشون فى حياة النجاسة بدأوا بمرة واحدة ولم يرجعوا.
حقا إن محاربتنا ليست مع لحم ودم، بل مع أجناد الشر الروحية. وعن ذلك قال البابا شنودة الثالث: «إذا استبدت الشهوة بإنسان تستطيع أن تخضع عقله وضميره، وتستطيع أن تجعله يتمرد على جميع أحبائه ومستشاريه.
وتبقى الشهوة وحدها وتصير إرادة هذا الإنسان ذليلة أمام شهوته، لا يسمع لصوت عقله ولا يسمع لصوت ضميره ولا يسمع لصوت أحبائه ومستشاريه ومرشديه، إنما ينقاد لشهوة قلبه.
وأختم بقول لقداسة البابا تواضروس الثانى عن رذيلة النجاسة: «هى الانحلال فى الأخلاق العامة: ويصير الجنس (خارج دائرة الزواج) هو الممارسة الوحيدة فى المجتمع المادى.. ويصير هو الهدف فى الحياة وتصبح متخلفا إن لم تمارسه! وتصبح رجعيًا إذا احتفظت بطهارتك! انتبه ياصديقى».