الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلسى الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي
رئيس مجلسي الإدارة والتحرير
عبدالرحيم علي

بوابة العرب

المشاركون في مؤتمر المشرفين على شئون اللاجئين: قرار واشنطن بتخفيض موازنة الأونروا من 350 مليون دولار إلى 60 مليونًا فقط يمثل ضربة قاسية لخطط "غوث".. والأغا يناشد العرب بتغطية نسبة من ميزانية الوكالة

صوره ارشيفية
صوره ارشيفية
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق google news
شدد المشاركون في مؤتمر المشرفين على شئون اللاجئين في الدول العربية المضيفة في دورته الـ99 والذي عقد اليوم الاثنين في مقر الجامعة العربية، على ضرورة تقديم الدعم لتحسين أحوال اللاجئين الفلسطينيين والتخفيف عنهم، مستنكرين في الوقت نفسه السياسات الإسرائيلية العدوانية بحق الشعب الفلسطيني.


وانتقد رئيس دائرة شئون اللاجئين في منظمة التحرير الفلسطينية الدكتور زكريا الأغا، القرار الذي اتخذته الإدارة الأمريكية بتقليص مساهمتها إلى حد كبير مما يهدد قدرة الوكالة الدولية على تقديم خدماتها للاجئين الفلسطينيين، معتبرا تقليص مساهماتها لميزانية الوكالة ووصولها في العام 2018 إلى 60 مليون دولار بعد أن كانت في عام 2017 تقدر بأكثر من 350 مليون دولار، يمثل ضربة قاسية لخطط وكالة الغوث ويهدد مستقبل عملها، معربا عن آسفه لهذا الإجراء بالعجز المالي الذي انتهى به عام 2017 بلغ 49 مليون دولار والعجز المتوقع لعام 2018 يقدر بحوالي 150 مليون دولار يضاف إليه مبلغ 300 مليون والتي كان من المفروض أن ترسلها الإدارة الأمريكية.
وكرر الأغا مناشدته من خلال الجامعة العربية لجميع الأخوة العرب بأهمية الالتزام بتغطية النسبة 7.8% من ميزانيتها وسرعة تنفيذ هذا القرار من اجل إنقاذ الوكالة من الأزمة الخانقة التي تواجهها، مشيرا إلى أنه من الواضح أن العجز الذي يتكرر سنويا في موازنة الإونروا يعود لأسباب سياسية وليست مالية وذلك لتصفية الوكالة الدولية التي تمثل الشاهد الدولي على نكبة اللاجئين الفلسطينيين منذ سبعة عقود.
وقال الأغا في كلمته، إننا ندعم عملية الاصلاح في وكالة الغوث التي تتضمن عدم اشتراط الممولين لاستثمار تمويلهم في مناطق عمليات أو برامج محددة، وعدم حرمان المستفيدين من برنامج JCP من مباشرة عملهم على الرغم من تعاقدهم لعدم توفر التمويل، وعدم تعطيل برنامج الغذاء بسبب التراجع الأمريكي عن التمويل، وعدم إلغاء الحسابات البنكية لنصف المستفيدين من المساعدات النقدية، وعدم تسريح العاملين دون تعيين آخرين بدلا منهم.
وقال إن إقدام الإدارة الأمريكية على اعتبار القدس عاصمة لإسرائيل ونقل سفارتها إليها غير مقبول لدى المجتمع الدولي لانه يمثل خرقا فاضحا لمبادئ الشرعية الدولية والقانون الدولي خاصة قرارات مجلس الأمن والجمعية العمومية بشأن القدس.
وأوضح أن الرد على الإجراءات الإسرائيلية والقرار الأمريكي يتطلب منا اليوم دعم قرارات المجلس المركز الفلسطيني والذي تضمن تعليق الاعتراف بإسرائيل إلى حين اعترافها بدولة فلسطين وإلغاء قرار ضم القدس الشرقية ووقف الاستيطان ووقف التنسيق الأمني بجميع أشكاله، والعمل على الانتقال من مرحلة سلطة الحكم الذاتي إلى مرحلة الدولة.
وطالب الأغا، الأمم المتحدة خاصة مجلس الأمن بتنفيذ القرارات الخاصة بالنزاع الفلسطيني الإسرائيلي حتى يتسنى إقامة سلام عادل وشامل في المنطقة وضرورة إعادة الاعتبار للشرعية الدولية بتنفيذ إعلانها عدم شرعية القرارات الأمريكية المنحازة وتأكيدها قراراتها السابقة المتعلقة بالقدس والاستيطان واعترافها بفلسطين كدولة عضو في الأمم المتحدة فقد آن الأوان لاستصدار هذا القرار بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة رقم 67/ 19 الصادر في نوفمبر 2012 الذي منح فلسطين مكانة دولة مراقبتي الامم المتحدة وسنعمل حتى الحصول على العضوية.
وأكد أن سنوات الانقسام خلفت واقعا معقدا يتطلب وقتا وجهودا كبيرة للتغلب على الآثار المتراكمة خلالها ورغم العراقيل والتحديات فإننا نعول على إرادة شعبنا التي تصر على أن لا عودة عن إنجاح المصالحة والوحدة الوطنية وتحطيم الحصار الذي يفرضه الاحتلال.

