اختتمت فى العاصمة الإماراتية أبوظبى أعمال منتدى «تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة» تحت عنوان «السلم العالمى والخوف من الإسلام.. قطع الطريق أمام التطرف»، تحت رعاية الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولى فى دولة الإمارات بمشاركة ٧٠٠ من علماء الدين ونخبة من الشخصيات تمثل مختلف الاتجاهات الفكرية والدينية والثقافية على مستوى العالم، بعد ثلاثة أيام من انعقاده.
وكان الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، وزير التسامح، أكد في كلمته الافتتاحية الدافع الرئيسي من وراء تأسيس منتدى السلم، والمتمثل فى «غياب محاولات ونماذج ناجحة للتعايش السلمى بين البشر، بالرغم من أن العصر الحالى يتسم بثورة تكنولوجيا الإعلام والاتصال وسهولة التنقل عبر العالم».
وأكد الشيخ آل نهيان ضرورة تحليل ظاهرة الإسلاموفوبيا وتأثيرها على السلم العالمى، على اعتبار أن الخوف من الإسلام فى كثير من المجتمعات ليست ظاهرة تتعلق بسلوك الأفراد فقط، بل نزعة عنصرية بغيضة تنتشر فى المجتمع ويعانى بسببها المسلمون المهاجرون.
من جانبه، أكد رئيس منتدى تعزيز السلم فى المجتمعات المسلمة، الشيخ عبد الله بن بية، على أن دور المنتدى يتمثل فى «إطفاء حرائق جسد المجتمعات المسلمة، وذلك من خلال النظر المعرفى والفحص العلمى الكافى لما وصفه بـ«المفاهيم المتفجرة» من قبيل دار الحرب، والجهاد، والتكفير، والجاهلية… وهى مفاهيم يقوم عليها الخطاب الإسلامى فى نسخته المتطرفة».
ومن أجل نشر ثقافة السلام اقترح «بن بية» السير فى ثلاثة اتجاهات، والتركيز على ثلاثة أمور، أولها ترتيب بيت الإسلام من خلال تفكيك منظومة الفكر المتطرف، ثم ثانيها يتعلق بنقل الحوار والدخول فيه على مستوى عالمى، أما الاتجاه الثالث فيتمثل فى الانتقال من قيم الحوار والتضامن لتكوين «حلف» ينبذ التمييز والكراهية.
وألقى الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، كلمة الأزهر فى الملتقى، حيث أكد أنه ليس من العيب أن نعترف أن بعض بنى جلدتنا انحرفت بهم عقولهم السقيمة عن فهم الدين فهمًا صحيحًا، فشوهوا إسلامنا الحنيف فى أذهان من لا يعرفون جوهر رسالته السمحة، فضًلا عن رفض بعض المسلمين الذين يعيشون فى الغرب الاندماج فى مجتمعاتهم، وسيطرة التيارات المتشددة على الخطاب الدينى فى بعض المجتمعات.
فعاليات المنتدى تم توزيعها عبر ثلاثة محاور: الإسلام والعالم، ومسارات التعارف والتضامن، والخوف من الإسلام الأسباب والسياقات.