من جانبه أكد مدير إدارة فلسطين بوزارة الخارجية المصرية السفير بهاء دسوقي، أهمية تقديم الدعم والمؤازرة للاجئين والشعب الفلسطيني، مشيرا إلى ما تمر به القضية الفلسطينية من تحديات جسام تتمثل أهمها في اتخاذ الرئيس الأمريكي ترامب قرارا بنقل السفارة الأمريكية إلى القدس واعتبارها عاصمة لإسرائيل الشهر الماضي وهو القرار الذي كان دافعا للحكومة الإسرائيلية لتكثيف ممارستها وسياستها الاستيطانية ومحاولات التغيير الديمغرافي والتاريخي للقدس.
وأكد ضرورة دعم وكالة الأونروا وتأمين سبل ومصادر تمويل مبتكرة لضمان قدرتها على خدمة اللاجئين ورعاية مصالحهم والإبقاء على حق العودة حيّا والتصدي بجميع السبل إلى محاولات تصفية عملها وتأكيد الموقف العربي الرافض لتوطين الأشقاء الفلسطينيين تأكيدا لحقهم في العودة إلى أراضيهم، مشددا أن القدس لها طابع مقدس وديني للمسلمين والمسيحيين ولجميع أتباع الأديان السماوية ولأنها حق لسكانها الأصليين لا يمكن التخلي عنه.
وأضاف، أن مصر من خلال عضويتها في مجلس الأمن مساعيها مع جميع الدول لتأكيد الوضعية القانونية لمدينة القدس وهو التحرك الذي أظهر إجماعا دوليا واسع النطاق، يؤكد مشروعية وقوة الموقف العربي وكلل الجهود العربية بمشروع قرار مجلس الأمن الذي أيدته 14 دولة وواجه فيتو أمريكي. 
وأوضح السفير دسوقي، أن القضية الفلسطينية تحتل أولوية مهمة في السياسة الخارجية المصرية والشعب المصري وأن الوصول إلى تحقيق حلم الفلسطينيين بإقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية هو هدف لن تتوانى مصر عن مساعدة أشقائها الفلسطينيين لتحقيقه، مؤكدا أن مصر تؤمن بضرورة بل وحتمية إنهاء الانقسام الفلسطيني، داعيا جميع الفصائل الفلسطينية إلى تغليب المصلحة الوطنية العليا لإنهاء جميع الخلافات وتخطي المعوقات والعقبات التي تشوب إنهاء الانقسام وتحقيق المصالحة وإعادة الوحدة الفلسطينية.
يشار إلى أن جدول أعمال هذه الدورة يشمل، الهجمة الإسرائيلية التهويدية الشرسة ضد مدينة القدس وإعلان الرئيس الأمريكي ترامب، الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل ونقل السفارة الأمريكية إليها، وقرار تقليص المساعدات الأمريكية لميزانية وكالة الغوث، كما سيبحث المؤتمر قضية اللاجئين الفلسطينيين ونشاطات وكالة الغوث 'الأونروا' والأزمة المالية الخطيرة التي تواجهها، علاوة على مناقشة ملف الاستيطان الإسرائيلي، والهجرة اليهودية، وجدار الفصل العنصري، وموضوع التنمية في الأراضي الفلسطينية، وتعزيز صمود الشعب الفلسطيني في نضاله ضد الاحتلال.